تدفق  سياحي كبير على حمام دباغ بقالمة
بدأت طلائع السياح في العودة إلى المدينة السياحية حمام باغ بقالمة، بعد تراجع دام عدة أشهر، و جاء هواة الطبيعة و الاستكشاف من مختلف ولايات الوطن منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة في مؤشر يوحي بانتعاش قطاع السياحة بالمنطقة إثر ركود دام نحو سنة كاملة.
و كانت الرحلات الجماعية المنظمة ملفتة، حيث ملأت الحافلات كل مواقع التوقف تقريبا ، إلا أن الرحلات الفردية كانت الأكثر تدفقا على المدينة أمس، حسبما وقفت عليه النصر في جولة لأهم المعالم السياحية بالمدينة.
هيأ المشرفون على شؤون السياحة بالمدينة كل الظروف لاستقبال زوار أهم قطب حموي بالجزائر، حيث نصبت منصات الألعاب بالمحمية الطبيعية العرائس، و انتشرت الشرطة بأهم المواقع لتنظيم حركة السير و توجيه الزوار و تقديم المساعدة لهم، كلما طلبوا ذالك.
و انتشر السياح بالمحمية الأسطورية، حيث تنتصب الصخور البركانية في مشاهد طبيعية مثيرة للإعجاب و التأمل، و تنساب بينها جداول المياه المعدنية الساخنة التي تخرج من منابع دائمة، و أخرى تظهر كل شتاء عندما تتشبع طبقات الأرض بمياه الأمطار.  بالفضاء الطبيعي العرائس كان الأطفال أكثر سعادة و هم يمارسون هوايتهم بمنصات الألعاب وسط طبيعة جميلة اجتمعت فيها كل روائع الطبيعة منذ آلاف السنين.  و كانت الصخور البركانية الحادة مثيرة بالنسبة للسياح الذين يزورون المدينة لأول مرة، و حول كل صخرة يتجمع عدة سياح لمشاهدة الإبداع الهندسي للطبيعة، و أخذ صور تذكارية مع الصخور البديعة التي بنتها الطبيعة و سقتها بالمياه الحارة حتى كبرت، ثم تخلت عنها لتتحول إلى كتل رمادية لا حياة فيها، لكنها ذات جمال خلاب من النادر العثور على مثيل له بالمواقع الحموية الأخرى بالجزائر.
الشلال الجميل كان هو الآخر قبلة لزوار المدينة الذين انبهروا بإبداعات الطبيعة و هندسة المحيط التي أنجزت قبل سنتين تقريبا، و حولت الموقع السياحي الشهير إلى واحد من أجمل المواقع السياحية الطبيعية بالجزائر، ساحة واسعة كلها جمال و نظافة مخصصة للراجلين فقط ،حيث تم وضع حد نهائي لحركة السيارات قرب الشلال، و تحولت الطرقات القديمة إلى مسالك للتجوال تتخللها الحدائق الجميلة و مساحات العشب الطبيعي و الأشجار ذات الظلال الوارفة، يقصدها السياح للاستراحة كلما نال منهم التعب، فالمدينة الحموية صارت مترامية الأطراف و من الصعب زيارة كل معالمها مشيا على الأقدام.
و بساحة الشلال الواسعة انتصبت خيم الهدايا و الصناعات التقليدية، و فتحت المحلات التجارية أبوابها مبكرا لتقديم الشاي الصحراوي، و القهوة و الحلويات و المياه و العصائر لزوار الشلال الذين لا يتوقفون عن الطواف بالمعلم الجميل، و في كل مرة يتلقون الشروحات الكافية حول تاريخ الشلال و مراحل التشكل التي مر بها، و عمليات التهيئة التي خضعت لها الساحة المقابلة لواجهته الرئيسية، و الحديقة الواقعة بواجهته الخلفية من حيث تتدفق المياه الساخنة بشكل هندسي منظم حتى تسقي الواجهة الكلسية المتعددة الألوان، و الأشكال حتى تحافظ على تماسكها و تنهار تحت تأثير الجفاف.
و من المتوقع ان تعرف مدينة حمام دباغ السياحية تغيرات كبيرة في غضون السنتين القادمتين بعد إنهاء مشروع كبير لبناء الفنادق و المنتجعات الكبرى، و إنجاز شبكة من الطرقات و المواقف، و دمج الأحياء السكنية المجاورة ضمن المحيط السياحي الطبيعي الممتد إلى منطقة الباردة، منطقة التوسع السياحي، مركب الشلال، إلى غاية البحيرة الجوفية ، بئر بن عصمان و سد بوحمدان و غابات جبل بابا عيسى.. مستقبل التوسع السياحي بالقطب الحموي الكبير الذي تراهن عليه الجزائر كثيرا ضمن الجهد الوطني لتطوير السياحية و تحويلها إلى مرود اقتصادي
دائم.                                           فريد.غ  

الرجوع إلى الأعلى