* أدين للنادي بأربعة ملايير ولا أستطيع تقديم المزيد
دقّ رئيس ترجي قالمة رياض شرقي ناقوس الخطر، وأكد بأن الوضعية المالية للفريق تجاوزت الخطوط الحمراء، الأمر الذي من شأنه ـ كما قال ـ « أن ينعكس بالسلب على عطاء التشكيلة في النصف الثاني من الموسم الجاري، وقد يكون سببا رئيسيا في تبخر حلم الصعود إلى وطني الهواة، وبالتالي السقوط إلى الجهوي».
شرقي، وفي حوار خص به النصر، أوضح بأنه تحمّل على عاتقه إجمالي مصاريف تسيير النادي منذ بداية الموسم، قبل أن يرمي بالكرة في مرمى السلطات المحلية، وألح على ضرورة استغلال هذه الفرصة لتحقيق الصعود، مع المراهنة على الكأس لنفض الغبار عن جزء من أمجاد «السرب الأسود».
r في البداية، ما هي طموحاتكم في منافسة الكأس بعد تأهل الترجي إلى ثمن النهائي؟
النجاح في التأهل إلى ثمن النهائي، جاء ليؤكد على أننا نمتلك فريقا قادرا على تحقيق الأهداف، التي سطرناها قبل انطلاق الموسم، رغم أن المشوار في البطولة كان متذبذبا بسبب إشكالية اللااستقرار في الطاقم الفني، وما كان لها من تأثير سلبي على النتائج، كما أن مغامرة الكأس أعادت للترجي قاعدته الجماهيرية، التي افتقدها لسنوات طويلة، بدليل أن الملعب كان مكتظا عن آخره في المقابلتين أمام اتحاد الحراش ومولودية باتنة، وهذا أهم مكسب في هذه المرحلة، والتواجد في ثمن النهائي جاء بعد غياب دام 14 سنة، رغم أننا نبقى أصغر فريق في هذا الدور، لكننا نتمسك بحظوظنا في مواصلة المغامرة، خاصة إذا كان الحظ إلى جانبنا مرة أخرى، بالاستفادة من فرصة اللعب داخل الديار، لأنه ومهما كان حجم المنافس فإننا قادرون على اقتطاع تأشيرة التأهل إلى ربع النهائي، وكل الأنصار يمنون النفس باستضافة فريق من الرابطة الأولى، من أجل استعادة ذكريات غابت عن الترجي لمدة 28 سنة، وذلك منذ سقوط الفريق من الوطني الأول.
r نفهم من كلامكم بأن الأمور تحسّنت داخل الفريق بفضل مغامرة الكأس؟
التفاؤل الذي نبديه يبقى ضرورة حتمية، لأن منافسة الكأس لها نكهة مميزة، خاصة من حيث المتابعة الجماهيرية، لكن الواقع الميداني مخالف تماما لهذه الطموحات، بدليل أن اللاعبين كانوا منتصف الأسبوع الفارط قد قاطعوا التدريبات، بسبب قضية مستحقاتهم العالقة، وقد وجدنا أنفسنا مضطرين لمنحهم شطرا من مكافأة التأهل على حساب مولودية باتنة لاحتواء الأزمة، مع تقديم وعود بتسوية نسبة من علاوات الإمضاء في القريب العاجل، ولو أن تجسيد هذه الوعود أمر صعب للغاية، لأن الوضعية المالية للنادي تجاوزت الخطوط الحمراء، مما يضع مصير الفريق على كف عفريت.
r لكن النظام الجديد للمنافسة، جعلكم تضعون الصعود إلى وطني الهواة كهدف رئيسي،، أليس كذلك؟
تاريخ ترجي قالمة لا يسمح بتفويت الفرصة المتاحة هذا الموسم، مادام الصعود إلى وطني الهواة سيكون بحصة 8 فرق من كل فوج لقسم ما بين الرابطات، وقد نصّبنا التتويج بلقب المجموعة الشرقية على رأس أهدافنا، إلا أن المرور إلى مرحلة التجسيد جعلنا نصطدم بمشكل التمويل، الذي قد يحول دون النجاح في تحقيق هذا الهدف، سيما بعد طفو إشكالية مستحقات اللاعبين، والأزمة الراهنة جاءت في وقت جد حساس، لأن استئناف البطولة مقرر في نهاية هذا الأسبوع، وتحضيرات الفريق عرفت تذبذبا كبيرا، إلى درجة أنني وبصفتي المسؤول الأول على النادي، أصبحت أخشى كثيرا من الفشل في تجسيد الصعود، وعليه فإن السقوط إلى الجهوي سيكون بمثابة «جريمة» في حق مدرسة كروية عريقة بحجم الترجي، ولو أنني أرفض أن تقترف هذه الجريمة في عهدتي.
r هل من توضيحات أكثـر بخصوص الجانب المادي؟
الجميع يعلم بأن تواجدي على رأس النادي، كان من أجل إنقاذ الترجي من الانسحاب النهائي، في ظل العزوف الجماعي عن حمل مشعل التسيير، وقد اصطدمت بمشكل عويص يتمثل في تواجد الحساب البنكي تحت رحمة التجميد، تنفيذا لأحكام قضائية صدرت لفائدة الكثير من الدائنين السابقين، إلى درجة أن حصة الأسد من الإعانات التي تم رصدها من مختلف الهيئات العمومية، تم اقتطاعها على مستوى الخزينة لتسديد الديون، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مؤشر ديوني الشخصية، والتي أصبحت تلامس 4 ملايير سنتيم، كما أنني وجدت نفسي مجبرا على حمل إجمالي مصاريف التسيير، والترجي ليس ملكية شخصية لي، والوضعية الحالية دفعتني إلى دق ناقوس الخطر، والرمي بالكرة في مرمى السلطات المحلية، بحثا عن الدعم الكافي، خاصة وأن المستثمرين أداروا بظهرهم للفريق، بعدما كانوا في سنوات سابقة، يشاركون في عملية «التيليطون» التي نظمها ولاّة سابقون.
r في ظل هذه الأزمة، ماذا عن جديد الفريق في «الميركاتو» الشتوي؟
تعداد الترجي تقلص إلى 16 لاعبا، بعد إقدامنا عن الاستغناء عن خدمات 6 عناصر، مع انسحاب 3 لاعبين آخرين لأسباب مختلفة، في الوقت الذي استقدمنا فيه المهاجم قرمان من أولمبي بومهرة، وهو أحد أبناء الفريق، وقد سجل هدف التأهل أمام مولودية باتنة، لأننا لا نتوفر على الأموال التي تسمح بجلب لاعبين بإمكانهم تقديم الإضافة المرجوة، رغم حضور 5 عناصر جديدة للتدريبات، لكن الطاقم الفني لم يقتنع بمؤهلاتهم، فقرر صرف النظر عنها، وبالتالي فقد تمت ترقية ثلاثي من الأواسط.
حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى