* تجنبنا العودة إلى مأساة التسعينيات كما خططت قوى الشر والدمار
أكد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء بالعاصمة، على ضرورة تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي
في ظل التحديات الأمنية المستجدة في دول الجوار، وقال إنه سيعمل على تعزيز تشكيلات الحماية، بعتاد وتجهيزات متطوّرة، خاصة في مجالات الاستطلاع والحرب الإلكترونية، و أنه سيولي أهمية بالغة لترقية الصناعات العسكرية، كما وجه التحية، إلى قيادة وأفراد الجيش الوطني الشعبي الباسل، مخاطبا إياهم بالقول «لقد أنقذتم الوطن من ويلات سقوط الدولة الوطنية، والعودة إلى مأساة التسعينيات، كما خططت لها قوى الشر والدمار».
وشدد الرئيس تبون، في كلمة له بمناسبة زيارته إلى مقر وزارة الدفاع الوطني، على ضرورة تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي، بالنظر لشساعة بلادنا في ظل التحديات الأمنية المستجدة بدول الجوار، والتي تستدعي تعزيز القدرات الدفاعية كلما زاد تدفق السلاح في مناطق التوتر المحيطة بحدودنا.
وقال رئيس الجمهورية، في الكلمة التي ألقاها بحضور رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة اللواء سعيد شنقريحة وإطارات سامية من وزارة الدفاع الوطني و تابعها أفراد الجيش الوطني الشعبي، عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، "سنواصل تنفيذ برامج تطوير القوات، بما تتطلبه من رفع في مستوى القدرات القتالية بشتى أنواعها المسلحة مع مختلف الشركاء، علاوة على مواصلة جهود الحفاظ على جاهزية العتاد العسكري وتجديده وتحديثه وعصرنته".
وأكد أن تطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي "يضمن من جانب آخر، تأمين مناطق المنشآت الصناعية والاقتصادية و الطاقوية الحيوية، لا سيما في الجنوب الكبير".
وأضاف الرئيس تبون، أنه سيعمل على "تعزيز تشكيلات الحماية وتأمين كافة الحدود الوطنية مع الدول السبع المجاورة، بعتاد وتجهيزات متطورة، خاصة في مجالات الاستطلاع والحرب الإلكترونية بما يضمن الكشف المبكر عن أي تهديد مهما كان نوعه ومصدره".
وأوضح أنه سيولي أهمية بالغة لترقية الصناعات العسكرية، بما يزيد من كثافة النسيج الصناعي الوطني وتلبية احتياجات مختلف مكونات القوات المسلحة واحتياجات السوق الوطنية والمساهمة في تطوير الاقتصاد وتوفير مناصب الشغل، وذلك من خلال عقود شراكة صناعية جادة، بين القطاعين المدني والعسكري، بإشراك الجامعات ومراكز البحث والتطوير.
واعتبر رئيس الجمهورية، أن كل هذا لن يتأتى إلا بتكوين المورد البشري العسكري، متعهدا بمواصلة تحسين مناهج التكوين وتكييف البرامج التعليمية في مختلف مدارس الجيش الوطني الشعبي، باعتماد أساليب بيداغوجية علمية حديثة، تواكب التطورات التكنولوجية الحاصلة في جيوش العالم.
وأبرز السيد تبون في هذا الإطار، أن برامج التطوير والتحديث وتعزيز القدرات القتالية، لا يمكن معرفة مستواها، إلا من خلال التمارين الميدانية، معلنا عن عزمه "القيام بتنشيط التعاون العسكري مع مختلف شركائنا الأجانب".
كما اعتبر أنه من الأهمية القصوى مواصلة التحسيس والتكوين المعنوي الموجه للأفراد، من أجل تقوية الروح الوطنية فيهم والاعتزاز بقيم ومبادئ نوفمبر والوفاء لرسالة الشهداء الأبرار، وصون وديعتهم المتمثلة في الاستقلال والسيادة الوطنية والوحدة الترابية والشعبية للجزائر، وحمايتهم من مختلف الآفات وتأثيراتها السلبية.
من جهة أخرى، التزم رئيس الجمهورية بالتكفل بمطالب فئة متقاعدي الجيش الوطني الشعبي وجرحى ومعطوبي المأساة الوطنية لطي هذا الملف نهائيا.
وفي معرض حديثه، توجه القائد الأعلى للقوات المسلحة بتحية خالصة إلى قيادة وأفراد الجيش الوطني الشعبي الباسل، سليل جيش التحرير الوطني، من جنود وصف ضباط وضباط، مخاطبا إياهم بالقول "لقد أنقذتم الوطن من ويلات سقوط الدولة الوطنية، والعودة إلى مأساة التسعينيات، كما خططت لها قوى الشر والدمار".

واستطرد رئيس الجمهورية بالقول "لقد حميتم الشعب الجزائري في مسيراته الحضارية، الحضارية الباهرة، في حراك مبارك، أسقط العصابة التي أوصلت البلاد إلى الرذالة والرداءة، و سلب إرادة الشعب وخيراته التي أنعم الله عليه بها".
ونوه السيد تبون بـ "التلاحم والتناغم التامين مع الشعب"، وهو الأمر الذي -كما قال- "أوصل الوطن المفدى إلى بر الأمان، بانتخابات حرة ونزيهة تحت الشعار الشعبي (جيش، شعب..خاوة، خاوة)".
وتوجه الرئيس تبون بالشكر لأفراد الجيش الوطني الشعبي على هذا "الإنجاز الوطني الدستوري الديمقراطي النوفمبري"، مؤكدا أنهم "حماة الحمى".
كما تقدم السيد تبون بتحية خالصة، إلى الجنود وصف الضباط و الضباط المرابطين في الحدود، "متحملين كل الصعوبات التي لا يتحملها إلا الرجال الأشاوس، صونا لحرمة هذا الوطن المفدى، وحماية لوحدته الترابية، كما أراده شهداؤنا الأبرار، طيب الله ثراهم والمجاهدين الأحرار، أطال الله في عمرهم".
وكان رئيس الجمهورية، قد قام صبيحة أمس، بزيارة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني بالجزائر العاصمة، وحظي في مستهل زيارته، باستقبال رسمي من طرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، اللواء سعيد شنقريحة.
وإثر الاستماع للنشيد الوطني، قدمت لرئيس الجمهورية تشريفات عسكرية، ليصافح بعدها قادة القوات ورؤساء دوائر الجيش الوطني الشعبي وقائد الناحية العسكرية الأولى، اللواء علي سيدان.
وبعد استراحة قصيرة، ترأس رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، اجتماع عمل، استمع في بدايته إلى كلمة ترحيبية ألقاها رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي اللواء سعيد شنقريحة، وبعدها، تابع رئيس الجمهورية عروضا قدمها تباعا كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، اللواء عبد الحميد غريس، ورئيس دائرة الاستعمال والتحضير، اللواء محمد بشار.
وعقب ذلك، ألقى السيد تبون كلمة، تابعها إطارات وأفراد الجيش الوطني الشعبي عبر تقنية التحاضر المرئي عن بعد، في كل من قيادات قوات النواحي العسكرية الست والقطاعات العملياتية والوحدات الكبرى.
وفي ختام زيارته لمقر وزارة الدفاع الوطني، وقع رئيس الجمهورية على السجل الذهبي للوزارة، قبل أن يتم توديعه بنفس التشريفات التي استقبل بها.
ق و/وأج

الرجوع إلى الأعلى