استنكر سكان حي جبلي أحمد، ببلدية حامة بوزيان، بقسنطينة، عدم البدء في الأشغال على مستوى شبكة الطرقات الداخلية غير المعبَّدة منذ تاريخ نشأة تجمعهم، رغم تلقِّي مديرية التعمير أوامر من طرف الوالي، منذ أكثر من ثمانية أشهر، لمباشرة المشروع ورفع الغبن عن 7 آلاف نسمة.
وقرَّرت جمعية الحي «الوئام»، حسب رئيسها، توجيه رسالة تضمُّ شكوى إلى مسؤول الجهاز التنفيذي الأول، عبد السميع سعيدون، والمطالبة بفتح تحقيق فيما يخصُّ مشروع تهيئة شبكة الطرقات الداخلية لـ «الكانطولي» كما يعرف محليّا، حيث منح أوامر ميدانية لمدير التعمير قبيل نهاية العام الفارط، في زيارة إلى المنطقة، بمباشرة تهيئة وتعبيد الطرقات الداخلية في مدَّة أقصاها 15 يوما، غير أنَّ الأمر لم يتجسَّد على أرض الواقع، وبقي الساكنة بالجهة العلوية يُعانون من الأوحال شتاء، وتصاعد الغبار صيفا، واهتراء مركباتهم جرَّاء الحجارة والجغرافيا الصعبة للحي.
كما قام أعضاء الجمعية مُرفقين ببعض المواطنين، بزيارة المديرية والاستفسار عن مصير المشروع مرارا، وقدِّمت لهم تصريحات متعدِّدة ومتضاربة، تراوحت بين إمضاء المشروع من قبل الوالي، وانتظار قرار الوزارة، أو انعدام الأموال، خصوصا وأنَّ الميزانية المخصصة لهذا الانجاز كانت حوالي 78 مليار سنتيم، وخفِّضت إلى 35 مليارا، لتتقلص إلى حوالي 20 مليارا مؤخَّرا.
ويترقب سكان حي جبلي أحمد تدخل الوالي، سريعا، للحسم في هذه القضية التي طال أمدها، وتكاد تبلغ 10 سنوات من التأخير، سواء على مستوى مديرية التعمير وحتى الوزارة الوصيّة، نظرا للنمو الديمغرافي الهائل الذي يشهده الحي، ومعاناة المتمدرسين والعمال من ظروف غير حضرية، فرغم عدم بُعد التجمع عن وسط مدينة قسنطينة سوى بثلاثة أو أربعة كيلومترات، إلا أن التجمع يفتقد لأدنى مظاهر التحضر والمدينة، بينما قالت المصالح التقنية لبلدية حامة بوزيان إنَّ الأمر خارج عن نطاقها، كون مشروع تعبيد وتزفيت حي «الكانطولي» قطاعي، وبيد المديرية والوزارة الوصيتين.
بالمقابل، أكَّدت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء بقسنطينة، على لسان مسؤولين بالنيابة، لغياب المدير، تقديم الطلب لتهيئة حي جبلي أحمد، بشقَّيه، وهذا لوزارة السكن والعمران والمدينة، بداية العام الجاري 2019، حيث أكدوا للنصر أن المصالح بانتظار الردِّ، حتى يتمُّ الإعلان عن مناقصة وطنية لتحديد الأشغال والمقاولات المكلَّفة به، وانطلاق التهيئة، فيما أشارت مصادر رسمية أخرى إلى تخصيص حوالي 17 مليار سنتيم للعملية، على أن تخُصَّ الميزانية المذكورة الجزء السفلي، ومثلها للجزء العلوي المسمى أرض بن يوسف.
        فاتح/ خ

الرجوع إلى الأعلى