عرفت مختلف ولايات الوطن أمس، مسيرات شعبية للأسبوع الثاني عشر على التوالي، أكد من خلالها المتظاهرون رحيل رموز النظام وتحقيق التغيير الجذري، وإحداث القطيعة مع الفترة الماضية، كما عبروا عن رفضهم إجراء انتخابات رئاسية في ظل الظروف الحالية، دون أن تثنيهم حرارة الطقس والصيام في التعبير عن آرائهم.
بقسنطينة عادت الحشود مجددا لساحة الشهداء بوسط المدينة تزامنا مع أول مسيرة للحراك الشعبي خلال شهر رمضان، عكس الأسبوع الماضي الذي عرف نوعا من الفتور وتراجعا في عدد المتظاهرين، إذ توافدت أعداد كبيرة من المواطنين على شوارع وسط المدينة على الرغم من حرارة الطقس التي قاربت 30 درجة مئوية، ما جعل البعض يستعين بالمياه المعدنية من أجل مقاومة الحرارة.
ورفع المتظاهرون شعارات كثيرة بينها مطالبة القضاة بمواصلة محاربة الفساد، وتوقيف كل ناهبي المال العام والمسؤولين المتورطين في تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد، كما جددوا مطلب ضرورة رحيل رموز النظام السابق، وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي ورئيس المجلس الشعبي الوطني بوشارب، كما أكدوا مواصلتهم للمسيرات إلى غاية تحقيق كامل المطالب.
كما شهدت عاصمة ولاية جيجل مسيرة حاشدة، عرفت مشاركة تمت خلالها المطالبة برحيل بن صالح والحكومة، ومواصلة محاسبة أوجه النظام ، وبالرغم من ارتفاع درجة الحرارة والأجواء الصيفية، إلا أن الانطلاقة من أمام مقر البلدية بقوة، عرفت حضور عدد كبير من المتظاهرين، أين سار المشاركون عبر الشوارع الرئيسية، كما عبروا عن أمالهم في تحقيق طموحات الشعب الجزائري، الذي أعطى درسا في سلميته وتحضره وقد رفع الحاضرون شعارات رافضة للانتخابات المعلن عنها مطلع جويلية المقبل، وأكدوا بأن الصيام لن يمنعهم من تنظيم مسيرات حاشدة.
الحرارة لم تمنع المواطنين من الخروج
وبباتنة وخرج المئات من المواطنين مباشرة بعد صلاة الجمعة. في مسيرة كانت على شكل مجموعات متفرقة جابت الشوارع والطرق الرئيسية لمدينة باتنة على غرار طريق بسكرة مرورا بمقر محافظة حزب جبهة التحرير الوطني وممرات مصطفى بن بولعيد وتجمع متظاهرون بساحة الحرية كما جرت العادة مرددين شعارات معبرة عن التمسك بمطالب رحيل كافة رموز نظام بوتفليقة ورافضين إجراء انتخابات رئاسية يشرف عليها عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي.
وبقالمة انطلقت مسيرة شعبية حاشدة من ساحة تمثال الرئيس الراحل هواري بومدين شارك فيها شباب ورجال وشيوخ. وكانت الجمعة الثانية عشر من عمر الحراك الشعبي الذي بدا قبل 78 يوما جمعة الشعارات القوية التي كتبت على اللافتات ورددها المتظاهرون مطالبين بمزيد من المكاسب الشعبية ومحاسبة المتسببين في الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد. وجدد سكان قالمة عزمهم على مواصلة التظاهر حتى تحقيق مطالب الشعب وإعادة الكلمة إليه من خلال عدالة مستقلة وانتخابات حرة يختار فيها الشعب رئيسه بكل سيادة، وجابت المسيرة شوارع الولاية وساحة المجلس الشعبي الولائي وشارع سويداني بوجمعة التاريخي، وشارع أول نوفمبر المؤدي إلى ساحة قهدور الطاهر التي ظلت موقعا للحشود الكبيرة منذ بداية المظاهرات السلمية في 22 فيفري 2019.
وبسطيف تجمع المتظاهرون أمام مقر الولاية، قبل أن ينطلقوا في مسيرة ضخمة جابت عددا من الشوارع الرئيسة، مرددين العديد من الشعارات المطالبة برحيل رموز النظام ومحاكمتهم بسبب ما ارتكبوه خلال فترة الحكم. وتزامنت المسيرة مع احتفالات ذكرى 8 ماي 45 حيث أكد المتظاهرون بأنهم صامدون في هذه الذكرى إلى غاية رحيل رموز النظام ورفعت العديد من اللافتات الأخرى على غرار «سلمية حتى ترحل العصابة « إلى جانب رفع صور الشهداء ، كما شهدت المسيرة أيضا حضور الطلبة الجامعيين بقوة.
مسيرات بأغلب بلديات ميلة الكبرى
وبميلة خرج المتظاهرون للمطالبة برحيل النظام وما بقي من رموزه كما رفعوا شعارات تؤكد على رفض إجراء انتخابات الرابع من جويلية القادم، تحت اشراف ما وصفوهم بـ «رجال العصابة» ، وتجمعت حشود من المواطنين بين مجسم كتاب الشهيد وصورة المجاهد عبد الحفيظ بوالصوف بشارع أول نوفمبر مرددين هتافات « نريد حلول سياسية وليس دستورية» و» انتخابات 4 جويلية انتحار «كما شهدت مدن شلغوم العيد،فرجيوة،التلاغمة،القرارم قوقة وتاجنات مسيرات مماثلة.

وبولاية برج بوعريريج، طالب المتظاهرون بمواصلة محاسبة جميع المفسدين، كما جددوا تأكيدهم على ألا صوت يعلو فوق صوت الشعب، وسجل تراجع في عدد المتظاهرين المشاركين في هذه المسيرة التي تزامنت مع الأسبوع الأول من شهر الصيام، و في الاعتصام الذي دأب البرايجية على تنظيمه أمام مبنى قصر الشعب، منذ عدة أسابيع.
وحملت جمعة أمس رسالة جديدة جسدت في «تيفو» قصر الشعب، أين دعا مصمموه إلى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية التي لا بديل عنها، ورفض جميع محاولات زرع الفتنة والتفرقة، من قبل من يدسون سمومهم من الخارج و حتى الداخل، كما تعالت أصوات المنظمين ونشطاء الحراك على أن ما بدر ممن وصفوهم بالمشككين في صدق مصممي التيفو، وأصحاب الدعوات المشوهة لمسيرة البرايجية واعتصامهم الذي أعطى لهذه الولاية صيتا عالميا ووطنيا، جعلها عاصمة لحراك الشعب الجزائري، هو محاولة لإجهاض حراك الشعب ومطالبه الداعية إلى بناء دولة جديدة ورحيل جميع رموز النظام، معتبرين التشكيك في نضالهم محاولة لخدمة جهات ومصالح شخصية، ومناورات للدفع بالبلاد إلى مرحلة الفراغ الدستوري. وشرع نشطاء الحراك، بعد إنهاء المسيرة في التحضير لإفطار جماعي بجوار مبنى قصر الشعب، وهو الإفطار الذي ساهمت في تحضيره أزيد من 100 عائلة ومساهمين من ولاية البرج وولايات أخرى، أين تم توفير ما يكفي لتقديم وجبات الإفطار لأزيد من ألفي شخص، واعفاء الضيوف القادمين من مختلف الولايات من عناء العودة إلى منازلهم.
مسيرات كبيرة بعنابة وسكيكدة وتبسة
وبعنابة لم تختلف أول مسيرة في رمضان، للمسيرة الماضية من حيث العدد، وكان الملفت فيها الحضور الكبير للعائلات والنسوة، كما تم رفع شعارات أكثر قوة من الجمعات الماضية، منددين من خلال الهتافات برحيل كامل أفراد العصابة، ومؤكدين رفضهم لإجراء الانتخابات الرئاسية حتى تحقق جميع مطالبهم «لا انتخابات لا حوار حتى ترحل الباءات»ورغم ظروف الصيام والحرارة غير أن المسيرات بقيت تجوب محيط ساحة الثورة، إلى غاية البريد المركزي.
بسكيكدة طالب المتظاهرون في المسيرة الثانية عشرة والأولى في شهر رمضان بالاسراع في تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور، مجددين رفضهم المطلق الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية التي أعلن عنها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح.وشهدت المسيرة الثانية عشرة التي كانت أكثر حجما وحضور جماهيريا من الجمعة الفارطة اختلافا بين المتظاهرين بين الداعين إلى مرحلة انتقالية والرافضين لها و بالأسماء المقترحة لقيادتها فالفئة الأولى ترى بأن الحل يكمن في مرحلة انتقالية تقودها شخصيات لها قابلية لدى الشعب، ورفضت الذهاب نحو انتخابات رئاسية تقودها حكومة بدوي، وكذا أي تدخل أجنبي من خلال الشعار الذي رفعته مجموعة من المتظاهرين في المسيرة « فخامة الشعب يريدها باديسية لا باريسية»، وجدد المتظاهرون في هذا المسيرة مواصلتهم الحراك الشعبي حتى تسقط العصابة ولا يثنيهم عن ذلك حتى شهر رمضان والارتفاع في درجة الحرارة.
وانطلقت مسيرة الجمعة الثانية عشرة، بتبسة من وسط المدينة باتجاه مقر الولاية وجدارية الشهداء، ثم العودة إلى نقطة البداية، وقد رفع المحتجون عدة شعارات،كما رددوا عدة هتافات مناوئة للنظام، ومطالبة رئيس الدولة بن صالح بالرحيل، كما رفض بعضهم إجراء الانتخابات الرئاسية، وشددوا على ضرورة محاسبة ناهبي المال العام ودعوا إلى مواصلتها.
مراسلون

في أول جمعة من رمضان
مسيرة العاصمة تؤكد على الصمودحتى تحقيق المطالب
سار، أمس، الآلاف من المواطنين بالعاصمة في الجمعة الثانية عشرة من الحراك الشعبي السلمي مؤكدين صمودهم في الشارع إلى غاية تحقيق جميع المطالب الشعبية وعدم السماح لأي طرف بالالتفاف عليها، في رسالة واضحة للجميع بأن شهر رمضان والصوم لن يؤثرا على الحراك .
تحدى الآلاف من سكان العاصمة أمس الصيام والحرارة النسبية للجو وشاركوا في مسيرة الجمعة الثانية عشرة للحراك الشعبي تحت عنوان بارز " صامدون صامدون للعصابة رافضون"، وفي هذه الجمعة التي تتزامن والخامس من رمضان سار الشباب، والأطفال، والكهول، والشيوخ والنساء في مسيرة مرددين ذات الشعارات التي تعبر عن مطالب الحراك الشعبي.
 وعلى الرغم من كون المشاركين في المسيرة لم يكونوا بنفس الكم مقارنة بالمسيرات السابقة فإن الأهم بالنسبة لهم هو التعبير عن الصمود في هذه المرحلة و رفض الالتفاف على المطالب الشعبية.
 وكالعادة بدأ المتظاهرون يتجمعون بساحة البريد المركزي منذ الصباح وبعد صلاة الجمعة انضم الآلاف للمسيرة التي رفعت عاليا شعار ذهاب رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، والوزير الأول، نور الدين بدوي.
ومن بين الشعارات التي رفعت أمس في مسيرة العاصمة" بأي حق تفرضوا علينا انتخابات 04 جويلية.. واش تكونوا لا أحد يقرر في مصيرنا نحن من يقرر"، وشعار"ما كان لا انتخابات لا حوار مع بقايا العصابات"، " ما كانش الانتخابات يا العصابات"، وغيرها من الشعارات التي تعبر عن رفض الحراك الشعبي للانتخابات الرئاسية المقررة في الرابع يوليو المقبل، ورفض بقاء ما تبقى من الباءات ورموز المرحلة البوتفليقية.
 كما طالب المتظاهرون من الجيش الوطني الشعبي الوفاء بالتزاماته اتجاه الحراك الشعبي والعمل على تحقيقه دون تماطل أو تباطؤ وتأكيدهم على شعار" جيش شعب خاوة خاوة"، و كرروا رفضهم استغلال الحراك من أي طرف كان أو محاولة الالتفاف على المطالب الشعبية.
ولم تسجل في الجمعة الأولى من هذا رمضان والثانية عشرة للحراك وجود قوات كبيرة لمكافحة الشغب بالعاصمة، وبدا واضحا أن الجميع أصبح يعرف مسار المسيرة بدءا من ساحة البريد المركزي وشارع ديدوش مراد، وساحة أول ماي وشارع حسيبة بن بوعلي.
خلاصة القول فإن مسيرة العاصمة أمس كغيرها من المسيرات في كامل ربوع الوطن ركزت على رفض الانتخابات الرئاسية القادمة ورفض التراجع عن الحراك إلى غاية تحقيق جميع المطالب الشعبية المعبر عنها، والتأكيد على الصمود وعلى أن رمضان والصوم لن يؤثرا في الحراك.
 وبالجارة البليدة خرج بعد صلاة الجمعة آلاف البليديين في أول مسيرة خلال شهر رمضان المعظم رفضا لاستمرار رموز النظام السابق ومطالبة بالتغيير، و لم يمنع الصيام وارتفاع درجة الحرارة المواطنين من الخروج في مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة الحرية بباب السبت ثم ساحة أول نوفمبر لتتوجه بعدها نحو مقر الولاية، وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى  الصمود إلى غاية تحقيق كل مطالب الحراك ورحيل الباءات، كما ردد المتظاهرون شعارات رافضة لإجراء الانتخابات الرئاسية بتاريخ الرابع جويلية القادم ، مطالبين بمرحلة انتقالية تقودها شخصيات وطنية تضع الأرضية لإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة.
وخرج أمس أيضا سكان تيزي وزو بالآلاف عبر شوارع عاصمة جرجرة في مسيرة سلمية ضخمة مباشرة بعد صلاة الجمعة، لمواصلة الحراك الشعبي.
ولوحظ مشاركة عائلات بأكملها في المسيرة كانت قد توافدت على مدينة تيزي وزو  منذ الساعات الأولى من نهار أمس من مختلف القرى والمداشر البعيدة رغم مشقة الصيام والحرارة.
وجدد المتظاهرون الذين تجمعوا عند نقطة الانطلاق التي تعودوا عليها "جامعة مولود معمري"، مطلب رحيل ما تبقى من الباءات ورموز النظام وجميع الوجوه التقليدية التي ألفها الشعب، كما أكّدوا عزمهم على مواصلة الخروج في المسيرات للمطالبة بتغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية في البلاد.
ورفع هؤلاء شعارات مختلفة منها "الشعب يريد إسقاط النظام" و"جزائر الحرية" و"نطالب بالديمقراطية ودولة القانون" وغيرها من الشعارات الأخرى.
أما بعاصمة الغرب وهران فقد ندد العديد من المتظاهرين بتأخر تنحية الباءات المتبقية وخاصة رئيس الدولة بن صالح ورئيس الحكومة بدوي، معتبرين أن بقاءهما لن يغير رأي الشعب إزاء انتخابات 4 جويلية المقبل، وهو الرفض التام لهذا الموعد ولأي انتخابات قبل رحيل ما تبقى من العصابة، وأمام هذا المطلب رفع المتظاهرون الذين خرجوا مثل العادة لشوارع وهران دون أن يثنيهم الصيام عن ذلك، شعارات "الجيش والشعب خاوة خاوة" و شعار "نحن نعين الرئيس" .
كما شددت الهتافات على مواصلة المسيرات والمحافظة على السلمية وطرح المطالب المألوفة منذ بداية الحراك الشعبي، مثل ضرورة إدخال الأفلان للمتحف، وانتخابات رئاسية دون أفراد العصابة.
المميز في الجمعة 12 بوهران وهي أول مسيرة في رمضان، هو غياب العنصر النسوي الذي اقتصر على بعض المناضلات في أحزاب وجمعيات وحتى بعض الشابات اللواتي تعودن على المسير ومساندة الحراك، وكذا غياب المراهقين الذين كانوا يضفون جوا من الغناء والطبل على إيقاعات مختلفة، حيث كانت المسيرة أكثر تنظيما ووضوحا في المطالب دون تشويش الفوفوزيلا.                               إلياس/ المراسلون

 

الرجوع إلى الأعلى