الظروف المناخية التي تعرفها الجزائر لا تساعد على انتشار كورونا
 أكد مختصون أن الظروف المناخية غير العادية التي تشهدها الجزائر والمتسمة بارتفاع محسوس في درجات الحرارة تعد عاملا غير مساعد على انتشار فيروس «كورونا»، الذي يتجه نحو الانحصار بعد أن بلغ ذروته في 10 فيفري الجاري، كما طمأنوا أسر الطلبة العائدين من «ووهان» بإمكانية استئناف حياتهم العادية فور خروجهم من الحجر الصحي.
كشف البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث «فورام» أن فيروس «كورونا» المنتشر بمنطقة «ووهان» الصينية بلغ ذروته ما بين 8 و10 فيفري الجاري، وهو يتجه حاليا نحو التراجع والانحصار وصولا إلى الاختفاء شبه التام في شهر ماي المقبل، مجددا التأكيد على أن خطورة «كورونا» تمكن في سرعة انتشاره الفائقة والمرعبة بكيفية يصعب على الأطباء والمختصين مهما كانت الاستعدادات وقف زحفه، وليس في كونه فيروسا فتاكا أو قاتلا عكس ما يظنه الكثيرون، مقارنة بالأنفلونزا العادية التي تعد أكثر خطورة على صحة الفرد،  كما أنها ما تزال تتسبب في وفاة  أكبر عدد من المصابين بها سنويا بالجزائر، أغلبهم من كبار السن والمرضى المزمنين و الأطفال.
وتعد الظروف المناخية غير العادية التي تعيشها منذ بضعة أسابيع جل مناطق الوطن، عاملا غير مساعد على انتشار فيروس «كورونا» وفق البروفيسور مصطفى خياطي، لأن درجات الحرارة المرتفعة تقضي على الفيروس وتمنع انتشاره وتحد من انتقال العدوى، غير أن ذلك لا يعني حسبه، التراخي أو التراجع عن الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل وزارة الصحة بالتنسيق مع مصالح أخرى، لتشديد الرقابة على الوافدين إلى الجزائر من الخارج، أي عبر الخطوط الجوية والبحرية والبرية.
وأضاف من جهته البروفيسور بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء، أن انتشار فيروس كورونا سيتراجع خلال فصل الربيع بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما أن الطقس الحار وغير العادي الذي تشهده البلاد يعتبر عامل حماية من الوباء الذي ما يزال متمركزا ومنتشرا بالصين الشعبية، وبالضبط بمنطقة ووهان، موضحا أن عدم انتشار الفيروس على نطاق واسع بأوروبا رغم قربها من القارة الأسيوية وإلى الصين، يعد عنصرا مطمئنا بالنسبة للجزائر، التي لم تسجل لحد اليوم أي حالة، بفضل الإجراءات الاحترازية المتخذة، وكذا محاصرة انتشار الفيروس بأوربا التي تربطنا بها علاقات اقتصادية، ومبادلات متعددة.
وبشأن الطلبة العائدين من «ووهان» المقيمين بفندق المرسى بالعاصمة  في إطار الحجر الصحي منذ وصولهم إلى أرض الوطن يوم 3 فيفري الجاري، أكد المختصان أنهم بإمكانهم استئناف حياتهم العادية فور خروجهم من الحجر الذي سيكون يوم الثلاثاء والعودة إلى أسرهم، بعد قضاء 14 يوما في العزلة التامة بعيدا عن المحيط العام، وهي مدة حضانة الفيروس، دون تسجيل أعراض الإصابة بالفيروس من بينها الحمى والسعال والارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.
ويتلقى الجزائريون العائدون من يوهان متابعة صحية يومية من قبل طبيبين أخصائيين في الأوبئة وفق البروفيسور بقاط بركاني، ويستفيدون من التكفل التام ولا يخضعون لنظام غذائي معين أو إجراءات خاصة، فقط يمنع عنهم الاحتكاك أو التواصل المباشر مع المحيط العام  أقاربهم  كتدابير احترازية، وهي إجراءات يخضع لها كافة من يتم الحجر عليهم صحيا، لتجنب انتقال العدوى سواء تعلق الأمر بفيروس كورونا أو فيروسات أخرى سريعة الانتشار، على غرار ما تم اتخاذه من قبل وزارة الصحة عند اكتشاف داء الكوليرا في نواحي البليدة سنة 2018 بالنسبة لأقارب المصابين بالفيروس.
وباستثناء التحاليل الطبية التي ستجرى على المقيمين بمركز الحجر الصحي للتأكد من خلو جسمهم من الفيروس قبل مغادرة الفندق، لن يتم اتخاذ إي إجراءات وقائية أخرى من طرف وزارة الصحة، طالما لم يتم تسجيل أعراض المرض على المعنيين، كتعقيم المكان والأدوات التي يحتويها المبنى، وكذا الوسائل الخاصة بالخاضعين للحجر، وفق ما أكده البروفيسور بقاط بركاني، بل سيغادرون الفندق في ظروف جد عادية.                         لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى