حَكمت قاضي محكمة الجنايات، بمجلس قضاء قسنطينة، أمس، بالسجن النافذ لـ 15 عاما، في حقِّ متهمين اثنين بالمشاركة في القتل العمدي دهسا بسيارة لآخر في نهاية العقد الرابع من العمر، بحي بوذراع صالح، بعد جلسة خمر انتهت بجريمة كان وراءها دافعٌ انتقامي.
وحسب ما دار بجلسة المحاكمة، فقد تلقت مصالح الأمن اتصالا بخصوص وجود جثَّة مرمية على قارعة الطريق الوطني رقم 27، بالحي المعروف محليا باسم «لاسيتي»، على الخامسة والنصف صباحا من يوم 15 أكتوبر 2017، وبعد التنقُّل إلى المكان، ومعاينة الجثة، تبيَّن أنها للمسمى «ب.م» في العقد الرابع من العمر، حيث كانت على جسمه آثار ضربات و رضوض، ليحوَّل إلى المستشفى الجامعي، ويخضع لتشريح الجُثَّة، حيث تبيَّن تعرُّضه للضرب، ما تسبَّب له في صدمة عنيفة أدَّت لوفاته، خصوصا بوجود رضوض قوية على مستوى الرأس والفك.
و استكمالا للتحقيق، تحصلت مصالح الأمن بعد إذن من السلطات القضائية المختصة على شريط فيديو لحظيرة ركن للسيارات، والتي بيَّنت حصول الحادث في الساعة المذكورة، وظهور الضحية وهو يهرول هاربا، لتمرَّ بعدها سيارة من نوع «آكسنت» مسجّلة في العام 2005، خضراء أو زرقاء اللون.
وتبعا لسماع المتهمين، خاصَّة «ج. ف» الذي جاءت تصريحاته حاسمة تقريبا، أفاد أنَّه يوم الوقائع توجه نحو المنطقة الصناعية «بالما» من أجل شرب الخمر، رفقة المتهم «ش.ف» والمتهم الفار «ع. س»، وكذا الضحية، و عادوا حوالي العاشرة والنصف ليلا، إلى حي بوذراع صالح، حيث كان برفقتهم الشاهد «ك.س» الذي أقلَّ الضحية معه، ثمَّ أنزله وعاد إلى بيته، معترفا بوجود خلاف بين الضحية والمتهم الفارّ «ق.هـ»، صاحب السيارة من نوع «هيونداي آكسنت»، حيث يعود إلى شجار مع عائلته منذ مدَّة، لكنَّه لا يعرف إن كان المتهم قد قام حقّا بدهسه والفرار.
اعتمادا على فيديوهات كاميرا المراقبة، لوحظ وجود «ش.ف» وآخر يضع قبعة على رأسه، وبدا أنَّه «ق.هـ»، فيما كان «ج.ف» والضحية راكبين في الخلف، حيث دفع من السيارة ودهس عدَّة مرات، ما تسبَّب في وفاته، رغم عدم اعتراف المتهمين الاثنين بالوقائع بشكل تامِّ.
المتهم الثاني «ش.ف» نفى قيامه بالمشاركة في قتل الضحية «ب.م» و صرح بأنه لا يعلم بالخلاف بينه وبين «ق.هـ»، غير أنَّ الشهود أكدوا تواجده يوم حصول عراك مع قريبي الضحية، وهو حامل لبندقية صيد وسكين، أما «ج. ف» فتمسَّك بما قاله، وذكر تواجده تحت تأثير الخمر لذلك لم يشعر بما حدث بالتدقيق.
ممثلة الحق العام اعتبرت الجريمة واضحة، و ذكرت أن الثأر والخلافات كانت وراءها، مذكرة باعتراف المتهم «ج. ف» بتواجد الأربعة بمن في ذلك الضحية مع بعض في جلسة خمر، وظهوره في كاميرا المراقبة وهو يهرول، في تمام الساعة الخامسة والنصف صباحا، لتلحق سيارة «آكسنت» بعدها به، و هو كما أكدت دليل قطعي على مرتكبي الجريمة، وهم «ق. هـ» صاحب السيارة وشريكه «ع. س»، زيادة على تواجد «ج.ف» و»ش.ف»، وكذا هروب المتهمين الرئيسيين اللذين وجهت لهما تهمة القتل العمدي، ملتمسة الإعدام.
دفاع المتهمين حاول إثبات براءة موكليه من الجناية المنسوبة اليهما، وإلصاقها بالمتهمين الهاربين، والتأكيد على أنَّ لا علاقة لهما بالقضية، و بأن تواجدهما مع البقية وقت الجريمة، كان بمحض الصدفة كونهم أصدقاء وجيران، حيث طالب المحامون بالتخفيف في الحكم
عليهما.        
                  فاتح/ خ

الرجوع إلى الأعلى