أطلقت مديرية الموارد المائية لولاية الطارف، هذه الأيام، عملية كبرى لتنظيف  الأودية و صيانة شبكات التطهير و تصريف مياه الأمطار و هذا في سباق ضد الساعة لإنهاء العملية في أقرب وقت، تحسبا لموسمي الخريف و الشتاء، للوقاية من خطر الفيضانات.
و ذكرت المصالح المعنية، أن عملية جهر الوديان و الشبكات المختلفة، جندت لها إمكانيات و وسائل ضخمة من آليات و عتاد تابع لشركاء القطاع من مقاولات  الإنجاز الخاصة و العمومية التي تم إشراكها في هذه العملية ربحا للوقت، بعد أن تعطلت أشغال تنظيف الوديان خلال الصيف، بسبب اهتمام و متابعة القطاع لعملية تزويد المواطنين بالمياه بعد الإضرابات التي عرفتها بعض البلديات.
مشيرة إلى أن حملة جهر الشبكات و الأودية، تعد استباقية وقائية تحسبا للموسم الشتوي، بالنظر لخصوصيات الولاية التي تبقى فيضية بامتياز، أمام نسبة تساقط الأمطار بها التي تتعدى سنويا 1200ملم، ما يجعلها في المرتبة الثانية وطنيا بعد ولاية جيجل من ناحية الكمية المطرية المتساقطة التي عادة ما تغرق البلديات و التجمعات السكانية و الأحياء في السيول العائمة، و لو أن مصالح الموارد المائية سجلت تراجعا لمعضلة الفيضانات بالولاية بفضل العمليات  و المشاريع المنجزة للوقاية من خطر كوارث الفيضانات، و منها تهيئة سهل الطارف الممتد على 17 ألف هكتار من الفيضانات و تجديد و إنجاز شبكات و مجمعات الصرف الصحي و تصريف مياه الأمطار، و حماية المدن من الفيضانات، فيما يسجل  تقاعس عديد البلديات في اتخاذ الإجراءات الوقائية المتعلقة بجهر مختلف الشبكات و تنظيف البالوعات خلال فصل الصيف، تحسبا للموسم الشتوي لتفادي أي طارئ، خاصة و أن بعض الأحياء سرعان ما تتحول إلى بحيرات عائمة و تشل الحركة معها، و تقطع الطرقات و المحاور بفعل ارتفاع منسوب المياه الناجم عن انسداد الشبكات و البالوعات.
و أعلنت المصالح المعنية، عن برمجة عمليات أخرى ترمي للوقاية من أخطار الفيضانات و ذلك بتجديد مجمعات التطهير و برمجة إنجاز سدود جديدة، و منها سدي بوناموسة و بولطان في إطار مشروع تطهير سهل الطارف، في الوقت الذي كشفت فيه مصالح الموارد المائية، عن إحصاء17بلدية من أصل 24بلدية بالولاية، تبقى عرضة لخطر الفيضانات الشتوية، منها 3بلديات ذات خطر فيضانات منخفض و تخص عين العسل، الشط، بوقوس و تصنيف 3 بلديات أخرى ضمن خطر متوسط و يتعلق الأمر ببلديات العيون، بوثلجة و بالريحان، فيما تصنف 9 بلديات ذات خطر عال تتهددها الفيضانات و هي الطارف، بحيرة الطيور، بن مهيدي، البسباس، الذرعان، العصفور، شيحاني، الشط و الشافية.
 فيما تحصي الولاية 3 أودية كبرى تبقى وراء لعنة الفيضانات الشتوية، و يتعلق الأمر بوادي بوناموسة و واد سيبوس المتسبب الرئيسي في كوارث الفيضانات بالجهة الغربية لدوائر الذرعان ، البسباس و ابن مهيدي بمجموع 10 بلديات و واد الكبير المتسبب في وقوع خطر الفيضانات و السيول الجارفة بالجهة الشرقية للولاية عبر بلديات دائرتي الطارف، بوثلجة و جزء من بن مهيدي.
 فضلا عن خطر نشاط بعض الأودية الثانوية و خصوصا القريبة من كبرى التجمعات السكانية، ما يتسبب خلال تساقط الأمطار الشتوية في غرق هذه الأحياء في فيضانات و سيول عارمة مخلفة وراءها خسائر مادية و بشرية معتبرة و أضرارا بالبنية التحتية و المحاصيل الفلاحية.
من جهتها سجلت مصالح الحماية المدنية، تأخر بعض البلديات في تحيين و إيداع  مخططاتها الإسعافية التي تتضمن جرد كل الوسائل المادية و البشرية للتدخل تحسبا للموسم الشتوي و خطر الفيضانات، رغم المراسلات الموجهة للبلديات .
و كان والي الطارف، حرفوش بن عرعار، خلال اجتماع مجلس الولاية الأخير، قد انتقد تأخر جهر و تنظيف الأودية و صيانة الشبكات المختلفة تحسبا للموسم الشتوي، خصوصا و أن المنطقة مصنفة كونها فيضية بامتياز و من ثم وجب حسبه، أخذ كل التدابير و الاحتياطات بتدخل كل القطاعات المعنية و الفاعلين لمجابهة أي طارئ.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى