خرج الطلبة الجامعيون أمس في عدد من ولايات الوطن في مسيرات سلمية للتأكيد على مواصلة الحراك، والتمسك بالمطالب الشعبية التي عبر عنها المواطنون منذ 22 فبراير الماضي وفي مقدمتها التغيير الجذري وضرورة رحيل كل رموز النظام.
للمرة الثانية منذ دخول شهر رمضان الكريم خرج طلبة جامعات العاصمة أمس في مسيرة سلمية ككل يوم ثلاثاء منذ بداية الحراك الشعبي، مؤكدين على الصمود حتى تحقيق المطالب التي رفعها الحراك، ومعبرين عن إصرارهم على ضرورة رحيل كل رموز النظام وفي مقدمتهم عبد القادر بن صالح ونور الدين بدوي.
وأمام التعزيزات الأمنية الكبيرة بساحة البريد المركزي حيث اعتاد الطلبة التجمع كل يوم ثلاثاء قبل السير عبر شوارع باستور وديدوش مراد، سار الطلبة هذه المرة باتجاه مقر المجلس الشعبي الوطني عبر شارع عسلة حسين لكن قوات مكافحة الشغب أغلقت الطريق المؤدي إلى البرلمان، ووصلوا إلى غاية مقر محكمة سيدي امحمد بشارع عبان رمضان.
وردد الطلبة هتافات تعبر عن مواصلة الحراك في شهر رمضان من قبيل» رانا خارجين في رمضان صايمين»،» جزائر حرة ديمقراطية»، « البلاد بلادنا ونديروا راينا»، وغيرها من الهتافات، كما رفعوا شعارات تطالب برحيل النظام، ورفض انتخابات الرابع جويلية القادم، و أخرى تعبر عن مطالب الحراك، وأخرى تشدد على الوحدة الوطنية ووحدة الشعب، و طالبوا بمرحلة انتقالية تسيرها شخصيات توافقية نظيفة  وغير متورطة في قضايا الفساد وغيرها.
وشارك المئات من الطلبة والعشرات من الأساتذة في المسيرة السلمية، التي تم تنظيمها بوسط مدينة قسنطينة، حيث تجمع العشرات من الطلبة بساحة الشهداء مقابل قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة رافعين شعارات يطالبون فيها رئيس الدولة بن صالح والحكومة بالتنحي عن الحكم، إذ أكدوا بأنه لا مجال لتنظيم انتخابات رئاسية في ظل الأجواء السياسية السائدة وسيطرة رموز النظام السابق على الحكم.  
والتحق المئات من طلبة  وأساتذة جامعات قسنطينة الأربع، بوسط المدينة في منتصف النهار، ليجوبوا بعدها شوارع المدينة، كما علت الأصوات مطالبة بعزل الحكومة الحالية والتأسيس لجمهورية ديمقراطية يكون فيها الحكم للشعب والمؤسسات، كما طالبوا مؤسسة الجيش بدعم الحراك ومطالب الشعب، مشددين على ضرورة استمرار محاربة الفساد والتأسيس لعدالة قوية ومستقلة.    
وبولاية جيجل كان إقبال الطلبة ضعيفا حيث نظم 300 طالب مسيرة سلمية، انطلقت من القطب المركزي بجيجل، باتجاه مقر البلدية، و قد عرفت المسيرة رفع شعارات عديدة تطالب فيها بتأجيل الانتخابات و رحيل بن صالح و حكومة بدوي، و كذا إنشاء مجلس انتقالي، أو هيئة لتسيير البلاد خلال المرحلة المقبلة، كما أكد المشاركون بأن مطالب الأسرة الجامعية، تتطابق مع مطالب الشعب لاسيما ما تعلق منها بمواصلة محاسبة الفاسدين، من سياسيين و رجال أعمال و مسؤولين.
وأوضح طلبة بأن الهدف من عودتهم إلى الدراسة هو اختتام الموسم الجامعي في آوانه، و كذا مواصلة التحصيل العلمي، مشيرين إلى أن تراجع أعداد الطلبة  لا يعني فشلهم أو تراجعهم عن المطالب التي رفعت منذ تاريخ 22 فيفري الماضي، بل تعود إلى الأجواء الحارة التي تزامنت مع شهر الصيام، وكذا التزام العديد من الطلبة بحضور المحاضرات بمختلف الكليات.
وبولاية سكيكدة خرج المئات من الطلبة في مسيرة انطلقت من مقر الجامعة ببلدية الحدائق باتجاه عاصمة الولاية على مسافة 3 كيلومترات قبل أن يتم توقيفهم من طرف مصالح الدرك أمام مقر الإقامة الجامعية، فيما عرفت مسيرة أم البواقي مشاركة محتشمة إذ لم يتجاوز عدد الطلبة المشاركين سقف 100 .
وبتيزي وزو نزل طلبة جامعة مولود معمري مجددا أمس إلى شوارع المدينة للمطالبة بالتغيير والضغط على ما تبقى من رموز النظام ودفعهم إلى الرحيل.
وتجمّع الطلبة أمام الحرم الجامعي لحسناوة، قبل أن ينطلقوا في مسيرة ضخمة جابت مختلف الشوارع الرئيسية لعاصمة جرجرة مرورا بالمستشفى الجامعي نذير محمد، حاملين لافتات تطالب بن صالح بالرحيل الفوري وكذا جميع وجوه النظام التقليدية.
و أكّد هؤلاء، أنه بالرغم من مشقة الصيام وارتفاع درجات الحرارة فإنهم مستعدون للخروج مجددا في كل المسيرات إلى أن يستعيد الشعب الجزائري كرامته.
كما نظم أمس طلبة جامعات وهران المسيرة 13 لهم منذ بداية الحراك الشعبي، وكانت حاشدة وأكثر تنظيما وأصر فيها الطلبة على أهمية الحفاظ على الطابع السلمي  لحراكهم، وكذا على الوحدة الوطنية خاصة وسط طلبة جامعات وهران القادمين من كل أرجاء الوطن،  وحمل هؤلاء شعارا  في نفس السياق  « كلنا معا لا يفرقنا لا عرق ولا لغة ولا لون، شعارنا واحد «،  كما رفع الطلبة شعارات عبرت عن استيائهم من الوضع الذي وجدوا أنفسهم فيه في ظل نظام لم يمكنهم من تحقيق طموحاتهم وتجسيد أفكارهم حيث لخصوا هذا في شعارات مثل «ديبلوم دولة لا يساوي شيئا دون دولة»و «ما الذنب الذي اقترفناه حتى يكون ربيع عمرنا خريف نظامكم» و «طلبة صامدون حتى يتحقق المطلب الشعبي» ،  ووسط الهتافات الفئوية التي نددوا من خلالها بتدهور أوضاعهم في  الجامعات و الإقامات، رفع الطلبة شعارات سياسية منها «حكومة انتقالية بقيادة متفق عليها، الشعب يختار»  و دعوا لمواصلة المسيرات السلمية والصمود لغاية تحقيق المطالب « ليس سهلا و لكن ليس مستحيلا» و  «المعارك الكبرى لا بد لها من نفس طويل».
وقد سار الطلبة تحت شمس حارقة عدة كيلومترات من مختلف نقاط الانطلاق لغاية التجمع أمام مقر الولاية أين انتهت المظاهرة بالنشيد الوطني.               مراسلون

الرجوع إلى الأعلى