أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، أمس الأربعاء بالجزائر، أنه سيتم تمكين ممثلي المترشحين الخمس للانتخابات الرئاسية من مرافقة نتائج الانتخابات من مكان إعدادها بمكاتب الاقتراع إلى غاية وصولها إلى مقر السلطة والمجلس الدستوري، و ذلك لضمان شفافية و نزاهة العملية الانتخابية. و قال شرفي، خلال ندوة صحفية نشطها عشية انطلاق الاقتراع الوطني للانتخابات الرئاسية اليوم الخميس، «إن ممثلي المترشحين الخمسة لهذه الانتخابات سيمكنهم حضور عملية الاقتراع و الفرز كما هو معمول به في السابق و زيادة على هذا قررت السلطة و لأول المرة تمكين هؤلاء المراقبين من حضور عملية تحرير محاضر الفرز و نتائج الانتخابات و كذا مرافقتها من مكان إعدادها بمكاتب الاقتراع إلى غاية وصولها إلى مقر السلطة و المجلس الدستوري و هذا لضمان شفافية و نزاهة العملية الانتخابية».
و أضاف أن هذا القرار فريد من نوعه، و ليس له مثيل من قبل في أي بلد كان، مشيرا إلى أنه سيسمح للمراقبين التابعين للمترشحين، أن يكونوا حراس اقتراع الشعب بجانب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، و ستتكفل السلطة بنقلهم برا و جوا من كل ربوع التراب الوطني، و من جميع المدن مع المحاضر نحو مقر السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات و المجلس الدستوري.
و أكد المسؤول أن «هذا القرار يهدف إلى غلق الطريق نهائيا أمام كل من يريد التشويه أو المساس بالأمانة التي أقسمنا بالحفاظ عليها و إيصالها إلى أهلها»، و كذلك إلى «بعث الاطمئنان لدى الجميع و التأكيد بأن العزم و القسم الذي أطلقناه سيبقى قائما و سنفي بوعدنا أمام الله و العباد».
و بخصوص يوم الاقتراع الوطني اليوم الخميس، قال السيد شرفي أن «اليوم هو مصادف لـ 11 ديسمبر و الذي سجل التاريخ بطولات الجماهير و المجاهدين فيه بأحرف من ذهب و غدا 12 ديسمبر سيسجله التاريخ كيوم قرار الشعب»، مشيرا إلى أن هيئته «أعدت كل ما هو لازم و كل ما هو ضروري ليكون هذا القرار قرار سيد و حر و يفتح الباب على مصرعيه لمستقبل زاهر لجزائر جديدة».
و أشار السيد شرفي، في نفس السياق، أن «ليس في متناول البشر أن يطمعوا للوصول إلى الكمال بسهولة، لكن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات تطمح إلى ذلك رغم الصعاب الذي أراد البعض أن يفتعلها بقصد عرقلة مسار الانتخاب و هذا بمختلف أنواع الحيل التي تتستر وراء البراءة و التي من شأنها أن تدخل الشك في أوساط الجماهير حول المسعى الذي يرمي إلى إجراء انتخابات حرة و نزيهة للسماح للجزائر بالخروج إلى بر الأمان من خلال اختيارها رئيسا للجمهورية».
و في هذا الصدد، شدد السيد شرفي أنه «ليس للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أي تفضيل أو مفاضلة بين كامل المترشحين».
من جهة أخرى و بخصوص انطلاق عملية التصويت على مستوى المكاتب المتنقلة في الجنوب، قال السيد شرفي أن كل مكاتب التصويت المتنقلة بدأت في الاقتراع 72 ساعة قبل يوم الاقتراع الوطني كما ينص عليه القانون و العملية تسير «بوتيرة محترمة» و المشاركة بها «محترمة» كذلك.
أما بخصوص عملية الانتخاب في المهجر، قال المسؤول إنه «تم في بعض البلدان تسجيل بعض الصعوبات سببها بعض المواطنين من الجالية في المهجر و الذين يريدون التعبير عن رفضهم للانتخابات بطريقتهم»، مضيفا أن هيئته تشدد على أن «الاختلاف في الرأي يكون بالتعبير السلمي و ليس بالعنف مهما كان نوعه و ظرفه».
و بالرغم من هذا، يقول السيد شرفي، «90 بالمائة من مكاتب الاقتراع بقيت مفتوحة في الخارج في حين تم نقل بعض المكاتب التي واجهت هذه الصعوبات إلى أماكن أخرى»، مشيرا إلى أن السلطة المستقلة للانتخابات «ستبقى ساهرة لتمكين كل من يريد التعبير عن صوته من القيام بذلك».
كما قال السيد شرفي، في سياق آخر، أنه وجه رسالة إلى «كافة المسؤولين بالدولة حتى يتحلى كل مسؤول في مكان عمله بواجب التحفظ والحياد حتى لا نكون مصدرا لبعث التشكيك في المسار الانتخابي».
و ذكر كذلك بقرار السلطة السماح لكل المواطنين و المواطنات بالانتخاب بالمركز الانتخابي المسجلين فيه حتى في حالة عدم حيازة بطاقة انتخاب، شريطة أن يكونوا مسجلين في القائمة الانتخابية، وهذا بتقديم وثيقة رسمية تثبت هويتهم فقط.
ذراع: الآليات الجديدة ستمنع التزوير
من جهة أخرى، صرح المكلف بالإعلام لدى السلطة، علي ذراع، للصحافة أن «التحضيرات للرئاسيات تسير بطريقة مضبوطة على جميع المستويات والمراحل»، مؤكدا أن «كل الظروف تم تهيئتها لانطلاق الانتخابات».
وأوضح بأن العملية الانتخابية «سيؤطرها 540 ألف شاب وشابة»، موزعين على كافة مراكز ومكاتب الاقتراع التي هي، كما قال »جاهزة لاستقبال الناخبين»، مؤكدا أن «كل الظروف من حيث التأطير والقوانين والأمن مكفولة ومضمونة».
وبالمناسبة، طمأن السيد ذراع المواطنين بنزاهة وشفافية الانتخابات وبأنه «لن يكون هناك تزوير بفضل الآليات الجديدة القائمة على وسيلة الإعلام الآلي والتكنولوجيات الحديثة التي وضعتها السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات حفظا وصونا لأصوات الناخبين».
وذكر بأن «هذه الوسائل المبتكرة ستجعل من محاضر السلطة غير قابلة للاختراق وتعطي حصانة أكثر لنتائج الانتخابات»، معتبرا أن «الشعب الجزائري سيفرض سيادته بالتصويت بقوة، وسيغلق الباب على كل المتربصين بالجزائر والذين يحاولون ضرب استقرارها».                                ق.و/وأج

الرجوع إلى الأعلى