تحوّل العرس الكروي القاري الذي احتضنه مركب رادس بتونس سهرة أول أمس، بمناسبة إياب نهائي دوري ابطال إفريقيا إلى «مهزلة» حقيقية، عادت بالمشهد الكروي في القارة السمراء إلى نقطة الصفر، لأن النهائي توقف في الدقيقة 60، على وقع فوضى عارمة، بسبب إشكالية جهاز «الفار»، لتكون التقنيات التي اعتمدها المختصون في تطوير التكنولوجيا، كافية لكشف عيوب «الأفارقة»، مادام أن بطل القارة أصبح يمر عبر صراع مباشر مع «الفار»، في «سيناريو» يتكرر للموسم الثاني تواليا، لكنه وضع سمعة الكاف على صفيح ساخن قبل 3 أسابيع، من انطلاق دورة «كان 2019» المقررة بمصر.
«فضيحة» ملعب رادس، جاءت امتدادا لما حصل في نهائي المنافسة الأغلى في القارة السمراء الموسم الماضي، لأن الاصطدام مجددا بتقنية «الفار» في «الديربي» العربي بين الترجي التونسي وضيفه الوداد البيضاوي المغربي بلغ الذروة، على اعتبار أن الجهاز تعطل، وذلك بمجرد أن اضطر الحكم الغامبي غاساما، إلى التأكد من مدى شرعية الهدف الذي سجله الفريق المغربي، ورفضه مساعده بحجة التسلل، رغم أن الصور المعادة عبر شاشة التلفزيون بيّنت بأن الهدف شرعي.
الصراع مع «التكنولوجيا» أخذ أبعادا أخرى، في ظل تمسك لاعبي ومسيري الوداد البيضاوي المغربي، بحقهم المشروع في التأكد من شرعية الهدف، مادامت الكاف قد سخرت جهاز «الفار»، وقررت الاعتماد عليه في النهائي، في قرار كان قد دخل حيز التطبيق منذ نهائي النسخة الفارطة، ولو أن الاحتجاجات تسببت في حدوث فوضى عارمة على خط التماس، مع تسجيل مناوشات كلامية وحتى شجارات بين لاعبي ومسيري الفريقين، وهي «المهزلة» التي أرغمت رئيس «الكاف» الملغاشي أحمد أحمد على النزول من المنصة الشرفية إلى أرضية الميدان، في محاولة لتهدئة الأوضاع، وإعادة الأمور إلى نصابها، لكن مسعاه في استئناف اللعب خاب، ليضطر الحكم غاساما إلى الاعلان عن توقيف اللقاء في الدقيقة 60.
وإذا كان المنظمون، قد عمدوا إلى تنظيم مراسيم تسليم الكأس للترجي التونسي، فإن رئيس الكاف اضطر إلى استدعاء أعضاء مكتبه لجلسة عمل «طارئة» يوم الثلاثاء القادم، تخصص بالأساس لدراسة ملف هذه المباراة من الناحية القانونية، الأمر الذي يبقي هوية البطل «الفعلي» معلقة إلى إشعار آخر، لكن الشيء المؤكد أن المسؤولين على الشأن الكروي في إفريقيا، اقتنعوا بأن القرار الذي اتخذوه، والقاضي باعتماد تقنية «الفار» في النهائي منذ موسمين، كلف القارة غاليا، لأن نهائي دوري الأبطال فقد «طابعه» الرياضي، مع طفو مشاكل عويصة للحكام، فجرت اتهامات خطيرة، فكان الجزائري عبيد شارف أول ضحية في ذهاب النسخة الفارطة بالقاهرة، لكن القائمة أخذت في الأتساع، ليلحق به المصري جهاد جريشة، في ذهاب النسخة الحالية بالدار البيضاء، والذي تم وضعه في «الثلاجة» رغم تواجده في مونديال الأواسط ببولونيا، حيث بقي خارج نطاق دائرة الاستغلال، قبل أن يأتي الدور على الغامبي باكاري غاساما، الذي يعد أحسن حكام القارة، لكن الكاف وبسبب مشاكل تقنية «الفار» تكون قد فقدت ثلاثة من خيرة حكامها قبل 3 أسابيع من موعد «كان 2019»، بصرف النظر عن مصداقية المكتب التنفيذي، برئاسة الملغاشي أحمد أحمد على مستوى الفيفا وباقي الهيئات الكروية، بعد سنتين من استلامه المشعل من العجوز الكاميروني حياتو .
ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى