أصحاب سيارات الأجرة يشلّون المدينة
قام العشرات من أصحاب سيارات الأجرة بعنابة، صبيحة أمس في حدود الساعة التاسعة صباحا، بغلق جميع مداخل ومخارج عاصمة الولاية و ضواحيها و لم يستطع الآلاف من مستعملي الطرقات الدخول أو الخروج.
النصر وقفت على غلق أصحاب سيارات الأجرة المحولات الكبرى بمركباتهم، على غرار محور الدوران القطب الجامعي البوني و محول عين الخروف المؤدي إلى ولاية الطارف و كذا مطار رابح بيطاط الدولي و الجهة المقابلة المؤدية إلى ولايات قسنطينة، سوق أهراس، قالمة و تبسة و كذا المحاور الفرعية المؤدية إلى وسط المدينة، ما تسبب في إحداث شلل تام استمر لساعات ،  ومنعت سيارات الإسعاف من المرور و تشكلت طوابير من وسط المدينة إلى غاية بلدية سيدي عمار على مسافة نحو 20 كلم، الإحتجاج أدى إلى  لغلق جميع المنافذ في وقت واحد، بحجة عدم الإصغاء إلى مطالب أصحاب سيارات الأجرة المتعلقة بوضع  حد لفوضى النشاط عبر الخطوط و غيرها من المشاكل المهنية.
وتسبب الغلق العمدي للطريق، في موجة سخط و غليان ، حيث لم يستطع المتجهون إلى المستشفيات الوصول في الموعد و تعطلت مصالح المواطنين، في سابقة خطيرة لم تحدث في عنابة، وهو ما اعتبره مواطنون  مساومة  أصحاب سيارات الأجرة   للسلطات المحلية،  دون مراعاة مصلحة المواطنين و مستعملي الطرقات و زوار المدينة القادمين من مختلف الولايات الشرقية، حسب تصريح عدد ممن ظلوا  عالقين مع عائلاتهم بمختلف الطرقات، تزامنا و الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة، فيما وجد أصحاب المركبات أنفسهم خاصة بضواحي البوني الحجار سيدي عمار، يدورون في حلقة واحدة دون إيجاد حلول بعد غلق جميع المنافذ.و شهدنا أثناء تواجدنا وسط الطوابير، وجود سيارتي إسعاف عالقتين إحداها قادمة من ولاية قالمة كانت تحمل مريضا و لم تتمكن من المرور و بمحور دوران القطب الجامعي البوني، تدخلت عناصر الشرطة بعد أن شكل أصحاب سيارات الأجرة حاجزا بمركباتهم، لمنع مرور أي مركبة، منها حافلات الطلبة الجامعيين و رغم المفاوضات معهم، رفضوا فتح الطريق.
و طالب  قاصدو المستشفيات   بتدخل القوات العمومية، عن طريق تسخير الشرطة و الدرك لفتح الطريق بالقوة، بعد تعنت أصحاب سيارات الأجرة، بسبب   غلق جميع المنافذ في وقت واحد وبشكل مخطط وبقيت الطرق مغلقة إلى غاية منتصف النهار والآلاف عالقون بالطرقات السريعة و الفرعية.
من جهتهم استنكر عدد كبير من أصحاب سيارات الأجرة الذين رفضوا المشاركة في الإضراب هذا السلوك الخطير، الذي لم يسبق و أن وقع بعنابة بعد أن سدت جميع المنافذ و الطرق، معتبرين الضغط لتحقيق المطالب ليس بهذه الطريقة غير الأخلاقية، مضيفين بأن ذلك يكون بشكل منظم عبر النقابة و ليست بوضع حياة الناس و مصالحهم في خطر و محل مساومة.  وكان لأصحاب سيارات الأجرة، احتجاج بتاريخ 14 جوان الماضي، بغلق جزئي لمحور الدوران الحطاب و رفض الخدمة تنديدا بالفوضى التي يعيشها القطاع و التي أدت إلى تدهور وضعيتهم المهنية مع الضغوط الإدارية المسلطة عليهم حسب تعبيرهم.
فيما رفض المحتجون تجاوزات أصحاب سيارات الأجرة العاملة عبر خطي البوني وسيدي عمار،  والذين تحولوا للنشاط كسيارات أجرة حرة بوسط المدينة، دون وجود علامة تميز هذه السيارات، مما أدى إلى تشبع كبير مع انتشار ظاهرة «الفرود» وتسجيل تراجع رهيب في نشاطهم ومداخليهم اليومية التي تكاد تغطي الأعباء، حسب تعبير عدد منهم. كما انتقدوا التراخيص السنوية التي تسلمها مديرية النقل لسائقي سيارات الأجرة الجدد، التي تصل إلى 1000 رخصة سنويا، حيث أصبحت ولاية عنابة الأولى وطنيا من حيث عدد سيارات الأجرة حسبهم ، مع محدودية مجال النشاط و الازدحام في وسط المدينة. من جهتهم  دعا مواطنون في حديث للنصر، نقابة سيارات الأجرة، إلى تنظيف مهنتهم، بسبب الممارسات غير المهنية لعدد كبير من سيارات الأجرة، لرفض الخدمة و التسعيرة الخارجة عن القانون المحددة من قبل مديرية النقل، خاصة المسافة الطويلة، كالمطار و الكورنيش و كذا المعاملة السيئة لبعض أصحاب السيارات مع الزبائن،  و غيرها من الممارسات.
حسين دريدح 

الرجوع إلى الأعلى