يجب أن تكون للجزائر مبادرات استباقية للأوضاع المحيطة بها
  • ما يجري في ليبيا نمط جديد من الحروب بالوكالة
قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور نسيم بلهول، إن تفعيل دور الدبلوماسية الجزائرية في هذه المرحلة الحرجة، سيمكن الجزائر من استرجاع هيبة مكانتها الاستراتيجية، من بين الموازين الجهوية والإقليمية و الدولية،  ولن يكون ذلك إلا بإحداث ثورة حقيقية في الشؤون الدبلوماسية  بسواعد وطنية، وأضاف أنه مع تصاعد وتيرة الأزمة الأمنية في ليبيا،  أصبح من الضروري على الجزائر في مقاربتيها الدبلوماسية والأمنية أن تتدارك ما فوّتته على نفسها قرابة 10 أشهر، مشيرا إلى أن  الملف الليبي عرف واقعا أمنيا جديدا يفرض على بلادنا تضافر الجهود الاستخباراتية و الدبلوماسية،  ويرى أنه يجب أن تكون للجزائر مبادرات استباقية للأوضاع المحيطة بها وتعزيز أدوات اليقظة الاستراتيجية.
النصر : ماذا تقولون،  فيما يخص تفعيل الدبلوماسية الجزائرية في  هذه المرحلة، في ظل التطوّرات الحاصلة في المنطقة ؟
نسيم بلهول :  مع تصاعد وتيرة الأزمة  الأمنية في ليبيا،  أصبح من الضروري على الجزائر في مقاربتيها الدبلوماسية والأمنية أن تتدارك ما فوتته على نفسها قرابة 10 أشهر، حيث كان تركيز المقدرات الجزائرية ينصب على إدارة الأوضاع الداخلية للبلاد وهو ما سمح لبعض الفواعل الإقليمية والدولية أن تستغل مثل هكذا أوضاع من أجل التدخل واستغلال تراجع الدور الجزائري خاصة في كل من ملفي مالي وليبيا ، الملف الليبي الذي عرف واقعا أمنيا جديدا يفرض على الجزائر تضافر الجهود الاستخباراتية و الدبلوماسية، كون الأمر يتعلق هنا  بنمط جديد من الحروب بالوكالة .
النصر : ما هي أولويات الدبلوماسية الجزائرية في الوقت الحالي، خصوصا مع تصاعد التوترات بالقرب من الحدود  ؟
نسيم بلهول :  الأولوية الآن، هي تفرغ المؤسسة العسكرية للمجهود العسكري والأمني بعد مرافقتها الناجعة للأوضاع الداخلية ، ثانيا إعادة التفكير في بناء حدود أمنية جزائرية تتجاوز المفهوم الجغرافي للحدود ، يعني يجب أن تكون للجزائر مبادرات استباقية للأوضاع المحيطة بالجزائر ، بالإضافة الى تعزيز أدوات اليقظة الاستراتيجية ،حيث يمتد الأمن القومي الجزائري إلى النقاط الهشة لدول الجوار، ورابعا ، على الأدوات الدبلوماسية أن تخرج من أطرها الخطابية إلى التفكير في اختراق وبناء ثقل حقيقي داخل المؤسسات الإقليمية والدولية خاصة المنظمات المختصة في إدارة السلم والأمن الإقليمي والدولي ، خامسا الحفاظ على مسافة الأمن بين الجزائر وبعض الفواعل الدولية، على أن تحدد الجزائر من هنا فصاعدا مكانتها في التوازن الاستراتيجي الإقليمي ، ومن جانب آخر ، على الجزائر أن تحرر الفكر الاستراتيجي إلى مستوى تستفيد من خلاله من التجربة الأكاديمية والعلمية والتي من شأنها أن تؤسس للعديد من المشاريع والطروحات الاستشرافية لمستقبل الجزائر الجيو سياسي .
النصر : كيف تنظرون إلى التحديات  الأمنية التي تواجهها الجزائر على الحدود ؟
نسيم بلهول :  أولا ، لابد من مراقبة صارمة لحركة الدخول والخروج من الحدود الجزائرية ، ثانيا يجب تأمين مسارات مرحلية من أجل بناء ثقة في المقاربة الجزائرية خارج الحدود الجزائرية ، فالجزائر قدمت الكثير لدول الجوار، لكنها لم تحظ بدعم فعلي لمقاربتيها الأمنية والدبلوماسية،  كما أن رأس مال الأمن القومي الجزائري يكمن في آخر مواطن مقيم على الحدود الجزائرية وبالتالي بعث تنمية جادة في المناطق الحدودية من شأنه أن يحول تلك المناطق إلى دروع بشرية تؤمن وتحمي الدولة ، من اختراق التنظيمات الإرهابية على غرار تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الذي عرف البعض من مقاتليه عودة إلى بلدانهم في شمال إفريقيا، حيث يتموضعون حاليا في ليبيا .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى