احتج مساء أول أمس الخميس، العشرات من سكان ابن باديس بولاية قسنطينة، أمام مقر البلدية للمطالبة بحل جذري لما يصفونه بالتأثيرات السلبية لمفرغة بوغارب على الصحة العمومية والبيئة، بعد غلق مركز الدفن التقني بنفس المنطقة قبل حوالي 5 سنوات، كما منعوا شاحنات القمامة الوافدة من عدة بلديات من الوصول إلى المكان، في حين أكد مدير البيئة أن العمل جار لإخماد الحريق الذي شب في المفرغة، و أوضح أنه سيشرع في إنجاز خندق ثان لدفن النفايات الشهر المقبل.
السكان الذين تجمعوا حوالي الساعة الخامسة مساء قرب البلدية، قالوا للنصر إن معاناتهم تتجدد بسبب المفرغة، حيث أدت، حسبهم، إلى تفاقم مختلف الأمراض التنفسية في منطقة كانت معروفة بهوائها النقي، مضيفين أن تحلل النفايات نجم عنه تشكل عصارة «سامة» و «قاتلة» لوّثت كل الشعاب والأودية الواقعة أسفل ربوة بوغارب، التي تقع عليها المفرغة من خنابة إلى بني يعقوب، ومنها إلى حدود ولايات مجاورة، حتى أن لون مياهها تحول مثلما يؤكدون إلى الأسود، بعدما كان شفافا.
السكان رفعوا انشغالهم لرئيس دائرة عين عبيد، الذي حضر إلى مكان الاحتجاج مساء الخميس وحاور المواطنين رفقة مدير مراكز الدفن التقني للنفايات المنزلية، حيث استمعا للانشغالات المطروحة، حسبما أكده السكان للنصر، مبدين عن عزمهم على الغلق النهائي للمفرغة الفوضوية بمنع التفريغ فيها، وتخليص البلدية من «آثارها المدمرة»، خاصة أن التعايش معها أصبح، حسبهم، غير ممكن، سيما بالنسبة بالنسبة للقاطنين بحي 450 مسكنا المعروف بـ "حي الأتراك" و المناطق المجاورة له.
و ذكر السكان أن رئيس بلدية ابن باديس حاور المحتجين وسهر معهم إلى ما بعد منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، حيث وعد، كما أكدوه لنا، بنقل الانشغال إلى السلطات وهو نفس ما تعهد به رئيس دائرة عين عبيد حسب قولهم.
مدير البيئة بولاية قسنطينة، السيد أرزقي بوطريق قال في اتصال بالنصر يوم أمس، أن العمل جار منذ اشتعال النار في مفرغة بوغارب, لإخماد الحريق، و ذلك باستعمال الجرافات والشاحنات من أجل جلب الأتربة من مسافات بعيدة إلى الموقع المعروف بطبيعته الصخرية.
و أكد بوطريق أنه عازم على رد الوضع إلى ما كان عليه، وذلك بالشروع الشهر القادم في حفر الخندق الثاني داخل مؤسسة الدفن التقني للنفايات المنزلية الواقعة قرب المفرغة الفوضوية، وهذا بعد صب مبلغ 30 مليار سنتيم مخصصة لذلك، منذ سنة 2017، بعد أن راسل الوالي كلا من وزارتي البيئة و المالية،  و هو مشروع أوضح المسؤول أنه قد تم استنفاد كل الإجراءات الخاصة به وفق قانون الصفقات العمومية على أمل إطلاقه خلال الشهر القادم. و ذكر مدير البيئة أن الوضع سيعرف تحسنا بعد التوقيع على اتفاق مع مؤسسة متخصصة في الاسترجاع لتدوير مختلف النفايات الصالحة و إعادة الاستغلال، ما من شأنه القضاء على نسبة معتبرة مما يرمى ببوغارب، مضيفا أن الحريق والدخان على مستوى المفرغة، سوف يتم وقفهما و ذلك اليوم السبت، على أبعد تقدير، متعهدا بعدم تكرر هذا الأمر مستقبلا.
ص.رضوان

الرجوع إلى الأعلى