طلبـــة الجــامعـــات يطالبـــــون بالتغيير في ظل الوحـــــدة الوطنيـــــــة
 واصل أمس طلبة الجامعات المظاهرات السلمية للثلاثاء الـ 18 على التوالي، من أجل التغيير الشامل واجتثاث رموز الفساد، في ظل الحفاظ على الوحدة الوطنية، رغم ارتفاع درجات الحرارة، وتزامن المسيرات مع استكمال الدروس والامتحانات المتأخرة.
خرج الطلبة عبر مختلف الولايات في مسيرات سلمية مجددين مطالبهم المتعلقة أساسا برحيل رموز النظام وتكريس الديمقراطية، وتلبية مطالب الحراك الشعبي و إحداث القطيعة مع الممارسات التي أدخلت البلاد في أزمة سياسية، وأضرت بالاقتصاد الوطني، وسار الطلبة عبر الشوارع الرئيسية لمختلف المدن رافعين لافتات حملت شعارات مؤيدة لتكريس دولة مدنية، ومحاسبة رموز الفساد الذين استنزفوا ثروات البلاد، وتلاعبوا بمقدرات الشعب.
ولم تسجل مسيرات أمس صدامات ما بين الشرطة والطلبة الجامعيين، رغم تسجيل بعض المناوشات بسبب إصرار المتظاهرين على اختراق الحواجز الأمنية، التي تم وضعها على مستوى بعض المحاور الرئيسية لتأطير الحراك الطلابي وتسهيل حركة المرور، ومنع حدوث انزلاقات عن طريق الحفاظ على النظام العام.
وسار مئات الطلبة الجامعيين بالعاصمة انطلاقا من ساحة الشهداء باتجاه شارع العربي بن مهيدي والبريد المركزي وصولا إلى ساحة موريس أودان قرب الجامعة المركزية، بعد أن تمكنوا من اجتياز الحواجز الأمنية، وردد المتظاهرون شعارات تنادي بالوحدة الوطنية رافضة لإثارة النعرات الجهوية واستغلال التنوع الثقافي في التفرقة وزرع العنصرية والكراهية بين أبناء الشعب، وحمل المتظاهرون الراية الوطنية للتعبير عن تمسكهم بالثوابت التي ينص عليها الدستور صراحة، ويضمن احترامها وصيانتها.
وردد المتظاهرون في العاصمة ومناطق أخرى هتافات رافضة للتفرقة والفتنة، منادين بضرورة الحفاظ على التلاحم الوطني والتماسك، مع الإصرار على رحيل كل من يمتون بصلة للنظام، من أجل بناء جمهورية جديدة، قوامها العدل والقانون والمساواة، واحترام الإرادة الشعبية وما يفرزه الصندوق.   
وأكد الطلبة تمسكهم بمواصلة المظاهرات السلمية إلى غاية تحقيق المطالب التي رفعها الحراك منذ أول مسيرة التي كانت يوم 22 فيفري، ورددوا شعارات «جزائر حرة ديمقراطية» و»مطالبنا شرعية» و» السيادة للشعب»، وشددوا على محاسبة ناهبي المال العام، واسترجاع الأموال لإعادة الثقة للشعب، والشروع في بناء عهد جديد.       
وشدد المتظاهرون على سلمية المظاهرات، علما أن وسط العاصمة شهد أمس تعزيزات أمنية، لا سيما بمحاذاة البريد المركزي ومبنى البرلمان، وكذا عند مداخل الشوارع الرئيسية على غرار شارع عسلة حسين وحسيبة بن بوعلي، كما تم غلق النفق الجامعي، واستمرت المسيرة في أجواء سلمية غابت عنها التجاوزات والصدامات بين أعوان الشرطة والطلبة.
وانطلقت مسيرة طلابية خلال الصبيحة من حرم جامعة الاخوة منتوري بقسنطينة، عبر مسار الترامواي ثم شارع خميستي قبل الوصول إلى وسط المدينة، حيث رفع الطلبة العلم الوطني، كما ردّدوا شعارات تدعو لمواصلة التغيير على مستوى هرم السلطة برحيل رئيس الدولة والوزير الأول نور الدين بدوي.
وعلى الرغم من حرارة الطقس التي تجاوزت عتبة 40 درجة وقلة عدد الطلبة المشاركين في المسيرة، إلا أن الحاضرين أكملوا جولتهم عبر شوارع وسط المدينة، ثم التجمع لوقت قصير بالقرب من مقر الدرك الوطني، كما طالبوا بضرورة مواصلة حملة مكافحة الفساد إلى جانب تشكيل هيئة وطنية مستقلة مهمتها الاشراف على تنظيم الانتخابات.
و بولاية سطيف نظم طلبة جامعتي فرحات عباس ومحمد لمين دباغين تجمعا بشارع جيش التحرير مقابل مقر الولاية بوسط المدينة مطالبين برحيل جميع رموز النظام وكل من شارك في تسيير البلاد خلال المرحلة السابقة، مع التأكيد على أهمية ما تقوم به العدالة من أجل تنظيف البلاد من الفساد وناهبي المال العام، وبالمقابل شدد المشاركون في المسيرة التي لم تحض بمشاركة واسعة بسبب الحرارة الشديدة على الوحدة الوطنية ومحاولات التفرقة بين أبناء الوطن الواحد.
كما خرج طلبة جامعة مولود معمري بولاية تيزي وزو في مسيرة الثلاثاء، جابوا خلالها الشوارع الرئيسية لعاصمة جرجرة رغم الحرارة الشديدة، لتجديد مطلبهم الرئيسي، وهو رحيل بقايا رموز النظام، ووقف الطلبة دقيقة صمت عند مدخل مدينة تيزي وزو أمام النصب التذكاري المخلد للفنان المغتال معطوب لوناس بتاريخ 25 جوان 1998 ، ترحما على روحه بمناسبة مرور الذكرى 21 على رحيله.
وردد الطلبة شعارات تطالب ببناء جمهورية ثانية مع رحيل رموز الفساد، مؤكدين صمودهم واستمرارهم في التظاهر السلمي إلى غاية تحقيق أهداف الحراك الشعبي، وهي نفس الأجواء التي  عاشتها أمس باقي الولايات، التي خرج بها الطلبة تعبيرا عن تمسكهم بالحراك السلمي وبالتغيير الفعلي، دون أن يمنعهم الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة من السير لمسافات طويلة، وترديد هتافات من أجل التغيير والقطيعة مع السياسات السابقة التي افضت بالبلاد إلى أزمة سياسية.
علما أن طلبة الجامعات كانوا قد أعلنوا عن رغبتهم للمشاركة في رسم معالم المرحلة المقبلة، عن طريق تعيين ممثلين عنهم، للإدلاء بآرائهم وتقديم مقترحاتهم بشأن كيفية تجاوز حالة الاحتقان السياسي والوصول بالبلاد إلى بر الأمان، وحمايتها من المحاولات التي ترمي إلى تشتيت وحدتها عن طريق زرع بذور الفتنة والتفرقة بين أبناء الوطن.
  لطيفة/ب/ مراسلون

الرجوع إلى الأعلى