أعلنت الجزائر رفضها المطلق لما يُعرف بـ"صفقة القرن"، التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء، واعتبرت أن الحق الفلسطيني «لا يسقط بالتقادم وغير قابل للتصرف». وجددت الجزائر دعمها القوي والدائم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابل للتصرف أو في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيدة عاصمتها القدس الشرقية.
جاء موقف الجزائر حازما ورافضا لصفقة القرن التي أعلن الرئيس الامريكي، والتي تهدف إلى تقطيع أوصال الدولة الفلسطينية وتكريس هيمنة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ففي الوقت الذي جاءت ردود عديد الدولة العربية مترددة و حتى داعمة لخطة ترامب، ردت الجزائر، ومعها تونس بالرفض للصفقة التي كشف عنها الرئيس الأمريكي الثلاثاء الماضي.
وأكد بيان لوزارة الخارجية أنه «على إثر الإعلان عن ما يسمى بصفقة القرن، تجدد الجزائر دعمها القوي والدائم للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابل للتصرف أو السقوط بالتقادم في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وسيدة عاصمتها القدس الشرقية».
وأوضح البيان أنه «لا سبيل للحل من دون إشراك الفلسطينيين، ناهيك إذا كان هذا الحل موجهاً ضدهم»، وجددت تمسكها بمبادرة السلام العربية المعتمدة خلال القمة العربية ببيروت والمبنية على «مبدأ الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة -كل الأراضي العربية -مقابل السلام في إطار الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لاسيما القرارين رقم 242 و338». ودعت الجزائر القوى الفلسطينية إلى «التحلي بروح المسؤولية وإلى ضرورة رص الصف الفلسطيني وتوحيد كلمته، وإلى أهمية تنسيق العمل العربي والدولي المشترك من أجل تجاوز الانسداد القائم».
بالمقابل تباينت مواقف دول مجلس التعاون الخليجي الست من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة الإملاءات لتصفية القضية الفلسطينية، وحضر سفراء دول الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وسلطنة عُمان مراسم إعلان «صفقة القرن» في البيت الأبيض، حيث تقدّم ترامب بالشكر للدول الثلاث وسفرائها على «مساعدتهم الكبيرة» في هذه الخطة. وأعلنت الإمارات دعمها بشكل صريح لـ"صفقة القرن"عبر حضور سفيرها يوسف العتيبة مراسم إعلان الخطة في البيت الأبيض، ومن ثم إصدار سفارتها في واشنطن بياناً على موقعها الرسمي قالت فيه إنّ «الخطة المعلنة اليوم بمثابة نقطة انطلاق مهمة للعودة إلى المفاوضات ضمن إطار دولي تقوده الولايات المتحدة».
بدورها، أصدرت الخارجية السعودية بياناً أكدت فيه أنها اطلعت على إعلان الإدارة الأميركية، وأنها «تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية». كذلك أعلنت «تقديرها للجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطوير خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، وهو بمثابة إعلان موافقة ضمنية على خطة السلام الأميركية. ولم يتطرق بيان الخارجية السعودية إلى قيام دولة فلسطينية ضمن حدود عام 1967، واكتفى بالدعوة إلى مفاوضات بين الطرفين.
كما أعلنت القاهرة تقديرها لما وصفته بـ»الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُساهم في دعم الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي». وأضافت أنها ترى «أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأميركية من منطلق أهمية التوصل لتسوية القضية الفلسطينية.
اما شعبيا فقد استهجن الجزائريون خطة الرئيس الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بـ"صفقة القرن"، مستخدمين وسم «لتسقط صفقة القرن» على «فيسبوك».  كما نُظمت مساء الخميس، وقفة شعبية مساندة للشعب الفلسطيني ومناهضة لـ"صفقة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية. ونظمت حركة «مجتمع السلم»، وهيئات مدنية ونواب في البرلمان وناشطون سياسيون وقفة مركزية لإعلان موقف شعبي وسياسي ضد «صفقة القرن» التي اقترحها الرئيس الأميركي. ورُفعت خلال الوقفة الأعلام الفلسطينية والوطنية ولافتات تدافع عن الحق الفلسطيني وتعترض على هذه الخطوة الأميركية.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى