تشهد، هذه الأيام، الورشات المخصصة لإنجاز سكنات برنامج عدل 2 عبر بلديات ولاية أم البواقي، تأخرا فادحا في الأشغال، في مشهد خلف استياء واسعا وسط المكتتبين، الذين باتوا متخوفين من المصير المجهول الذي ينتظرهم، خاصة وأن الآجال التي أطلقتها مؤسسات الإنجاز أمام السلطات الولائية وكذا أمام ممثلي الوكالة لم يتم احترامها، في الوقت الذي يتساءل كثيرون عن موعد اختيار مواقع سكناتهم، كونهم سددوا جانبا من المبالغ المالية المتفق عليها.
الجولة الميدانية التي قادتنا لموقعي 500 سكن بمدينة أم البواقي و550 سكنا بمخرج مدينة عين البيضاء، كشفت عن تأخر كبير في الأشغال، ففي الوقت الذي التزمت فيه مؤسسة الإنجاز التي تشرف على الموقعين، بتسليم مشروع 500 سكن بأم البواقي، قبل شهر جويلية القادم، تعرف الورشة غيابا شبه كلي للعمال، وبعد أن أنهت مؤسسة الإنجاز الصينية تعاقدها مع المقاولة صاحبة المشروع، عقب انتهائها من إنجاز الخرسانة، لم تلتزم المقاولة بمد ورشتها باليد العاملة المختصة، لإتمام تركيب النوافذ والأبواب وكذا وضع لوازم شبكة المياه والغاز الداخلية.
 و اقتصر الأمر على عدد قليل من العمال الذين كلفوا بتغطية الجدران الإسمنتية داخل السكنات بمادة الجبس، في أشغال تسير بوتيرة بطيئة ولم تشمل سوى 3 أو 4 عمارات، في الوقت الذي لم تنطلق فيه أشغال التهيئة الخارجية للورشة ولم تكتمل الأشغال المتعلقة بإنجاز سكنين نموذجيين، يضمان كافة المتطلبات التي ستعمم على جميع السكنات.
ممثلون عن المكتتبين وبينهم أعضاء ضمن الجمعية الولائية التي تأسست للتكفل بانشغالات المكتتبين عبر ولاية أم البواقي، انتقدوا عدم إيفاء مؤسسة الإنجاز بأم البواقي وعين البيضاء بالوعود التي قطعتها أمام السلطات الولائية، معتبرين بأنه من غير المعقول عدم تدعيم الورشتين بالعدد الكافي من العمال، فيما ينتظر المكتتبون استلام سكناتهم منذ سنة 2013.
و أبدى البعض تخوفه من رداءة الأشغال التي قد تظهر بعد تسليم المشروع، كون المؤسسة المشرفة على الإنجاز هي نفسها التي أنجزت مشروع مدينة شلغوم العيد بميلة والذي رفض المكتتبون استلام مفاتيح سكناتهم، بعد ما شاهدوه من رداءة الأشغال.
وبين ممثلون عن جمعية مكتتبي سكنات عدل، بأن ورشة عين البيضاء التي تضم 550 سكنا أنجز بها 8 عمارات فقط من أصل 28 عمارة، في الوقت الذي انتهت فيه الأشغال بجميع العمارات بموقع أم البواقي، دون التقدم في الأشغال الداخلية وكذا من دون إنجاز الجدار العازل للصوت والحرارة، وفق توصيات السلطات الولائية التي ضربتها المقاولة عرض الحائط والتي لم تلتزم كذلك بإنجاز سكنين نموذجيين يضمان جميع مواد البناء التي ستستعمل في الورشتين، ناهيك عن التأخر الكبير في ورشتي عين كرشة وعين فكرون، مع انتهاء الأشغال بموقع 500 سكن بعين مليلة، في انتظار إتمام أشغال ربطه بمختلف الشبكات الحيوية، مع تهيئة محيطه الخارجي.
و تساءل المكتتبون عن مصير كثير منهم ممن سددوا الشطر المالي الأول وآخرون سددوا شطرين دون أن يتمكنوا من اختيار المواقع، وسط غموض كبير يلف عملية الإنجاز وغياب ردود واضحة من القائمين على الوكالة.
و اعترف مدير السكن فوضيل بن يونس، بعدم إيفاء المقاولة المكلفة بإنجاز مشروعي أم البواقي وعين البيضاء بالوعود التي قطعتها، مشيرا إلى أن السكنين النموذجيين لم ينجزا والورشتان لم تتدعما بالعمال، مبينا بأن الولاية استفادت من حصة سكنية إضافية تضم 700+569 سكنا والتي لم تنطلق بها الأشغال، على الرغم من اختيار المواقع الخاصة بها، أين يجري التحضير لإسناد شطر من الحصة الإضافية لديوان الترقية والتسيير العقاري، الذي سيكلف بمرافقة عملية الإنجاز.
و بخصوص العازل الصوتي والحراري، أوضح المتحدث بأن المقاولة قدمت حلا نظريا والإدارة طلبت تجسيده على أرض الواقع بمرافقة مختصين في مجال البناء.
 أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى