فتحت مؤسسة فرتيال لإنتاج الأسمدة الأزوتية والأمنياك بعنابة، تحقيقا معمقا في أسباب الانفجار الذي وقع أول أمس، في أحد الأنابيب الناقلة لغاز الهدروجين، كان وقعه قويا، لحسن الحظ لم يُخلف خسائر بشرية أو مادية كبيرة، حيث أسفر عن إصابة عامل بحروق من الدرجة الثانية، نقل إلى استعجالات مستشفى ابن سينا الجامعي لتلقي العلاج.
استنادا لمصادرنا تشير المعطيات الأولية، إلى أن السبب المباشر للحريق المتبوع بالانفجار، راجع إلى قيام العامل الضحية بأعمال التلحيم بالقرب من منطقة الغاز، حيث تناثرت شظايا مما أدى إلى اشتعال النار نتيجة تسرب على مستوى أنبوب مجاور، مما أوقع الانفجار.
وعلى اثر الحادث سارعت الفرقة التقنية المناوبة بالمركب، إلى القيام بإجراءات احتياطية لتأمين مختلف الوحدات، بقطع التيار الكهربائي و وقف الانتاج وكذا استخدام الغاز في إنتاج الأمنياك، إلى غاية التأمين الكامل للمصنع قبل وصول فرق الحماية المدنية لإخماد الحريق وإسعاف الضحية.
وحسب مصالح الحماية المدنية، فقد استغرقت مدة السيطرة على الحريق نحو نصف ساعة أي في حدود الساعة السادسة، تم تسخير على اثرها 03 شاحنات مجهزة بمضخة وخزان، و شاحنة صهريج للحرائق و 04 سيارات إسعاف صحية، وسيارة إسعاف طبية برفقة 05 ضباط وطبيب ضابط و 36 عونا. و وفقا للمصدر تدخلت الاسعافات في حدود الساعة الخامسة و 24 دقيقة، من أجل انفجار متبوع بحريق شب في الأنبوب الممون للغاز داخل المركب، خلف ضحية عامل بالشركة يبلغ من العمر 36 سنة يعاني من حروق من الدرجة الثانية في جميع أنحاء الجسم نقل على جناح السرعة إلى مستشفى ابن سينا، وهو الآن تحت العناية الطبية المركزة بعد أن راجت أخبار بأنه توفي، ليتم نفي المعلومات المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي . و وفقا لبيان الشركة الصادر أمس، فقد تم تأمين الموقع ومحيط المؤسسة التي تقع بحي سيبوس في بلدية عنابة، خاصة وأن المنطقة آهلة بالسكان، حيث تستعمل وحدات المركب، في أنشطة مزج الغازات الضرورية لإنتاج مادة الأمنياك والنيترات ومختلف أنواع المخصبات .  
من جهتها فتحت المصالح الأمنية تحقيقا لتحديد أسباب وظروف وقوع الانفجار، وتحديد المخاطر التي قد تنجم في حال وقوع حادث مماثل، كون موقع المركب أصبح يتوسط تجمعين سكنيين، هما سيبوس وسيدي سالم، ما قد يعرض المنطقة للخطر في حال وقوع أي خطأ. و ما تزال مطالب سكان حي سيبوس قائمة لردم الأنبوب الناقل لمادة الأمنياك، من مؤسسة فرتيال إلى غاية رصيف الشحن بميناء عنابة، لما قد يتسبب في مخاطر محتملة على السكان. وتشير مصادرنا بأن الأنبوب الناقل لهذه المادة الحساسة انتهت صلاحيته سنة 2004، بعدما تم تثبيته سنة 1984 وعمره الافتراضي 20 سنة، كما يفرز الأنبوب مياها ساخنة يميل لونها إلى البني، تصب في شاطئ سيبوس مباشرة، ويطالب سكان سيبوس بتوضيحات حول المياه التي يطرحها مركب فرتيال في البحر وماذا تأثيرها على البيئة بالمنطقة.
تجدر الاشارة إلى أن مركب فرتيال من أحد فروع مجمع « اسميدال» المملوك حاليا لمجمع سوناطراك، بعد تحوله من وزارة الصناعة بقرار من الحكومة في مجلس مساهمات الدولة قبل نحو عام ونصف، من أجل رفع رأس مال شركة سوناطراك، و يعد مجمع أسمدال من أكبر المجمعات الوطنية تحقيقا للأرباح بعد مجمع «جيكا» لإنتاج الأسمنت، بفضل الاستقرار وسياسة التسيير الحديثة. وعرفت فرتيال في بداية السنة زوبعة بعد إعلان حكومة أويحيى رغبتها منح حق الشفعة لمجمع علي حداد المسجون، لشراء أسهم الشريك الاسباني ليصبح بأغلبية الأسهم في فرتيال، مقابل 34 بالمائة لمجمع أسميدال، وهو ما أثار ضجة كبيرة وتم التراجع عن اتمام الصفقة. وينتظر أن يفتتح اسميدال مركبا جديدا لإنتاج الأسمدة بولاية البويرة، وفرع للتوزيع في ولاية بسكرة قريبا، إلى جانب متابعة تجسيد المشروع الضخم لاستغلال الفوسفات بالشراكة مع الصينيين.               حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى