لم تكن نهاية الأسبوع عادية ببلدية بكارية في ولاية تبسة، حيث عاش سكانها لحظات من الحزن والأسى، بعد وفاة طفلين شقيقين في عمر الزهور، داخل بركة مائية توجد بسد مائي يعود إلى العهد الاستعماري،  ويقع بوادي «الجبيسة» الآتي من الجارة تونس عبر حي البناء الذاتي.
وكشف مصدر النصر من عين المكان، أن الأمر يتعلق بالطفل خليف محمد ذي السبع سنوات و الذي كان يزاول دراسته في السنة الأولى ابتدائي، و شقيقه صالح ذي العشر سنوات و الذي كان يستعد للدراسة في السنة الأولى متوسط، بعد نجاحه في امتحان نهاية التعليم الابتدائي، و أضاف مصدرنا أن الشقيقين غادرا المنزل العائلي مساء يوم الأربعاء الماضي، باتجاه البركة واصطحبا معهما كرة قدم لممارسة هوايتهما، لكن أثناء اللعب سقطت الكرة في البركة، فسارع أحدهما لاسترجاعها، إلا أنه عجز عن ذلك، وجذبته المياه إلى الأسفل.
 وفي هذه اللحظة الصعبة، كان الشقيق الآخر يتابع الوضع عن قرب، فلم يتمالك نفسه، وألقى بنفسه في البركة لإنقاذ أخيه، ولكنه لم يتمكن من ذلك، ليفارقا الحياة معا غرقا داخل البركة المائية الدائرية، التي يبلغ  طولها قرابة 20 مترا وعمقها بين 3 و 4 أمتار، وفور انتشار الخبر بعد ساعة من اختفاء الطفلين، وعلى إثر العثور على لباس أحدهما، تنقل عدد من سكان المدينة إلى موقع البركة، حيث أكد المصدر، أن بعض المواطنين حاول إنقاذ الشقيقين من الموت، غير أنه تم العثور عليهما وقد فارقا الحياة، وسط صدمة كبيرة عاشها الجميع، ليتم تحويلهما، على متن سيارة الإسعاف التابعة للحماية المدنية إلى مستشفى بوقرة بولعراس ببكارية مساء، حيث صرح الطبيب المستقبل للحالة بوفاة الطفلين.
وقد شيعت جنازة الفقيدين مساء يوم الخميس إلى مثواهما الأخير، في موكب جنائزي مهيب، بحضور سكان بلدية بكارية، فيما جاء مشيعون من البلديات المجاورة، تعاطفا ومواساة مع عائلة الضحيتين، معبرين عن استيائهم وغضبهم الشديد إزاء ما يعانيه سكان البلدية من انعدام تام  للمرافق الترفيهية، وفي مقدمتها غياب مسبح من شأنه أن يكون متنفسا لأبناء البلدة لممارسة السباحة، بدلا من اللجوء إلى المستنقعات والبرك، التي تشكل خطورة على حياتهم على غرار البركة التي ابتلعت الشقيقين، والتي تشهد في كل مرة غرق ضحايا جدد، كان آخرهم طفل لم يتجاوز عمره الـ 12 سنة.
 وأكد مصدرنا أن هذا المجمع المائي، قد ابتلع في السنوات الأخيرة 5 ضحايا لعدم توفر أماكن محروسة للسباحة والترفيه، فيماعلمت النصر أن المفتش العام لولاية تبسة والوفد المرافق له، لم يتمكنا مغادرة البلدية بعد حضورهما مراسم جنازة الفقيدين، حيث حوصرت من طرف المواطنين، الذين طالبوا وبإلحاح بوضع حد لما وصفوه بالتهميش والإقصاء اللذين تعاني منهما بلدية بكارية، خاصة بعد تجميد نشاط المجلس الشعبي البلدي، حيث توقفت مختلف المشاريع، وقد تدخل العقلاء الذين نجحوا في إقناع المواطنين بالسماح للمسؤولين الولائيين بمغادرة المكان على أمل تلبية مطالبهم في القريب العاجل.               ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى