تسريع وتيرة المشاورات السياسية
استقبل رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس بمقر رئاسة الجمهورية رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، وكذلك الرئيس السابق للجنة الوطنية للوساطة والحوار كريم يونس، في إطار المشاورات التي يجريها مع الشخصيات الوطنية ومسؤولي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، حول الوضع العام في البلاد، وتعديل الدستور والاستجابة للمطالب الشعبية و آفاق مستقبل البلاد.
يواصل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عقد سلسلة المشاورات السياسية مع الشخصيات الوطنية و الفاعلين السياسيين والمجتمعيين حول الوضع العام في البلاد وآفاق بناء جمهورية جديدة، وقد استقبل أمس رئيس حزب «جيل جديد» سفيان جيلالي.
 وحسب بيان لرئاسة الجمهورية فإن هذا الأخير عرض  «آراء وتصورات حزبه وقدم اقتراحات لتعزيز التشاور والحوار اللذين باشرهما السيد الرئيس تنفيذا لالتزاماته الانتخابية التي أكدها مباشرة بعد أداء اليمين الدستورية رئيسا للجمهورية». ويعتبر سفيان جيلالي أول شخصية على رأس حزب يصنف من المعارضة تستقبل من طرف رئيس الجمهورية، في إطارات المشاورات السياسية الجارية، ما يؤشر على أن الطبقة السياسية برمتها وبمختلف توجهاتها ومشاربها مستعدة للحوار والمشاورات التي تخدم مصلحة ومستقبل البلاد.
كما استقبل رئيس الجمهورية الرئيس السابق للجنة الوطنية للوساطة والحوار كريم يونس،  وحسب بيان صدر عن رئاسة الجمهورية عقب اللقاء، فقد تبادل رئيس الجمهورية مع السيد كريم يونس وجهات النظر حول الوضع العام في البلاد التي دخلت مرحلة التغيير من خلال المشاورات الجارية حول مراجعة الدستور، حتى يتكيف مع متطلبات الشعب ويؤسس لفصل حقيقي بين السلطات ويسمح بعمل متناغم للمؤسسات ضمن رؤية ديموقراطية شاملة لإصلاح الدولة بكل فروعها ومؤسساتها.
ومن جهته أكد كريم يونس أن الإجراء المتمثل في التشاور والاستماع والجمع بين مختلف الفاعلين في الحياة المدنية، قبل تقديم المقترحات والملاحظات لفريق الخبراء المكلف بالصياغة النهائية لوثيقة الدستور، إجراء عادل وحكيم يفتح به رئيس الجمهورية حقل التجديد بالجمع بين خبرة المجتمع المدني وخبرة الطبقة السياسية، كما أبدى رأيه في كيفية تعزيز هذه الجهود لبناء المستقبل في ظل جمهورية جديدة.
و من المنتظر أن يستقبل رئيس الجمهورية في قادم الأيام رؤساء أحزاب آخرين وشخصيات وطنية من مختلف التوجهات دون إقصاء، وهو الالتزام الذي قطعه على نفسه عبد المجيد تبون خلال مرحلة الحملة الانتخابية عندما كان مرشحا لرئاسة الجمهورية وبعدها.
وعلى الرغم من كون أكثرية الطبقة السياسية قد رحبت بالدعوة التي أعلن عنها تبون لإجراء مشاورات سياسية حول مستقبل البلاد بكل ما فيه من ورشات ومشاريع كبيرة فإن تنقل رئيس  حزب معارض أمس إلى رئاسة الجمهورية من شأنه أن يفتح الباب واسعا لبقية الأحزاب المحسوبة على  المعارضة ويدعوها إلى التخلي عن نوع من التردد الذي لا يزال يراود البعض منها، و إتباع بالتالي نفس الخطوة في الأيام القادمة.
وقد تأكدت الطبقة السياسية و فعاليات المجتمع المدني واقتنعت بجدية المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية أكثر فأكثر، بعد استقبال الرئيس تبون، أول أمس رئيس الحكومة الأسبق المجاهد مولود حمروش، وتنقله في ذات اليوم إلى مقر إقامة الوزير الأسبق  والمجاهد، أحمد طالب الإبراهيمي، لذات الغرض في خطوة لها أكثر من دلالة، وهما شخصيتان لهما من الوزن والخبرة والتجربة ما يؤهلانهما لتمييز الأشياء  وقراءة معطيات المراحل قراءة جيدة وفي الاتجاه الصحيح. وحسب بعض الأصداء و الآراء فإن استجابة حمروش وأحمد طالب الإبراهيمي للقاء رئيس الجمهورية لها أكثر من معنى ودلالة في الظرف الحالي الذي تمر به البلاد، وهو ما يعني أن الجدية والتحلي بالروح الايجابية مطلوبة اليوم من قبل الجميع من أجل خلق توافق وطني حقيقي  وتمتين الجبهة الداخلية أكثر في المستقل لمجابهة كل التحديات المطروحة، والوصول بالتالي إلى التوافق حول منظومة حكم متناسقة تؤدي في نهاية المطاف إلى بناء الجمهورية الجديدة التي يرافع من أجلها الرئيس تبون منذ شهور.
وواضح اليوم أن الحوار أو المشاورات السياسية التي انطلقت قد أخذت وتيرة متسارعة و هي تحظى بالجدية المطلوبة، ما يعطي ثقة أكثر في قادم الأيام لكافة الشركاء السياسيين والشخصيات الوطنية والمجتمع المدني لدعمها والمشاركة فيها بتقديم المقترحات والآراء التي يرونها مناسبة سواء بخصوص تعديل الدستور أو في ما يخص تسيير شؤون المجتمع وأولويات المرحلة.
 إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى