تسجل مختلف المسلسلات الدرامية التي تعرضها القنوات الجزائرية ضمن الشبكة الرمضانية 2019، متابعة مقبولة ، مقارنة بالأعمال الفكاهية التي يبدو أنها جاءت مخيبة لآمال جماهير لم تنجح في إضحاكها رغم ضخامتها.
تشير أعداد المشاهدات على يوتيوب و التعليقات التي ترافق مختلف الفيديوهات الخاصة بالمسلسلات الدرامية الجزائرية، على غرار *مشاعر*، *ورد أسود*، *أولاد الحلال* و *الجريح*، إلى أن توجهات المشاهد الجزائري هذا العام قد أخذت منحى مغايرا لما ألفناه في السنوات الماضية، حيث توجه لمتابعة الحلقات الجديدة من كل سلسلة عبر يوتيوب في أي وقت شاء، و الحرص على معرفة ما ستأتي به من مستجدات، في ظل اعتماد أسلوب التشويق و الإثارة من طرف المخرجين.
الدراما الجزائرية هذا العام، و على الرغم من الانتقادات التي طالتها و البلبلة التي صنعتها عند بداية عرض حلقاتها الأولى، خاصة مسلسلي *مشاعر و *أولاد الحلال*، إلا أنها استطاعت جلب المشاهد أكثر مما فعلت الأعمال الكوميدية، التي يبدو أنها لم ترق لتطلعات المشاهد الذي ظل في انتظار الاستمتاع بمشاهدة حلقاتها بعد عرض الفيديوهات الترويجية التي سبقت شهر رمضان، لتأتي النتيجة على غير التوقعات، بأعمال انتقدها المتابعون و وصفوها بالفارغة، حسبما  استقيناه من التعليقات التي نشرت على مواقع التواصل الإجتماعي.
و لعل مسلسل *الرايس قورصو* كان أكبر ضربة موجعة، فبعد انتظار لسنة كاملة من أجل مشاهدة السلسلة التي تحمل كل صفات العمل الناجح من حيث الصورة و الإخراج، إلا أن المضمون و حسب متتبعين كان مخيبا و فارغا، إذ لم ينجح العمل في إضحاك الجمهور الذي راح يقارنه بمسلسل *عاشور العاشر* الذي لا تزال حلقاته تعرف متابعة مستمرة، حالها حال سلسلة *رمضان في الماريكان* و التي قال عنها متابعون، أنها قدمت صورة مغايرة للسيت كوم الجزائري البسيط الذي يعطي نتيجة إيجابية في النهاية و دون تكلف.
*عودة بلا حدود* هي الأخرى لم تسلم من انتقادات جماهير ظلت متعطشة لأكثر من 20 سنة من أجل الإستمتاع مع ثلاثي بلا حدود، فقد انتقدت مضمون السلسلة التي خرجت عن أصلها، و جاءت بقصص بعيدة كل البعد عن واقع المجتمع الجزائري ، عكس الأجزاء الأولى من العمل.
و علق متابعون أنه و على الرغم من الصورة الجميلة التي قدمتها و خروج الممثلين إلى دول أجنبية، إلا أنها لم تضحكهم و لم تنجح في رسم البسمة على وجوههم التي ينتظرونها مع السيت كوم الرمضاني كل عام، حسب بعض التعليقات، و هي العوامل التي قلصت من نسبة المشاهدة التي كانت مرتفعة في الحلقات الأولى، لتسجل تراجعا بعد ذلك، نتيجة عزوف المشاهدين عن متابعتها.
الدراما و إن هزمت الفكاهة هذا العام، إلا أن هناك بعض الأعمال الفكاهية التي يمكن القول بأنها حفظت ماء الوجه، كسلسلة *عام الباك* التي تعرف متابعة كبيرة و قال كثيرون بأنها تقدم واقعا جزائريا بصورة بسيطة، هادفة و مضحكة.                    إ.زياري

النصر تنقل قصة الصرح الديني الذي يحمل اسم صاحبه
  هكذا خاض «الشنتلي» معركة مع الشيوعيين لتحويل سينما إلى مسجد بقسنطينة  
«الشنتلي»..  مسجد عريق بقلب مدينة قسنطينة ،  يقع بمنحدر شارع باردو، سابقا،  يعد منارة علمية ودينية،  لكن خلف هذا الإسم والمكان المقدَّس قصة لا يعرفها إلا القلَّة من أبناء الحي والولاية.
روبورتاج: فاتح خرفوشي
بصعود أدراج مسجد الشنتلي بباردو، تقابلك لوحة رخامية نقشت عليها آية قرآنية من الذكر الحكيم، متبوعة بعبارة «أقام هذا المسجد ابتغاء مرضاة الله الحاج عبدالحميد الشنتلي..» إلى آخر العبارة، وجعله وقفا لله، وهو ما يحيل  إلى حقيقة أنَّ التسمية تتعلق بلقب شخص ما، وليست كنية أو كلمة تركية أو بربرية، بل جزء من الاسم الكامل للحاج عبد الحميد الشنتلي المولود العام 1903 بعين البيضاء، بولاية أم البواقي، و  الذي أشرف على بناء هذا المسجد الذي حمل اسمه بدءا من عام 1972  .
 لمعرفة سرِّ هذا الرجل الصالح الذي أخذ على عاتقه بناء مسجد مماثل، ومدرسة قرآنية تقع بالدرب الخلفي للصرح الديني، التقينا ببعض  قدماء حي باردو العتيق، وبدأ كلُّ واحد بسرد ما يعرفه من حقائق عن الحاج الشنتلي، لتكون المفاجأة قويّة عندما أشار إلينا أحد المتحدثين بقدوم ابن أخ الحاج الشنتلي، وهو احسن الشنتلي، للصلاة بالمسجد الذي يحمل اسم عمِّه، وعائلته، بالصدفة، بعدما غاب عن الحضور إليه منذ عامين، تقريبا، حسب ما أدلى به لنا.
بعد صلاة الظهر، دعانا الحاج احسن الشنتلي إلى مكتب متواضع بجوار المسجد، كان في الأصل مكتب مؤسسة «الإخوة الشنتلي للنقل»، منذ سنوات الخميسنات، حيث اصطفَّت، وقتها، بالجهة المقابلة للمكتب والشارع حافلات «بارليي» وغيرها، والتي عملت على خطِّ عين البيضاء وأم البواقي وتبسة وخنشلة وسوق أهراس، فيما انطلقت أولى الرحلات إلى الحجِّ عبر الحافلة من ولاية قسنطينة، بداية الخميسنات، على متن حافلات الإخوة الشنتلي.
    التأميم و قصة «لومبرا» و سرُّ الغياب  عن التدشين  
بدأ الحاج احسن الشنتلي، ابن أخ الحاج عبدالحميد، بسرد قصَّة المسجد، وهو يتحسر على السياسات المتعاقبة للحكومات السابقة، والتي عصفت غالبيتها بثروة عائلة الشنتلي، مثلما حصل مع الكثيرين، وجاء قرار تأميم الممتلكات في مسار اتخاذ عمه قرار جعل السينما التي يمكلها وقتها، وهي «لومبرا»، مسجدا، وعدم السماح بتأميمها، إلى جانب سينما «سيرتا» المجاورة للفندق الذي يحمل نفس الإسم، إلى يومنا هذا، فيما جاء القرار مشتركا مع بقية إخوته الثلاثة.
كما طرح الحاج عبدالحميد فكرة تحويل السينما إلى مسجد، والقيام بالتعديلات والبناء من الصفر، من ماله ومال العائلة الخاص ، وعرض الأمر حتى على الشباب، أمثال ابنه أحمد وبقية أولاده ، وابن أخيه احسن ، ووافق الجميع دون تفكير.
ومن المفارقات العجيبة والغريبة،  حسب محدثنا أن الحاج لم يحضر يوم تدشين مسجد الشنتلي من طرف السلطات المحلية، يتقدمهم العقيد «عبدالغني»، آنذاك، وبعض الرسميين، خصوصا ممثلي وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، رغم المحاولات المتكرِّرة لثنيه عن مقاطعته، وإقناعه بالحضور الشرفي للمسجد الذي بناه من جيبه، لكنه رفض لموقف خاص من السلطات آنذاك،   و بالصدفة ، كان ابن أخيه احسن، الذي أدلى لنا بهذه الشهادة القيِّمة، قريبا من المكان يومئذ ، وقام أحد  الجيران الذين يعرفون العائلة باقناعه ، للمشاركة في  التدشين ، وهو ما تمَّ.
كما أضاف احسن الشنتلي بأنَّ المسجد الحالي بقسنطينة ليس الوحيد الذي أشرف عليه الحاج عبدالحميد، وإخوته الثلاثة، وإنما تمَّ بناء مسجد «الشني» اختصارا للقب العائلة، وذلك بعين البيضاء، في بداية الخمسينات، ولا يزال المسجد شاهدا على ذلك لحدِّ الساعة، إلى جانب عديد المساجد بالمدينة وولايات الشرق الجزائري، حسب تأكيدات محدِّثنا، دون الإشارة إلى مُساعدة الفقراء والمحتاجين والعائلات المعوزَّة والأرامل، وتنظيم عمليات الختان وكسوة العيد، وذلك بتكافل الأخوة الأربعة الشنتلي، نظرا   لامتلاكهم لمزارع وحافلات النَّقل ودور السينما.
بومدين ورحلة مصر عبر حافلة
وصادفت الحاج الشنتلي حسب رواية ابن أخيه مواقف وطرائف أثناء بناء المسجد الذي امتدَّ بين العام 64 و65 إلى غاية تدشينه في 1972، وهذا بداية بالشيوعيين أو «الباكسيست» كما عرفوا في تلك الحقبة، والذين عارضوا تحويل سينما «لومبرا»، وهي تسمية محرَّفة عن اسم قصر الحمراء ببلاد الأندلس، وحاولوا ثنيه عن ذلك والاستعانة بالسلطات لذلك، وتأميم المرفق، «إلا أنَّ الحاج الذي عرف عنه الذكاء والفطنة والنشاط، وامتلاكه لسمعة طيبة، خصوصا بين المجاهدين و مسؤولي الجيش ، و الإدارة ، حقق أمنيته ، بتحويل السينما إلى مسجد» يضيف المتحدث.
كما روى الحاج احسن عن عمِّه، أنه كان يوما جالسا بالقرب من مقهى لعويسات، الموجود لحد اليوم بباردو، وتقدَّم منه صحفيان يقال أنَّهما من يومية «المجاهد» ، وحاوراه بخصوص المسجد، ومن بين الأسئلة المحرجة، قيمة ما أنفقه على بناء بيت الله، فردَّ «أشربا القهوة، وأطلبا مشروبا غازيا، إن شئتما، بل ومستعدٌّ لعزيمتكما على غذاء في بيتي، لكن كم أنفقت فهذا سؤال لا جواب له، الله منحني الرزق دون حساب، فكيف أبني بيتا لوجهه بحساب؟»،.
و قال محدثنا  أن الحاج الشنتلي كان يقوم بتمزيق فواتير اقتناء موادّ البناء المختلفة،   حتى لا يعرف كم أنفق، وهو خلقٌ تحلَّى به الرجل، وأخوته، سواء بمدينة قسنطينة أو عين البيضاء، وكل الولايات والمدن التي زاروها وعملوا بها.
 و قد التقى الحاج الشنتلي بالرئيس الراحل هواري بومدين، وقام بنقله على متن حافلاته التي عملت على خطِّ قسنطينة مكة المكرَّمة، نحو مصر، انطلاقا من ليبيا، عندما كان الرئيس يدرس بمصر.
وسكن الحاج عبدالحميد الشنتلي (1903 ــ 1980)   بمدينة قسنطينة بحي المنظر الجميل، وكان له خمسة أخوة ، وثلاثة أبناء ، وهم محمد و عبد الوهاب  اللذان انتقلا إلى الرفيق الأعلى، ومحمد الذي لا يزال على قيد الحياة، وتردَّد على مسقط رأسه عين البيضاء، إلى أن وافته المنيّة بالمستشفى العسكري بعين النعجة، متأثرا بمرض في القلب ، ولا يزال الكثيرون يذكروه بخير، ويقولون «من بنى الشنتلي في الجنَّة».
عبد المالك كارزيكا إمام الشنتلي
المسجد منارة قرآنية ومقصد رباني جدِّد بسواعد المحسنين
أكد إمام مسجد الشنتلي ،  عبدالمالك كارزيكا، أنَّ الجامع منارة دينية معروفة ومقصودة من طرف القسنطينيين، ومن خارج إقليم الولاية، وهو ما جعل إيلاء الاهتمام به والعمل على ترميمه، مؤخرا، ضرورة حتمية،  وقد تم ذلك بسواعد المحسنين، خصوصا أحدهم الذي تكفل بمصاريف الطلاء والخزف والتكييف، معرِّجا على دور المدرسة القرآنية التي تعود إلى القرن الماضي في تربية الأجيال وتحضير الصغار تحضيرا دينيا وعلميا سليما.
وأضاف ذات المتحدث بأنه يتمُّ تحفيظ القرآن الكريم للصغار بعد صلاة العصر، والكبار بعد الظهر، في المدرسة القرآنية التابعة للشنتلي، إضافة إلى مساعدة الأرامل واليتامى والمعوزين والانفتاح على كل الجمعيات الناشطة بالولاية، للعمل بالشراكة معها على تنشيط هذا المسجد الرمز بقسنطينة.  
ف/ خ

 

 

دردشة

الممثل جمال دكار
الحملـة المسعـورة ضـد «أولاد الحلال» مجرد غيـرة فنيـة
• صحتي خانتني و لا أزال محبطا من ضعف الإنتاج السينمائي
يدافع الممثل القسنطيني جمال دكار عن مسلسل «أولاد الحلال» بكل قوة، مؤكدا أن الفنانين الشبان الذين شاركوا في تجسيده ، قدموا دروسا للفنانين المحترفين من أصحاب الخبرة، واعتبر الحملة التي تعرض لها العمل و طاقمه مجرد غيرة فنية. كما اعترف في هذه الدردشة التي خص بها النصر، بأنه محبط بنسبة 90 بالمئة بسبب نوعية الإنتاج السينمائي المعروض حاليا، مشيرا إلى أن المال العام الذي كان من المفروض أن يخصص للإنتاج الفني بكل أنواعه، حوّل إلى وجهة أخرى، و أكله الفساد.
*النصر: في البداية نسألك عن حالتك الصحية اليوم ، بعد أن عانيت قرابة سنتين من مشاكل صحية بسبب جلطة دماغية
   .                       أنا حاليا في فترة نقاهة، و لحد الساعة لم أعد إلى وضعي الطبيعي، لكن مع المتابعة الطبية المستمرة، يمكن القول بأن حالتي الصحية في تحسن مستمر..
* هل شرعت في كتابة مؤلفك الذي كشفت عنه للنصر خلال رمضان الماضي؟
 . الشروع في الكتابة لا، كل ما استطعت القيام به لحد الساعة، هو وضع المخطط العام للمؤلف.. لست في وضع صحي يسمح لي ببذل الجهد اللازم لإنجاز هذا المؤلف، الذي سأتطرق فيه إلى عدة ظواهر اجتماعية، تم استخلاصها من مجموع المسرحيات التي شاركت فيها سابقا مع مسرح قسنطينة الجهوي، على غرار مسرحيات «هذا يجيب هذا»، «ناس الحومة»، «غسالة النوادر» و غيرها.. ، وهذا يعطيك فكرة عن مضمون المؤلف، المستمد من المسرح الشعبي، وهو ما جعلني أشارك في الحراك الشعبي منذ الجمعة الأولى، وهذه المرة قررت المشاركة في مدينة البرج، طبعا بمساعدة أصدقائي، الذين كانوا يحرسونني وكأنهم رجال الحماية المدنية (يضحك)..
*لنترك جمال دكار الفنان ونسألك عن يوميات جمال الإنسان خلال شهر رمضان
 . يومياتي خلال شهر رمضان بالتأكيد لها طقوسها الخاصة، فهي تبدأ بين الساعة التاسعة والعاشرة صباحا، بشراء 6 جرائد يوميا (3 باللغة الفرنسية و3 باللغة العربية)، و آخذ كل وقتي في قراءتها. بعد ذلك يأتي دور التسوّق، مع التأكيد على اقتناء المستلزمات الضرورية فقط (مانيش سخاف).
بعد وجبة الإفطار إما أن أظل بالمنزل بحي زواغي سليمان، أو أذهب إلى وسط المدينة أين التقي بالأصدقاء، نتجاذب أطراف الحديث و نناقش وضع البلاد ومستجدات الوضع السياسي.. قبل أن تخونني صحتي، كنت مولعا بالتجول بالأحياء الشعبية، خاصة المدينة العتيقة السويقة، أين يمكنك أن تشم رائحة رمضان»السول» وسط الأسواق الشعبية، أسعد أوقاتي عندما أكون وسط المواطنين العاديين، دون تمييز ولا بروتوكولات.
*في حوار سابق لجريدة النصر، قلت بأنك محبط من الإنتاج الذي قدم خلال شهر رمضان الماضي ،  كيف تقيم المنتوج المقدم خلال رمضان الحالي؟
. صدقني لا أزال محبطا وربما هذه السنة بنسبة أكبر، تقارب 90 بالمئة، و10 بالمئة تشكل الاستثناء، تعود إلى بعض الإنتاج الناجح، لشباب برزوا بإمكانياتهم وقدراتهم الفنية، أذكر على سبيل المثال مسلسل «أولاد الحلال»، و السيت كوم الرائع الذي يحمل عنوان «دقيوس ومقيوس»، فأنا معجب ببطله الفنان الشاب نبيل عسلي، لكن البقية أنصحهم بالبحث عن مهنة أخرى غير التمثيل والإنتاج السينمائي..
*ما تعليقك على الانتقادات التي طالت مسلسل «أولاد الحلال»؟
     . شخصيا أعتبرها مجرد غيرة فنية، فالمسلسل في المستوى لأنه يميط اللثام عن بعض الظواهر الاجتماعية من واقعنا المعيش، والممثلين أعرفهم جيدا، فهم المستقبل رغم نقص خبرتهم وضعف الإمكانيات، هم فنانون هواة نعم، لكنهم مثقفون وجادون في عملهم، وقد كشفوا عن إمكانياتهم وقدراتهم الفنية.. عيب على الذين قادوا هذه الحملة المسعورة، وكان عليهم أن يشجعوا مثل هذا الإنتاج الجيد والهادف، هؤلاء الشبان أعطونا دروسا في التمثيل و احترام العمل.
*غياب فناني قسنطينة عن الساحة الفنية، هل هو اعتزال أم تهميش؟.
 . لا هو اعتزال ولا هو تهميش، مشكلة قسنطينة تتمثل في انعدام المنتجين الخواص، والتلفزيون كما هو معروف يكون حاضرا مرة كل ثلاث  سنوات، ناهيك عن ضعف السيناريوهات والمخرجين، كما أن الوضع الحالي للبلاد أثر كثيرا على هذا الإنتاج، فالمال العام أكله الفساد، والمخصص للإنتاج الفني أخذ وجهات أخرى.                     ح/ب

صوموا تصحوا
الدكتور صهيب لزعر أخصائي الجهاز الهضمي و الكبد
تقسيم وجبة الإفطار هو الحل الوحيد لمشاكل القولون العصبي
يعاني الكثير من الصائمين خلال رمضان من آلام البطن و الانتفاخات و الغازات و كذا الإمساك، و تتحول هذه الأعراض إلى معاناة يومية،  خصوصا في فترة ما بعد الإفطار، ما يضطر البعض إلى اللجوء إلى تناول أدوية مسهلة لتخفيف الألم، الأمر الذي يضاعف المشكل، فما هي الأسباب التي تترتب عنها هذه المضاعفات و كيف يمكن التخلص منها.
يوضح الدكتور صهيب لزعر أخصائي الجهازي الهضمي و الكبد للنصر، بأن هذه المشاكل ناجمة عن وجود خلل وظيفي في القولون ، يتسبب للصائمين في آلام و انتفاخات، ناهيك عن مشكلتي غازات البطن و الإمساك و غيرها من الأعراض الأخرى، التي تتضاعف عادة خلال شهر رمضان، بسبب تغير النظام الغذائي ،سواء تعلق الأمر بمواقيت الأكل، أو الكم أو النوع.
إن الامتناع عن الأكل طوال النهار، ثم تناول كميات معتبرة من الأطعمة خلال الليل ،يخل بالنمط الطبيعي للفرد، و يؤثر على أداء جهازه الهضمي، لأن  تناول وجبات دسمة في مدة قصيرة بين الإفطار و السحور، يفرض ضغطا مضاعفا على المعدة و القولون، خصوصا و أننا في الجزائر نعكف على تناول أنواع مكررة من الطعام «جاري الفريك «، «المسفوف»، الزلابية و البوراك و غيرها من المأكولات الحاضرة يوميا على موائدنا طيلة 30 يوما كاملة.
وعليه ينصح الأخصائي الصائمين عموما ، و بالأخص  الأشخاص الأكثر عرضة لهذه المشاكل ممن يعانون عادة  من القولون العصبي في حياتهم اليومية، بتجنب تناول الأدوية، لأن بعض هذه الأعراض لا يمكن تفاديها لكونها ناجمة عن خلل وظيفي، لكن بالمقابل يتوجب عليهم مواجهتها بتنظيم برنامج الأكل عن طريق تقسيم الإفطار إلى عدد من الوجبات المتباعدة، قبل و بعد صلاة المغرب و بعد صلاة التراويح، ناهيك عن تناول وجبات متوازنة تحتوي على البروتينات و الدهون الصحية و الإكثار من الألياف الموجودة  في الخضر و الفواكه، زيادة على شرب الماء خلال فترات متقطعة، كوب كل نصف ساعة أو ساعة، لتعويض السوائل المفقودة في النهار تدريجيا،  دون التأثير على الهضم ، فضلا عن تجنب الحبوب كالعدس و الفاصوليا و غيرها من البقوليات.
يجب على الصائمين أيضا تجنب المشروبات الغازية و الإنقاص من مشتقات الحليب و  تجنب السكريات و النشويات المركزة، في كل  أنواع الحلويات و الخبز و العجائن غير كاملة التركيب، و الاعتماد  في وجبة السحور على الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم الغنية بالمغنزيوم، و تجنب شرب عدة أكواب من الماء تباعا، و تجنب كل ما هو دهون غير صحية.                  هدى/ط

 

الرجوع إلى الأعلى