مســـرح « الماريونـــات» يعود إلى قسنطينـــة  بعد 26 سنـــة من الغيــــاب  
يستعد المخرج المسرحي ياسين تونسي، لإعادة بعث مسرح العرائس بقسنطينة، بعد أزيد من 26 سنة من التوقف، حيث  يشرف حاليا على التدريبات الخاصة بعرض عنوانه «صانع الخيال» من نوع فن» الماريونات» أو مسرح الأشياء، و يقدم  من خلاله فنا مسرحيا جديدا، قال بأنه يعتبر امتداد لمسرح العرائس التقليدي، لكن بنظرة أكثر عصرية ،و أقرب إلى المسرح الحي.
 المسرحية ستقدم أولا على ركح مدينة باتنة، بتاريخ 21 جانفي،على أن تعود إلى قسنطينة بعد حوالي شهر من العرض الشرفي ، أي بمجرد انتهاء أشغال ترميم و تهيئة المسرح الجهوي، حيث سيضرب موعدا لمحبي أبي الفنون كل نهاية أسبوع بداية من تاريخ أول عرض.
و تدور فكرة العمل الموجه للأطفال، حول أهمية الوقت و قيمته، حيث تروي أحداثه قصة صاحب ورشة لتصليح الساعات القديمة، يتأخر في إصلاح الساعة الرئيسية للمدينة، فيتوقف الوقت و يخلف ذلك مشاكل كثيرة.
 محاكاة درامية ،أوضح مخرجها ،بأنها ستقدم في قالب جديد، عن طريق دمى «الماريونات» التي يحركها ممثلون مسرحيون شباب، ما يعكس طبيعة مسرح الأشياء، و يشكل لب الاختلاف بينه وبين مسرح العرائس الذي يعتمد فقط على دمى لا روح فيها.
و يعد هذا العرض المسرحي، الأول من نوعه بقسنطينة، بالرغم من أن المدينة كانت رائدة في مجال مسرح العرائس خلال السنوات الماضية ،على اعتبار أنها كانت حاضنة للمهرجان الوطني للعرائس غلى غاية  سنة 1988،  كما أوضح الممثل و المخرج ياسين تونسي، مشيرا إلى أن إنتاج هذا العمل ،يعد خطوة أولى في طريق إعادة إحياء هذا النوع من الفن ،و تعريف الجمهور بمسرح « الماريونات».
مخرج العمل أكد للنصر من ناحية ثانية، بأن فن « الماريونات» و بالرغم من شهرته في العالم  إلا أنه لا يزال مجهولا لدى شريحة واسعة من عشاق المسرح بالجزائر، حيث يتم الخلط بينه و بين عروض عرائس القاراقوز، بالرغم من الاختلاف الجوهري بينهما، فالماريونات فن جديد يعتمد على التناغم بين جسد الممثل و الدمية التي يحركها، ما يخلق حركية أكثر، و يعطي روحا للعرض. وهو ما يتطلب قدرة كبيرة على التركيز و التحكم في الدور.
 و أشار المتحدث إلى أنه يعتبر المخرج الوحيد في الجزائر المتخصص في هذا النوع من الفنون المسرحية، حيث تلقى تكوينا خاصا في عدد من الدول الأوروبية ،على غرار فرنسا و بلجيكا، كما قدم عروضا ناجحة في دول أخرى منها ما اعتمد فيه حتى على أواني الطبخ، ما جعله يصنع لنفسه اسما ناجحا، قبل العودة إلى أرض الوطن ،لنقل خبرته في المجال إلى  المسارح الجهوية،حيث أشرف منذ سنة تقريبا، على افتتاح ورشات تكوينية لفائدة 35 وجها مسرحيا شابا بقسنطينة، فيما يتعلق بمسرح الماريونات، اختيرت من بينهم أربع مواهب للمشاركة في عرض «صانع الخيال».
المخرج ياسين تونسي، تطرق خلال حديثه إلى واقع المسرح الجزائري عموما، حيث اعتبره متأخر كثيرا عما كان عليه سابقا، خصوصا و أن العشرية السوداء و بالرغم من صعوباتها، إلا أنها كانت،حسبه،  أكثر عطاء من ما هو موجود الآن، مرجعا السبب في ذلك إلى غياب إستراتيجية جادة للنهوض بأبي الفنون و إعادة الاعتبار للركح.
ن/ ط

 

الرجوع إلى الأعلى