الجـــزائر (2) = كينيا (0)
دشّــن المنتخب الوطني مشاركته في الطبعة 32 من نهائيات كأس أمم إفريقيا بفوز ثمين ومستحق أحرزه سهرة أمس على حساب نظيره الكيني، ليؤكد بذلك «الخضر» على نواياهم الجادة في الذهاب بعيدا في هذه التظاهرة، مادام حلم ترصيع السجل بقلب قاري ثان أصبح يراود ملايين الجزائريين، باستعادة المنتخب الروح الجماعية منذ اعتلاء بلماضي العارضة الفنية.
المقابلة سارت في اتجاه واحدة، حيث دخلت العناصر الوطنية مباشرة في صلب الموضوع، متحررة من كل الضغوطات النفسية، وكان الاعتماد في البداية على الكرات الطويلة في عمق محور الدفاع الكيني، وهي الطريقة التي كادت أن تكلل بهدف السبق في الدقيقة الأولى، بعد تمريرة من بن سبعيني إلى بونجاح، الذي تخلص من المراقبة على الجهة اليسرى لكن تسديدته جانبت إطار المرمى، ليتكرر نفس «السيناريو» بعد دقيقة فقط من ذلك، لما قدم ماندي كرة على طبق إلى بلايلي، الذي انفرد بالحارس ماتاسي، إلا أن براعة هذا الأخير أنقذت منتخب كينيا من هدف مبكر.
تحكّم «الخضر» في زمام الأمور أجبر منتخب كينيا على الركون كلية إلى الدفاع، لأن اعتماد بلماضي على طريقة (4 / 1 / 4 / 1) سد كل المنافذ، في ظل التنويع في البناء الهجومي، بالاعتماد على الرواقين، بمشاركة الظهيرين عطال وبن سبعيني، ولو أن ماندي أهدر فرصة افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 13، وكذلك الشان بالنسبة لبلايلي، الذي ضيع هدفا محققا في الدقيقة 24، بعد عمل جماعي بين بونجاح وفغولي.
السيطرة الجزائرية وجدت طريقها إلى التجسيد بضربة جزاء أعلنها الحكم المالي كايتا، بعد العرقلة التي تعرض لها عطال من المدافع الكيني أومينا، بعد مجهود فردي، وهي الضربة التي نفذها بونجاح وافتتح عداد «الخضر» من الأهداف عند الدقيقة 34.
«فيزيونومية» اللعب لم تتغير بعد هذا الهدف، لأن المد الهجومي الجزائري تواصل، بنشاط كبير من «الدينامو» بن ناصر، الذي بصم على الهدف الثاني في الدقيقة 43، لما توغل على الجهة اليسرى، ومرر في العمق إلى محرز، الذي سدد بقوة في الشباك، ليكون بذلك «الخضر» أول منتخب يسجل هدفين في الشوط الأول في هذه الدورة.
رد فعل الكينيين كان محتشما، واقتصر على محاولة فردية من ماسيكا في الدقيقة الأخيرة لم تقلق الحارس مبولحي، في الوقت الذي انتظر فيه رفقاء وانياما إلى غاية الدقيقة 45 للحصول على أول ركنية لهم في المباراة، وهي المعطيات التي ألقت بظلالها على أطوار اللعب في المرحلة الثانية، بعد تخفيض النخبة الوطنية من ريتمها، واقتصاد الجهد البدني، من خلال حسن التموقع، والاعتماد على التمريرات القصيرة، مع سد المنافذ المؤدية إلى منطقة مبولحي، الذي كان له أول تدخل ساخن في الدقيقة 57، بعد محاولة أوماندي.
مع مرور الدقائق عمد بلماضي إلى القيام ببعض التغييرات التكتيكية من أجل المحافظة على توازن التشكيلة، باقحام كل من عبيد وبراهيمي في وسط الميدان وكذا ديلور في الهجوم، لأن محاولات الكينيين للعودة في النتيجة كانت محتشمة، مما مكن «الخضر» من تدشين مشاركتهم في هذه الدورة بفوز ثمين، بدد المخاوف من تكرار نكسة «كان 2017»، والتي خرج منها المنتخب الوطني من الدور الأول دون انتصار.
  ص / فرطــاس

تخلصوا من هاجس المباريات الافتتاحية
الخضر يقدمون مؤشرات إيجابية وينذرون البقية
قدم لاعبو المنتخب الوطني عدة مؤشرات إيجابية في مباراة كينيا، رغم أن مستوى المنافس لم يكن قويا، لكن الصعوبات التي واجهها أبرز المرشحين للتتويج بالكان، جعلت أشبال بلماضي يضربون عدة عصافير بحجر واحد، بداية من التخلص من هاجس المواجهات الافتتاحية، الذي لازم الخضر على مدار عدة عقود، باستثناء دورة 2015، التي بدأها زملاء فغولي، بانتصار صعب على منتخب جنوب إفريقيا.
ولطالما شكلت المقابلة الافتتاحية هاجسا لمنتخبنا الوطني، الذي يحتفظ التاريخ بعجزه عن الفوز في أول المباريات، ولو تعلق الأمر بمواجهة منتخبات مغمورة، بدليل أن المنتخب انتزع قبل سنتين نقطة بشق الأنفس أمام منتخب زمبابوي، قبل أن يبصم أمس، على فوز بثنائية أمام منتخب كينيا، رغم أنه لم يكن بالمنافس القوي، أين قضى حارس الخضر مبولحي سهرة هادئة لم يختبر فيها.
وسيمنح الانتصار المحقق أمام منتخب الفهود، دفعة معنوية مهمة لرفقاء القائد رياض محرز، قبل القمة المرتقبة هذا الخميس أمام أقوى المنتخبات في دورة مصر، ونعني بالذكر منتخب السنغال، الفائز هو الآخر بثنائية نظيفة على حساب منتخب تانزانيا، كما أن أسود التيرانغا سيستفيدون من عودة نجمهم الأول ساديو ماني، الذي غاب عن مباراة الافتتاح بسبب العقوبة.
إلى ذلك، سيعمل مدرب الخضر خلال الحصص التدريبية المقبلة، على تحسين التنشيط الهجومي، والربط بين الخطوط، خاصة في ظل افتقاد الخضر لصانع ألعاب حقيقي، يمكنه إحداث التوازن بين الجهتين اليمنى واليسرى، بدليل أن جل المحاولات الخطيرة كانت من ناحية بن سبعيني، قبل أن يحدث الفارق عطال من صعود واحد، تحصل فيه على ضربة جزاء نجح بونجاح في ترجمتها إلى هدف السبق. وفي السياق ذاته، أكد مجددا فغولي بأنه رئة المنتخب الوطني، حيث قدم مباراة كبيرة على جميع الأصعدة، سيما على مستوى الاسترجاع وقيادة الهجمات المعاكسة، أين أظهر انسجاما مع زميله بن ناصر، الذي تحسن مردوده في الشوط الثاني، وظهر أكثر حيوية، ما سيمنح حلولا إضافية للناخب الوطني.
بورصاص.ر

الناخب الوطني بلماضي يصرح
وضعنا قدما في الدور الثاني !
عبر مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي، عن ارتياحه للفوز المحقق، والذي حسبه سيجعل الخضر، يضعون قدما في الدور الثاني، وقال: « قدمنا مباراة مقبولة على العموم، وكنا في أمس الحاجة لتحقيق هذا الفوز المهم، الذي سيجعلنا نضع قدما في الدور الثاني، لكن في المقابل هذا الانتصار لا يحجب النقائص الموجودة، والتي سنعمل على معالجتها قبل المباراة الثانية، والتي ستكون أصعب أمام منتخب السنغال، والشيء الإيجابي بالنسبة لي هو الخروج بثلاث نقاط ومن دون إصابات، ولو نلقي نظرة على المباريات، التي سبقت مواجهتنا، فإن جل المنتخبات المرشحة عانت من أجل تحقيق الفوز».
كما نوه بلماضي بمستوى منتخب كينيا خلال الندوة الصحفية، التي نشطها عقب نهاية المباراة:» منتخب كينيا لم يكن ضعيفا،  متأكد بأنه سيخلق عدة صعوبات للمنتخبات التي سيواجهها مستقبلا، لقد قمنا بدراسة طريقة لعبهم جديا، سواء على الجانب الدفاعي أو الهجومي، وهو ما جعلنا نسجل هدفين في الشوط الأول، قبل أن نسير المباراة في الشوط الثاني».
بورصاص.ر

اختير رجل اللقاء بن ناصر يصرح
علينا أن نؤكد أمام السنغال
رغم اعترافه بأن الفوز أمام كينيا كان مهما، وسيمنح   الفريق الثقة تحسبا لباقي المشوار، إلا أن متوسط ميدان الخضر ونادي إمبولي الإيطالي إسماعيل بن ناصر، أوضح بأنهم مطالبون بالتأكيد خلال مباراة السنغال القادمة، خاصة وأن الفوز بنقاطها الثلاث سيرسم عبورهم إلى الدور الثاني، وفي هذا الصدد قال صاحب 22  سنة خلال الندوة الصحفية، التي نشطها رفقة الناخب الوطني جمال بلماضي:”  سعيد بالأداء الذي قدمه المنتخب الوطني أمام كينيا، خاصة من الناحية الجماعية، والفوز هو الشيء الأهم، خاصة وأن طريقة الفوز كانت رائعة، لقد طبقنا تعليمات الناخب الوطني جمال بلماضي هو ما جعلنا نفوز بالنقاط الثلاث، كما لا يجب أن أغفل عن شيء مهم، وهو أن ثقة بلماضي منحتنا الثقة وجعتنا نلعب بارتياح شديد، في انتظار التأكيد خلال المباراة الثانية أمام السنغال، وهي المواجهة التي ستكون مختلفة، وعلى ضوء نتيجتها قد نضمن التأهل المبكر إلى الدور القادم من المسابقة القارية”.
علما وأن اللجنة المنظمة اختارته رجل المباراة، وهو الذي كان وراء تمريرة الهدف الثاني.
مروان. ب

 

فغولي القلب النابض
كان متوسط ميدان المنتخب الوطني سفيان فغولي عند مستوى التطلعات خلال مباراة كينيا، أين اختاره غالبية المختصين والمحللين كأفضل عنصر في هذه المباراة، بالنظر إلى الأدوار الدفاعية والهجومية التي قام بها طيلة 90 دقيقة، ليؤكد نجم غلطة سراي بأنه «القلب النابض» للخضر، وواحد من أهم الركائز المعول عليها في دورة مصر، من أجل العودة بالتاج الإفريقي الذي ينتظره الجزائريون منذ 1990، ويعد فغولي من أقدم عناصري المنتخب، ويعول عليه بلماضي كثيرا، سواء داخل الميدان من خلال مردوده الغزير أو حتى خارجه، من خلال تأطير المجموعة التي تضم عدة عناصر شابة تخوض لأول مرة في تاريخها دورة بحجم “الكان”.
مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى