الفاف تحصل على 3 مناصب في لجان الكاف الدائمة
تلقت الفاف مساء أول أمس، مراسلة رسمية من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تؤكد فيها منح الجزائر ثلاثة مناصب إضافية في اللجان الدائمة للكاف، مع طلب إرسال الأسماء المقترحة من طرف رئيس الفاف خير الدين زطشي لاعتمادها بصفة رسمية، والسماح لها بمزاولة نشاطها على الصعيد القاري.
هذا ما كشف عنه للنصر، مصدر من داخل المكتب الفيدرالي، والذي أوضح في معرض حديثه، بأن مراسلة الكاف جاءت كرد فعل من رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد، على الموقف الذي اتخذته الاتحادية الجزائرية، عقب كشف المكتب التنفيذي للكاف عن قرار إقامة احتفالية الذكرى 63 لتأسيس الهيئة الكروية القارية بمدينة العيون الصحراوية، تزامنا مع تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة بهذه المدينة، لأن موقف الإتحاد الجزائري، كان واضحا وشديد اللهجة، وكان في شكل تنديد بالقرار الذي كان يحمل في طياته الكثير من الحسابات السياسية، بعيدا عن المعطيات الرياضية، إلى درجة أن الكاف اضطرت إلى تدارك الوضع، والتراجع عن قرارها، بنقل «احتفالية» التأسيس إلى مدينة سيلا المغربية.
موقف الفاف إزاء هذه القضية، وإن كان قد ساير موقف الجزائر الرسمي تجاه قضية الصحراء الغربية، فإنه زعزع «اللوبي» الذي يحكم قبضته على تسيير شؤون المنظومة الكروية في القارة السمراء، منذ تولي الملغاشي أحمد أحمد رئاسة الكاف في مارس 2017، لأن الحديث في بيان رسمي عن وجود مخططات سياسية للتدخل في الرياضة، أجبر أصحاب النفوذ من الطرف المغربي، في صورة الأمين العام للكاف معاذ حجي ومواطنه فوزي لقجع، على تليين الموقف، والرضوخ للانتقادات التي وجهها الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وذلك بتحويل الاحتفالات إلى مدينة سلا المغربية، بدلا من العيون الصحراوية المحتلة، في الوقت الذي سارع فيه رئيس الاتحاد الإفريقي إلى التراجع والاعتراف، ولو بطريقة غير مباشرة، بشرعية التحفظ المقدم، سيما وان زطشي كان قد أعلن في البيان الرسمي، الذي نشره عن مقاطعة الاحتفالية في حال التمسك بقرار إقامتها في مدينة العيون.
رئيس الكاف اعتذر ضمنيا لممثل الفاف في قرعة المونديال
وحسب نفس المصدر، فإن رئيس الكاف أحمد أحمد، كان قد استغل فرصة تواجد عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول بالعاصمة المصرية القاهرة خلال الأسبوع الفارط، على هامش مراسيم قرعة الدور الثاني للتصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، وعقد معه جلسة عمل دامت قرابة ساعة من الزمن، بحضور الرجل الثاني في الاتحاد الإفريقي، كونستون عوماري سيليماني، من جمهورية الكونغو الديمقراطية، والذي يشغل في نفس الوقت رئيس نادي مازيمبي، وهي الجلسة التي حاول فيها رئيس الكاف تلميع صورة هيئته تجاه الجزائر، واعتبر قرار برمجة احتفالية الذكرى 63 لتأسيس الإتحاد القاري بمدينة العيون مجرد «هفوة»، دون وجود نية في «الاستفزاز» ، وقد كشف في تلك الجلسة عن نيته الجادة في تغيير مكان الاحتفالات، وهو الطرح الذي جسده ميدانيا بإعلان الكاف عن قرراها القاضي باختيار مدينة سيلا المغربية، كبديل للعاصمة الصحراوية العيون لاستضافة هذه الاحتفالية، الأمر الذي يضمن مشاركة الجزائر، وعدولها عن المقاطعة.
أحمد أحمد يريد فتح صفحة جديدة مع الجزائر
أوضح مصدر النصر بأن أحمد أحمد، أعرب عن نواياه الجادة في توطيد علاقته مع الفاف، وسارع إلى تأكيد ذلك بالإعلان عن منح الجزائر 3 مناصب إضافية في اللجان الدائمة للكاف، وقد طلب حينها من بهلول إشعار زطشي بالقرار، قبل أن يوجه مراسلة رسمية مساء أول أمس، يطلب فيها اختيار الأعضاء القادرين على تسجيل تواجدهم في مختلف لجان الاتحاد الإفريقي، في إجراء من شأنه أن يرفع من «كوطة» التمثيل الجزائري في «الكاف»، سيما وأن أحمد أحمد كان في سبتمبر 2017، قد عمد إلى تقليص عدد الجزائريين في اللجان الدائمة إلى 4 أعضاء، بعدما كان الحضور بسبعة ممثلين في ختام عهدة العجوز الكاميروني عيسى حياتو.
وكان زطشي قد نال صفة العضوية في اللجنة المكلفة بتنظيم دورات «الشان»، بينما شغل الرئيس السابق للرابطة المحترفة محفوظ قرباج منصب عضو في اللجنة المكلفة بتنظيم المنافسات الخاصة بالأندية وكذا دراسة النصوص القانونية، ونظام توزيع الإجازات لعهدتين متتاليتين، في الوقت الذي سجل فيه توفيق قريشي، تواجده عبر اللجنة التقنية المكلفة بمتابعة تطوير كرة القدم في القارة السمراء، إضافة إلى الدكتور ياسين زرقيني، الذي يشغل حاليا نائب رئيس اللجنة الطبية، وهو الرباعي الذي تنتهي عهدته شهر فيفري الداخل.
مراسلة رئيس الكاف، جاءت بعد ساعات قليلة فقط من تعيين الجزائرية راضية فرتول في منصب مكونة إفريقية تنشط على مستوى المنطقة الأولى من القارة، في قرار يجسد سعي رئيس الإتحاد الإفريقي أحمد أحمد، لكسب ثقة الجزائريين في هذه المرحلة.
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى