أصدر 24 فلكيا من 12 دولة هي الجزائر و السعودية و الإمارات العربية، تونس السودان مصر و العراق و ليبيا و البحرين و قطر و الأردن، بيانا أكدوا فيه استحالة رؤية هلال شوال لسنة1440 هجري بالعين المجردة و بالتلسكوب و لا حتى باستخدام تقنية التصوير الفلكي الرقمي فائقة القوة، و عليه فإن رمضان سيتم ثلاثين يوما ليكون بذلك الأربعاء 5 جوان أول أيام عيد الفطر.
هدى طابي
البيان الموحد الصادر عن علماء فلك مسلمين، بالتنسيق مع عدد من المؤسسات الفلكية يمثل الرأي الفلكي المتعلق ببدايات الأشهر الهجرية، و يخص معظم دول العالم الإسلامي التي استهلت شهر رمضان يوم الاثنين 6 ماي 2019، والتي تشترط رؤية الهلال لتحديد بداية كل شهر، حيث جاء فيه تأكيد على عدم إمكانية رصد هلال شوال يوم الاثنين 3 جوان، لأن القمر سيغيب قبل غروب الشمس في شرق العالم الإسلامي «مثل إندونيسيا» و في شمال العالم الإسلامي «مثل كازاخستان»، وعليه ستكون رؤيته مستحيلة في تلك المناطق.
كما أن القمر سيغيب يوم الاثنين بعد فترة قصيرة جدا من غروب الشمس في المنطقة العربية و وسط وغرب العالم الإسلامي، وهذه الفترة لا تكفي، حسب ذات المصدر، لرؤيته بأي وسيلة وذلك، وفقا لما أكدته الدراسات العلمية الميدانية لرصد الأهلة، بمعنى أن الدول التي تستند في الحكم على رؤية الهلال لتحديد بداية الشهر، يفترض بها أن تكمل عدة رمضان ثلاثين يوما، لأن غرة شهر شوال ستكون يوم5 جوان.
أما الدول التي تكتفي بالاستناد لوجود القمر بعد غروب الشمس فوق الأفق، أو تكتفي بالحسابات الفلكية التي تبين أن هناك إمكانية لرؤية الهلال من مكان ما في العالم مساء يوم الاثنين، فمن المفترض أن يكون رمضان فيها 29 يوما فقط، وبالتالي فإن أول أيام العيد سيوافق يوم الثلاثاء 04 جوان.
بالمقابل فإن الدول التي بدأت شهر رمضان يوم الثلاثاء، ومنها بروناي وباكستان وبنغلاديش وإيران وسلطنة عمان و المغرب، يمكنها تحري هلال شهر شوال يوم الثلاثاء 04 جوان، وستكون رؤية الهلال ممكنة في ذلك اليوم منها، وعليه فمن المتوقع، كما ذكر المختصون، أن يكون يوم العيد في تلك مصادفا للأربعاء 05 جوان.
الغرض من البيان الذي شارك في خطه عالم الفلك الجزائري الدكتور جمال ميموني، هو توحيد الرأي و الكلمة، خصوصا و أن كل الدراسات الفلكية أثبتت بأن رؤية الهلال غير ممكنة يوم الإثنين بجميع الوسائل وعبر قارات أستراليا وآسيا وأفريقيا وأوروبا، و أنها ممكنة فقط في بعض الأجزاء الغربية من القارتين الأمريكيتين، باستخدام التلسكوب و بصعوبة بالغة في حالة صفاء الغلاف الجوي،  أما ورؤية الهلال بالعين المجردة ، فغير ممكن من أي يابسة في العالم يوم الاثنين، ما عدا في  أجزاء معينة من البحر، غرب المحيط الهادي.
 وقد علل المختصون الفلكيون كل ذلك بعرض تفصيلي لوضعيات الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين 3جوان، في مختلف دول العالم الإسلامي، وذلك بناء على حسابات أجريت لمركز قرص القمر التي يتواجد الهلال أسفله، ففي أقصى جنوب الجزائر سيغيب القمر بعد 11دقيقة من غروب الشمس، و في جاكرتا وكوالالمبور سيغيب قبل دقيقة من غروب الشمس، وبالتالي فإن رؤية الهلال مستحيلة من أندونيسيا وماليزيا، أما في الرياض فسيكون عمر القمر المركزي عند غروب الشمس 5ساعات و37 دقيقة، وسيغيب بعد 3دقائق من غروب الشمس، وعند اكتمال غروب قرص الشمس في الساعة 6 و  39دقيقة  مساء بتوقيت السعودية، سيكون ارتفاع القمر عن الأفق نصف درجة فقط، وبالتالي فإن رؤية الهلال الصغير عندما يكون ارتفاعه عن الأفق أقل من درجة غير ممكنة كما هو معلوم، إضافة إلى ذلك فان  القمر سيغيب بعد دقيقتين من غروب الشمس في كل من بغداد والكويت والمنامة و أبوظبي، و سيغيب بعد 3دقائق في الدوحة، وبعد 4دقائق في كل من عمّان والقدس ودمشق وبيروت، و بعد 5دقائق في مكة المكرمة و سيغيب  القمر في صنعاء وفي أقصى جنوب غرب مصر القمر بعد 6دقائق، وبعد 7دقائق في كل من  طرابلس وتونس، أما في الخرطوم فسيغيب بعد 8دقائق.
وعليه ووفقا للمعايير الفلكية والأرصاد السابقة للهلال، فإن رؤية الهلال يوم الاثنين من جميع المناطق سالفة الذكر مستحيل، لا بالعين المجردة و لا باستخدام التلسكوب أو تقنية التصوير الفلكي الرقمي  فائقة القوة.
هـ. ط

الرجوع إلى الأعلى