تعرف نقاط ومخازن تجميع الحبوب الشتوية بقسنطينة اكتظاظا وضغطا كبيرين، وهو ما تسبب في تشكل طوابير طويلة واستياء في أوساط العديد من المنتجين، فيما تؤكد المديرية الوصية والاتحاد الولائي للفلاحين، أن هذه التجمعات مؤقتة فقط، إذ أن  الطاقة الاستعابية لمخازن الولاية عالية جدا، وقادرة على تجميع  جل المنتجات.
ومازالت معاناة الفلاحين مع  مشاكل التخزين و الطوابير الطويلة أمام المخازن و نقاط تجميع تتكرر مع كل موسم حصاد، لاسيما بالجهة الشمالية والغربية للولاية، فضلا عن بلدية عين اعبيد، حيث أكد فلاحون في اتصال بالنصر أن مخازن زيغود يوسف وديدوش مراد ومشتى القاضي بابن زياد، لم تعد قادرة على استقبال محصول الحبوب الشتوية، لاسيما بعد تضاعف المنتوج خلال السنوات الأخيرة بالمنطقة التي تعرف تطورا كبيرا في هذا النوع من الإنتاج.
وذكر منتجون للقمح، أن طوابير طويلة تشكلت بنقاط التجميع والمخازن، حيث يضطر العديد منهم إلى الإنتظار لأزيد من 24 ساعة، كما اشتكوا مما وصفوه بالمحاباة من طرف بعض أعوان ديوان الحبوب في بعض النقاط، كما أشاروا إلى أن بعض المخازن لم تقتن الموازين الإلكترونية مثلما تم الاتفاق عليه مع مسؤولي الديوان قبل موسم الحصاد، وهو ما قد يحدث اختلالات في هذه العملية.    
وجدد منتجو القمح ببلديات زيغود يوسف وابن زياد ومسعود بوجريو وديدوش مراد، مطلب حل مشكلة التخزين وأكدوا على ضرورة  بناء مخازن جديدة قادرة على استيعاب المحصول و وضع حد للطوابير الطويلة، حيث تساءل فلاح من زيغود يوسف عن مصير المخزن الجديد الذي اختيرت لإنجازه أرضيات كثيرة دون أن يتجسد على أرض الواقع.
وأوضح رئيس الإتحاد الولائي للفلاحين، عوان سليمان، أن الطوابير التي تشكلت على مستوى التعاونيات سببها حصد الفلاحين للمنتوج دفعة واحدة والتوجه مباشرة نحو نقاط التجميع، مشيرا إلى أن التعاونية وفرت جميع الإمكانيات لإنجاح موسم الحصاد، إذ أنها تفتح أبوابها إلى غاية الواحدة صباحا، كما أن الاكتظاظ بحسبه لن يستمر لأكثر من 10 أيام، و ذكر أن المشكلة غير مسجلة بالخروب بعد استلام مشروع الصوامع الجديدة، مضيفا أن بعض الفلاحين تخوفوا من ارتفاع درجات الحرارة ولهذا سارعوا كما قال إلى حصد المنتوج .
وأكد فلاحون أن منتجين من بلديات في ولايات مجاورة و نظرا لمشكل التخزين المطروح هناك ، يدفعون المحصول باسم فلاحين من قسنطينة في الولاية مقابل نسبة عن القنطار الواحد ، وهو ما زاد في حدة الطوابير ببلدية عين عبيد تحديدا.
وذكر مدير المصالح الفلاحين ياسين اغديري، أن الطاقة الاستعابية لمخازن الحبوب بالولاية تتجاوز المليوني قنطار، وهي قادرة مثلما أكد على التكفل بتجميع جل المحاصيل، إذ أن الصوامع الجديدة بالخروب تستوعب ما يفوق 500 ألف قنطار،  مشيرا إلى أن مستوى الإنتاج مشجع جدا، إذ تم جمع ما يفوق 600 ألف قنطار.
 و دعا المتحدث الفلاحين إلى الصبر، والتعاون مع مختلف المصالح المعنية، كون العملية تتم في ظروف جيدة جدا، لاسيما وأن قسنطينة تعد من بين الولايات الرائدة على المستوى الوطني في الطاقات التخزينية، فضلا عن الموارد البشرية المؤهلة، إذ أن مدة الإنتظار لا تتجاوز الساعات، في حين أن فلاحين بولايات مجاورة ينتظرون في بعض الأحيان لمدة قد تصل إلى أربعة أيام، مضيفا أن العملية قد قطعت أشواطا مهمة ولم يتبق سوى أسبوعين على انتهائها .
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى