المؤبد لقاتل جاره في جلسة خمر ببرحال
قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة المؤبد لقاتل جاره في جلسة خمر بسوق الخضر و الفواكه، وسط بلدية برحال، ليلة الاحتفال برأس السنة الميلادية، راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 19 سنة، وجه له المتهم طعنة على مستوى الفخذ، بعدما ألح عليه المتوفى للعودة لاحتساء المشروبات الكحولية، فيما فضل هو العودة إلى عمله باعتباره حارسا للسوق.
كما عاقبت المحكمة، باقي المتهمين، بأحكام تراوحت ما بين عامين و عام سجنا نافذا، فيما التمست النيابة العامة في حق المتهم الرئيسي، حكم الإعدام عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و 5 سنوات لمرافقيهم الأربعة، عن جنحة عدم التبليغ و3 سنوات لشقيق الجاني، عن جنحة طمس آثار الجريمة.
و تعود وقائع القضية، إلى تاريخ 1 جانفي 2019 في حدود الساعة الرابعة و النصف صباحا، عندما تلقت المناوبة المحلية لأمن دائرة برحال، مكالمة هاتفية من المؤسسة العمومية للصحية الجوارية، مفادها أن مصالحها استقبلت على مستوى مصلحة الاستعجالات، شخصا مصابا بجروح خطيرة، على الفور تنقلت عناصر الشرطة إلى عين المكان، فتبين بأن الأمر يتعلق بالضحية (خ.أ)، الذي كان مصابا بطعنة على مستوى الفخذ الأيمن، كما وجدوا بعين المكان أشخاصا قاموا بنقله إلى مصلحة الاستعجالات و يتعلق الأمر بكل من (ح.ب) و (س.ش) و (ف.ب)، الذين صرحوا لعناصر الشرطة، بأنهم وجدوا الضحية مرميا على الأرض، فقاموا بنقله على متن مركبة من نوع نيسان مغطاة، يقودها المسمى (ق.ش) و بعد معاينة الضحية من قبل الطبيب المناوب، اتضح بأنه فارق الحياة، نتيجة للنزيف الحاد الذي تعرض له، ليتم بعد ذلك اقتياد سالف الذكر إلى مقر أمن دائرة برحال، كما تم تطويق مسرح الجريمة و معاينته بحضور عناصر من فرق التحقيق الشخصية لأمن دائرة برحال، أين تمت معاينة قطرات دم متفاوتة الأحجام و المسافات بالاتجاه المعاكس لمسرح الجريمة و إثر تتبعها من قبل عناصر الشرطة، تبين بأنها تمتد إلى غاية مقر إقامة المسمى (ف.ب)، أين عثروا على شقيقة (ف.ع) و هو بصدد إزالة أثار الدم بالقرب من مدخل المنزل بواسطة الماء و المكنسة و بعد تفتيش ذلك المسكن، كانت النتيجة سلبية.
و بعد تكثيف البحث عن أداة الجريمة في محيط السوق و الخانات الموجودة داخله و خارجه المخصصة لبيع الخضر و الفواكه، تم العثور عليها داخل إحدى الخانات، و تمثلت في سكين من نوع «كورنادي» كانت عليه آثار دماء بالمقدمة الحادة و في جوف مقبضه الخشبي و بعد التحري و التحقيق مع الأشخاص الذين تم توقيفهم من طرف عناصر الشرطة، تراجعوا عن الرواية التي مفادها أنهم عثروا على الضحية مرميا بالقرب من السوق، ليتبين بأن من قام بطعنه هو المسمى (ف.ب)، الذي أقر بذلك لدى سماعه من طرف عناصر الضبطية القضائية و هي نفس الأقوال التي أدلى بها في جلسة المحاكمة، حيث أكد أنه هو من قام بطعن الضحية.
و عن الأسباب، صرح بأنه يعمل حارسا ليليا بالسوق المغطاة و أنه ليلة الوقائع أخبره المسمى (ح.ب) بأن هناك مجموعة من الأشخاص يحتسون المشروبات الكحولية بالقرب من السوق و يتعلق الأمر بكل من (س.ش) و (ش.ح) و (ح.ب) و (ق.ش) و الضحية (خ.أ)، فتوجه نحوهم طالبا منهم مغادرة المكان، إلا أنهم رفضوا، فرد عليهم بعبارة « اقعدوا فيها آني ماشي بطلت الخدمة» و غادر المكان و بعد لحظات لحق به (ح.ب) و (ش.ح) و (خ.أ) و قاموا بمسكه بالقوة راغبين في إرجاعه إلى مكان عمله و بعد أن ترجوه ثار غضبه، فأشهر سكينا من نوع «كرونداري» الذي كان يضعه في جيب سترته و قام بتوجيه ضربة إلى (خ.أ) فأصابه في فخده، دون قصد قتله، كما أصاب نفسه هو أيضا على مستوى إبهام اليد اليمنى، الذي بقي ينزف دما، ثم غادر المكان بعد ذلك باتجاه منزله و اتصل هاتفيا ب (ح.ب) لاستفساره عن حالة الضحية و بعد أن وقف على حالته، بقي يراقب عن بعد و بعد ذلك حضرت عناصر الشرطة.
و أضاف الجاني، بأنه و بعد طعن الضحية، قام بإخفاء السكين في طاولت بيع خضار «البروكلو» و هي نفسها التي تم ضبطها من قبل عناصر الشرطة و ذكر أيضا أنه أثناء قيامه بطعن الضحية كان في حالة سكر و لا توجد بينه و بين الضحية أي عداوة.
و صرح المتهم (ق.ش) أمام هيئة المحكمة، بأنه نقل الضحية إلى العيادة الطبيبة لبلدية شطايبي و بوصوله إلى بلدية التريعات، اتصلت به والدته تخبره بأن مصالح الشرطة تطلب حضوره، مؤكدا على أنه لم يدل لعناصر الشرطة في البداية بحيثيات القضية، لأنه كان خائفا.
كما صرح المتهم (س.ش)، بأنه كان ذاهبا ليلة الوقائع إلى مدينة عنابة رفقة (ح.ب) و (ف.ب) لشرب الخمر، ثم رجعوا في حدود الساعة الرابعة صباحا إلى برحال و توجهوا إلى السوق المغطاة، أين وجدوا كلا من الضحية (خ.أ) و (ش.ح) و (ق.ش) و انظموا إلى جلسة الخمر، بعدها انفعل الجاني (ف.ب) ثم غادر المجموعة، قبل أن يلحق به الضحية (خ.أ) لإقناعه بالرجوع، إلا أنه رفض، فألح عليه، فأشهر السكين في وجهه و وجه له ضربة على مستوى فخذ الرجل اليمنى، فصرخ الضحية و سقط أرضا، ليتوجه إليه مسرعا رفقة المجموعة، فيما غادر الجاني المكان. و هي نفس الأقوال التي أدلى بها باقي المتهمين، الذين أنكروا جنحة عدم التبليغ و أكدوا تكفلهم بنقل الضحية.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى