الإعدام لقاتل مهندس معماري داخل مكتبه بعنابة
سلطت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، عقوبة الإعدام في حق قاتل المهندس المعماري (ب. إلياس 31 سنة)، ذبحا داخل مكتبه بمركز الأعمال « الغزالة» وسط مدينة عنابة، بسبب خلاف بينهما، اندلعت بعده مناوشات كلامية تطورت إلى مشادات، أخرج المتهم على إثرها سكينا و قام بطعنه على مستوي الرقبة، في قضية التمس فيها ممثل الحق العام عقوبة الإعدام في حق الجاني، عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الترصد.
هذا و تم تأجيل المحاكمة عدة مرات، بسبب رفض الجاني المحاكمة و دخوله في حالة هستيرية إلى قاعة الجلسات أين قام بتصرفات غير لائقة، مما جعل هيأة المحكمة تؤجل الجلسة في مناسبتين.
وقائع القضية تعود لتاريخ 14 جويلية 2016، عندما تلقت قاعة العمليات التابعة للأمن الوطني في حدود الساعة الخامسة مساء، بلاغا عن وقوع جريمة قتل بمركز الأعمال «الغزالة»، حيث كشف مواطنون الجريمة بعد خروج الجاني للصراخ من على شرفة مكتب المهندس المعماري و ثيابه ملطخة بالدماء و هو في حالة هستيرية يقول «أني قتلتو» و مع وصول عناصر الشرطة، تمكنت من توقيف الجاني، فيما وجدت الضحية يسبح وسط بركة من الدماء و قد لفظ أنفاسه الأخيرة بسبب الإصابات البليغة على مستوى الرقبة، لينقل إلى مصلحة حفظ الجثث، فيما تم اقتياد الجاني (ف.د28 سنة) و هو في حالة هستيرية، للتحقيق في ملابسات ارتكابه جريمة القتل.
و صرح الطرف المدني ممثلا في والد الضحية، أن الجاني كان يعمل في إطار عقود ما قبل التشغيل و في نفس الوقت يتابع دراسته العليا و يحضّر لرسالة الدكتوراه، مضيفا أنه كان يحظى بمعاملة جيدة من طرف ابنه الضحية، الذي يقدم له جميع التسهيلات في استكمال إنجاز رسالة الدكتوراة، كما كان يأخذ مقابلا ماديا زيادة على الأجرة التي منحته الدولة.
و ذكر أن ابنه لم يحدثهم عن وجود أي خلاف مع الجاني، إلى غاية نزول خبر مقتله بمكتبه كالصاعقة عليهم، ليسارعوا إلى موقع الجريمة، فوجدوه قد لفظ أنفاسه متأثرا بالإصابات البليغة التي تعرض لها.
الجاني خلال جلسة المحاكمة، بدا مضطربا و متناقضا في كلامه حول الدوافع التي جعلته يقتل الضحية بطريقة بشعة، مصرحا أنه كان يوم الوقائع في حالة نفسية جد مزرية و دخل في ملاسنات كلامية مع الضحية حول العمل، مشيرا إلى ضغوط كان يتعرض لها من جميع الجوانب في العمل و الدراسة و كذا محيط عائلته، ما أوصله حسب قوله إلى حالة يأس و قام بحمل سكين متوجها إلى مكتب الضحية قبل خروجه و مع تطور الحديث إلى مناوشات، قام بقتله باستخدام الخنجر، مشيرا أنه لم تكن له نية القتل، حيث كان يحاول إخافته لتسوية أمر عالق بينهما و أمام تعنت الضحية حسبه، قام بقتله، دون أن يفصح عن السبب المباشر للقيام بذلك.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى