حريق يفقد الطفلة نور اليقين ملامح وجهها ويعزلها عن الناس
تنتظر البريئة نور اليقين كباش، ابنة مدينة عين الزيتون بأم البواقي  تضامن المحسنين للتكفل بنفقات علاجها في الخارج، من حروق خطيرة شوهت أجزاء من جسدها و وجهها و يديها و حرمتها من الخروج إلى النور، بعدما أصبحت بشرتها جد حساسة تجاه أشعة الشمس، وهو مشكل تعجز عائلتها عن التعامل معه بسبب وضعيتها المالية الصعبة و استحالة التدخل الجراحي في الجزائر.
نور اليقين البالغة من العمر 4 سنوات، كانت قد تعرضت سنة 2017 لحادث خطير، سببه ألسنة لهب قذفتها قارورة غاز كانت تستعمل للتدفئة، فأحرقت وجهها و يديها بدرجة كبيرة، و أدخلتها في نفق علاج طويل و مظلم طيلة سنتين كاملتين، حيث تخلصت مؤخرا من قناع خاص و قفازات كانت ترتديهما طوال الوقت كجزء من العلاج، غير أنها لا تزال حبيسة الجدران و عاجزة عن الخروج و رؤية النور، بسبب تضرر بشرتها بشكل كبير، الأمر الذي خلف إصابتها بحساسية قوية تجاه أشعة الشمس، وهي مشكلة حاولت عائلتها حلها من خلال نقلها لعديد المستشفيات القريبة من المدينة مقر سكناها، لكنها فشلت في ذلك بسبب الفقر و قلة الحيلة، فضلا عن عجز الأطباء عن التعامل مع حالتها، إذ لا تزال نور اليقين تصارع بحثا عن علاج يشفي جسدها من حروق أنهكتها و أثقلت كاهل أسرتها الفقيرة، التي تطالب المحسنين بإعانتها على التكفل بمصاريف علاجها في الخارج، بعدما نصحها الأطباء بنقلها إلى فرنسا أو تركيا، لتخضع لعملية جراحية لترميم الوجه، بعدما تشكلت فيه طبقة حروق سميكة تجف كلما تعرضت لأشعة الشمس، إضافة إلى عملية ثانية لزراعة الحواجب و شعر الرأس، و عملية أخرى لفصل أصبعين ملتصقين في يدها اليسرى.
والد نور اليقين زوهير كباش، هو عامل بسيط في ورشات البناء، قال للنصر، بأن ابنته الصغيرة هي ثمرة ثمان سنوات من الصبر على العقم وحادثة احتراقها كانت ضربة موجعة لعائلته، إذ يستذكر تفاصيل الحادثة بحرقة، مفصلا بالقول بأن ابنته كانت بتاريخ الثلاثين من شهر جانفي 2017، تنزل ضيفة على منزل جدها وسط مدينة أم البواقي، وفي حدود التاسعة صباحا حدث ما لم يكن في الحسبان، إذ تسرب الغاز من القارورة التي كانت تستخدم لتشغيل المدفأة و اشتعلت بفعله نيران أحرقت ملابس الطفلة التي كانت تلعب داخل الغرفة و امتدت إلى كامل جسدها، وغداة تدخله لإنقاذها و ارتمائها فوقها لإخماد النيران، تعرض والد الطفلة لحروق هو الأخر مست وجهه و يديه كذلك، مع ذلك سارع إلى نقلها لمصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف، أين قدمت لها الإسعافات الأولية، وظلت حبيسة المصلحة طيلة شهر كامل قبل أن تحول للمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، أين رفضوا في البداية استقبالها، ليشرف على علاجها طبيب صاحب عيادة خاصة بمدينة أم البواقي، نجح في تحويلها مجددا نحو مستشفى قسنطينة الجامعي، أين قام الطاقم الطبي بوضع قناع خاص على وجهها، و قفازات طبية تحد من انتشار الحروق في جسدها.
و ينتظر والد نور اليقين، هبة المحسنين و أصحاب المال لمساعدته على نقل ابنته للعلاج في تركيا أو في فرنسا، كما نصحه الأطباء، لينقذ طفولتها و شبابها و يعيد البسمة لها و لوالدتها التي لم تحتمل الصدمة، خصوصا بعد فشل أول عملية لفصل الأصابع الملتصقة على مستوى يدها اليسرى، ويلتمس والد الفتاة من قراء جريدة النصر، التواصل معه على الرقم الهاتفي الآتي 0699664179.       
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى