غياب مظاهر الغشّ و نشر المواضيع على مواقع التواصل في اليوم الأول
 أجمع عديد المترشحين لاجتياز شهادة لتعليم المتوسط أمس على سهولة المواضيع، التي تمحورت حور البرنامج الدراسي، وتمكنت الوزارة لأول مرة من منع نشر الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي فور انطلاق الامتحانات، التي خلت من الأخطاء المطبعية بفضل المراجعة الدقيقة لها.
غابت لأول مرة في اليوم الأول لتنظيم امتحانات شهادة التعليم المتوسط، ظاهرة نشر المواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي فور دخول المرشحين إلى مراكز الإجراء، بفضل تحكم وزارة التربية الوطنية في تقنيات منع الغش الإلكتروني، بعد حصولها على تجهيزات للتشويش من وزارة الدفاع الوطني، وسارت الامتحانات في ظروف عادية، باستثناء محاولة بعض الأطراف التشويش على التلاميذ، بنشر مواضيع ليلة انطلاق الامتحانات، كانت كلها مغلوطة، وفق ما أكده وزير التربية عبد الحكيم بلعابد، كان الغرض منها التأثير على الممتحنين ودفعهم إلى محاولة حلها، اعتقادا منهم أنها الأسئلة الرسمية.
ومكنت الاستعدادات المادية والبشرية التي وفرتها الوصاية من ضمان الانطلاق الجيد لامتحانات شهادة التعليم المتوسط، والتكفل بأكثر من 631 ألف مترشح، يتوزعون على 2490 مركز إجراء، وامتحن المترشحون أمس في مواد اللغة العربية والفيزياء والتربية الإسلامية والمدنية، واتفق أغلبهم على سهولة المواضيع، وعدم مواجهة أي صعوبات تذكر في حل الأسئلة، التي تمحورت حول البرنامج الدراسي.
كما غابت تقريبا مظاهر الغش عبر مختلف مراكز الإجراء، ولم يواجه المؤطرون مشاكل مع الممتحنين، الذين تفاعلوا بشكل إيجابي مع مواضيع الأسئلة، كما نجح عناصر الأمن في تأمين محيط مراكز الإجراء، وتسيير حركة المرور، ومنع الركن العشوائي للمركبات، ما سمح للممتحنين بالوصول في الموعد إلى مراكز الإجراء، وساهم الأولياء بفضل المرافقة الجيدة في توعية المترشحين لاجتياز شهادة التعليم المتوسط، وتبديد حالة القلق والتوتر التي قد تنتاب البعض بسبب الحراسة المشددة، أو الانتقال إلى مؤسسة جديدة لإجراء الامتحان، أو تواجد عناصر الأمن قرب المراكز.
وتمحور موضوع اللغة العربية حول حب الوطن، وجاء متلائما مع الظرف السياسي الذي تمر به البلاد، واستمرار الحراك الشعبي المطالب بالتغيير الشامل، ويهدف إقحام هذا الموضوع في امتحانات رسمية، إلى قياس درجة وعي التلاميذ وحبهم للوطن، وتنمية روح الوطنية لديهم، كما كانت مواضيع التربية المدنية والإسلامية في متناول عامة المترشحين.
أولياء التلاميذ يعبرون عن ارتياحهم
وحيت المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ من جهتها، نجاح وزارة التربية الوطنية في تنظيم امتحانات رسمية في ظروف جيدة، وهو ما لم يشهده القطاع منذ سنوات، وفق تأكيد رئيس التنظيم علي بن زينة، مؤكدا خلو اليوم الاول  لهذه الامتحانات من التسريبات أو نشر المواضيع على مواقع التواصل، كما تراجع عدد الغيابات بشكل ملحوظ، بفضل حرص الأولياء على مرافقه ابنائهم، ولم يسجل التنظيم لأول مرة تقريبا مشاكل او أخطاء في الاستدعاءات أو في توجيه التلاميذ نحو مراكز الإجراء، عكس السنوات السابقة.
كما عبر المصدر عن ارتياحه لسهولة المواضيع، وأن من جد واجتهد لن يواجه أي صعوبات تذكر في معالجة الأسئلة، نافيا صعوبة موضوع الفيزياء الذي كان في متناول الممتحنين، علما ان الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات يأخذ بعين الاعتبار التلاميذ متوسطي المستوى عند صياغة الأسئلة الخاصة بالامتحانات الوطنية، لضمان مبدأ تكافؤ الفرص.
إجماع على التكفل الجيد بالممتحنين
وجرت امتحانات شهادة التعليم المتوسط في يومها الأول عبر مختلف الولايات في نفس الظروف التنظيمية الجيدة، على غرار ولاية قسنطينة، وفي ظل إجراءات أمنية مشددة، فيما سجل غياب 306 مترشحين عبر مختلف المراكز، وأبدى البعض امتعاضهم من صعوبة أسئلة الفيزياء في الفترة الصباحية، وأكد غالبية التلاميذ، الذين تحدثت إليهم «النصر» عبر مختلف المراكز امتعاضهم من صعوبة أسئلة الفيزياء في الفترة الصباحية، لكنهم تحدثوا عن سهولة في أسئلة مادتي العربية والتربية الإسلامية، كما اشتكوا من الإجراءات الأمنية المشددة، إلى درجة منعهم من التوجه حتى إلى دورات المياه، وأكد بدوره مدير التربية للولاية «بوهالي محمد»، السير الحسن لهذه الامتحانات، وعدم تسجيل أي حالة غش، مع إحصاء 306 حالات غياب، معظمها لدى الأحرار.
كما عبر الممتحنون بولاية وهران، التي أحصت أزيد من 25 الف مترشح عن ارتياحهم لسهولة المواضيع، خاصة موضوع اللغة العربية، وللظروف الجيدة التي صاحبت انطلاقها، وبولاية تبسة بادرت مديرية التربية إلى توفير الإطعام للتلاميذ الذين وجهوا إلى خارج البلديات المقيمين بها، بتخصيص ازيد من 900 وجبة، إلى جانب فتح مراكز لاستقبالهم خلال فترة الغذاء، هي عبارة عن مؤسسات تعليمية قريبة من مراكز الإجراء.
وأحصت مديرية التربية لولاية الطارف 84 حالة غياب، دون تسجيل أي مشاكل تذكر بشأن الجانب التنظيمي أو التكفل بالممتحنين، بفضل تسخير الموارد البشرية والمادية لإنجاح هذا الموعد، كما حظي مرشحو الولاية بالإطعام والنقل وتوزيع المياه، والمرافقة النفسية من قبل أعوان الحماية المدنية، فضلا عن الرعاية الصحية.
وبلغ عدد المترشحين بولاية برج بوعريريج أكثر من 12 ألف ممتحن، وحظيت الولاية بنفس التدابير التنظيمية المحكمة، في حين ارتفع عدد الغيابات بولاية تيزي وزو إلى 344 حالة، أغلبهم من الأحرار، وأجمع الممتحنون على سهولة المواضيع، على غرار المترشحين بولاية جيجل، التي سجلت أزيد من 10 آلاف ممتحن، عبر كثير منهم عن ارتياحهم للإجراءات التنظيمية التي اتخذتها الوصاية.
علما ان امتحانات شهادة التعليم المتوسط تدوم إلى غاية غد، وسيمتحن المترشحون اليوم في مواد الرياضيات والإنجليزية والتاريخ والجغرافيا. 
لطيفة-ب/ المراسلون

الرجوع إلى الأعلى