طمأن والي عنابة توفيق مزهود، أول أمس، في لقائه بممثلي العمارة المهددة بالانهيار بحي ضربان بعنابة، بالتدخل لدى وزير السكن و العمران لإيجاد حل لقضيتهم العالقة منذ سنوات، حيث تعاقب على القضية وزراء و ولاة، دون إيجاد تسوية نهائية، تجنب الخطر الكبير الذي يتربص بـ 18 عائلة منذ سنوات.
و أكد ممثل عن سكان العمارة سماعيل باسي، في اتصال بالنصر، أمس، بأنهم ينتظرون رد الوزارة عن طريق والي الولاية، بدورها مصالح الوزارة اتصلت بالسكان قبل لقاء الوالي و اقترحت تحويلهم للإقامة مؤقتا في حي الكاليتوسة في برحال، بالسكنات الاجتماعية الشاغرة هناك، من أجل مباشرة أشغال ترميم العمارة، غير أن السكان اشترطوا تعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم جراء عمليات الترميم السابقة عند استلامها، خاصة و أن المعنيين قاموا باقتراض مبالغ مالية من البنك لتسديد ثمن الشقة و كذا تصليح جزئي للأضرار، حيث يرفض السكان المغادرة خاصة و أن أبناءهم يتمدرسون بحي الجسر الأبيض و لا توجد أي ضمانات لترميم العمارة بشكل لائق حسب المعايير المعمول بها.
و طالب المتحدث بمنحهم سكنات جديدة و إنهاء القضية بشكل نهائي، بعد معاناة و خوف دام لسنوات، لم تجد قضيتهم طريقها إلى الحل، بعد أن طرقوا جميع الأبواب و قد اضطرت العائلات مغادرة البناية عدة مرات، بسبب التشققات و انهيار الواجهات الإسمنتية و تصدع السلالم.  
و أفاد المتحدث باسم السكان، بأن قضيتهم ما تزال عالقة رغم إيجاد حل مؤقت لتحييد العائلات، مؤكدا على أنهم يرفضون جميع الحلول الترقيعية، أو أي محاولة لإرغامهم بقبول حلول غير موضوعية حسبه، مطالبين بسكنات جديدة مطابقة لشروط عقود البيع المبرمة بين الطرفين و فتح تحقيق جدي، لتحديد مسؤولية الكارثة مع جميع الهيئات المشرفة على عملية الانجاز، محملين الوكالة مسؤولية الإخلال بالتزاماتهما المتعلقة بتسليم المستفيدين سكنات مطابقة لمعايير البناء المعمول بها في الجزائر.
السكان اشتكوا من الغش الفاضح في عملية الانجاز، تفاجؤوا لدى استلامهم للمفاتيح بهشاشة الإسمنت المسلح للعمارتين، بحيث يمكن حفره باليد ليسقط على شكل رمل هش و طين، كما يظهر الحديد بسهولة حسب ما كشفته صور سابقة.
 و بينت المعاينة التقنية للسكنات من قبل خبراء الهندسة المدنية، وجود خروقات كبيرة في نوعية الأشغال داخل الشقق،  والتي يمكن أن تنهار في أي لحظة، نظرا لهشاشة البنية مقارنة بالمعايير المعمول بها في عملية الانجاز، حيث سجلت نتائج التجارب و التحاليل المخبرية على البناية المتضررة 80 بارا، في حين المعيار المعمول به ضد الزلازل و الذي فرضته القواعد الجديدة للبناء في الجزائر بعد زلزال بومرداس، تحدد قوة الضغط تساوي أو أكثر من 220 بار بالنسبة لتركيز الخرسانة، و هو ما يُخالف الواقع، ناهيك على عدم انطلاق أشغال التهيئة الحضرية للمشروع.
و لجأ المستفيدون من السكنات التي ظهرت فيها العيوب و الغش في الانجاز، لمتابعة وكالة السكن الترقوي العمومي»أوبيالاف» سابقا قضائيا، و عينت العدالة  خبراء قضائيين في الهندسة المدنية و بعد نتائج التحاليل الديناميكية للهياكل الخرسانية، طلب الخبراء، بهدم العمارة لعدم التمكن من ترميم أجزائها الحاملة.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى