قاطع غالبية تلاميذ مرحلة النهائي امتحانات البكالوريا البيضاء، في جل المؤسسات التربوية بقسنطينة، حيث أكد أساتذة أنه سجلت نسبة غيابات قياسية في هذا العام مقارنة بالسنوات الفارطة.
ووقفنا بالعديد من الثانويات بعلي منجلي ووسط مدينة قسنطينة، على مقاطعة عدد كبير من التلاميذ للامتحانات التجريبية التي تعتبر في المنظومة التربوية بمثابة اختبار للمتمدرسين ومعرفة مدى استعدادهم للبكالوريا، حيث ذكر لنا تلاميذ وجدناهم أمام ثانوية الأختين سعدان بالكدية، بأن غالبية زملائهم لم يجروا الامتحان وبدت الحجرات مثلما أكدوا شاغرة، إذ أكد أحدهم بأنه لن يعود لإجراء ما تبقى من اختبارات واعتبر الأمر مجرد مضيعة للوقت، إذ يفضل كما قال، استغلال ذلك الوقت في مراجعة دروسه بمفرده.
وأوضح لنا تلميذ آخر بعلي منجلي، أن الأساتذة يعدون أسئلة صعبة جدا للامتحانات التجريبية بغالبية المؤسسات التربوية، وهو ما يتسبب في إحباط للتلاميذ، إذ يفضل غالبيتهم مقاطعتها والاكتفاء بالدروس الخصوصية أو المراجعة في البيت، كما أكد آخر بأن بعض الأساتذة لا يولون أي اهتمام للامتحان حيث يتركونهم بمفردهم في الأقسام، فيما ذكر آخرون أن هذه الاختبارات تزامنت وشهر الصيام وهو ما دفع بزملائه إلى المقاطعة.
وأوضح لنا بعض الأساتذة الذين التقت بهم النصر، بأن ظاهرة مقاطعة البكالوريا البيضاء كانت تسجل في كل سنة لكن بنسب قليلة، في حين أن هذا العام عرف مقاطعة واسعة إلى درجة أن بعض الأقسام التحق بها تلميذان فقط، مؤكدا أن إجراء هذا الامتحان ضروري لاختبار قدرات واستعداد التلاميذ لمواجهة الامتحان المصيري، كما يمنح التلميذ استعدادا نفسيا في كيفية التعامل مع أسئلة المقرر الدراسي، إذ يعد الوحيد الذي تدرج فيه جميع دروس المنهاج التربوي.
 وكانت وزارة التربية الوطنية قد اتخذت اجراءات عقابية ضد المقاطعين والمتغيبين عن الأقسام، إذ وجهت تعليمات لمديريات التربية عبر الولايات تقضي بمنع الراسبين منهم  من إعادة السنة، لكن جل هذه الإجراءات لم تنجح في إجبار التلاميذ على إكمال العام الدراسي بالمؤسسات التعليمية، بل توسع الأمر إلى درجة مقاطعة الامتحانات الرسمية.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى