انتقد أساتذة مشاركون في ندوة وطنية نظمت أمس في كلية علوم الإعلام و الاتصال بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، حول واقع و آفاق الإدارة الالكترونية في الجامعة الجزائرية، استمرار تسجيل مشاكل تقنية تحول دون التقدم في مسار التعليم عن بعد ببلادنا، مضيفين إن ضعف تدفق الأنترنت يبقى أبرزها، كما طرحوا عوائق أخرى تتعلق باللغة و شق التكوين، داعين إلى إعادة النظر في طريقة عمل الأرضية الرقمية.
و في مداخلتها، ذكرت الدكتورة ليلى فيلالي الأستاذة بجامعة الأمير عبد القادر أن الرقمنة أصبحت ضرورية لتسهيل عملية الاتصال في كل الاتجاهات دون عوائق، و التي أكدت أن أبرزها ضعف تدفق الأنترنت بما يعرقل عملية التعليم عن بعد، فيما أكد الدكتور عبد الله ملوكي من جامعة سطيف، أن الإدارة الالكترونية أصبحت أمرا ملحا و صارت مرتبطة بمفهوم العصرنة، داعيا إلى ضرورة تدريب الأساتذة و الطلبة عليها مع تخصيص كوادر بشرية و ميزانيات لتعزيز هذا التوجه، لتذهب الدكتورة سكينة العابد أستاذة علوم الاعلام بجامعة قسنطينة 3، إلى التأكيد على أن الأرضية الرقمية المعتمدة في التعليم و المعروفة باسم «بروغريس» تعتريها مشاكل قالت إن الأستاذ لا يتحمل ما يترتب عنها لوحده، داعية إلى إعادة النظر في هذا الأمر.
من جهته، شرح الدكتور ميلود مراد معوقات أخرى ذكر من بينها إشكالات بالنسبة لمسيري التعليم عن بعد و الذي قال إنه يسير بسرعة السلحفاة، مضيفا «لقد أسند البروغريس لأشخاص غير متخصصين في الإعلام الآلي»، ليؤكد الأستاذ ضرورة تطوير الكفاءات و إسناد هذا الأمر لأشخاص متخصصين بإمكانهم التكيف مع التقنيات الجديدة، مع القيام بدورات تدريبية مستمرة لتدارك الأخطاء، كما أكد أستاذ الإعلام الوقوف على إشكالية أخرى تتعلق باستعمال الفرنسية في الأرضية الرقمية «بروغريس» و في التعليم عن بعد، منتقدا في هذا الخصوص «عدم تكييف اللغة مع المجتمع».
و على هامش الملتقى، أكدت رئيسة الندوة الدكتورة قدواح منال في تصريح للنصر، أن موضوع الإدارة الالكترونية في الجامعة الجزائرية، اختير على اعتبار أنه يمس الطلبة و الأساتذة، إذ تعترضه العديد من الإشكالات و التي ذكرت أن من أهمها عملية التعليم عن بعد التي يقابلها ضعف البنية التحتية و غياب التدفق العالي للأنترنت، يضاف إلى ذلك عدم تنظيم دورات تدريبية بخصوص استعمال منصة «بروغريس» بالنسبة للأساتذة الذين وجدوا صعوبات في التعامل معها خاصة ما تعلق بتغيّر الرقم السري في كل مرة و ضعف الأنترنت و فتح المنصة لوقت قصير و كذا عدم ترتيب القوائم و غيرها من الإشكالات التي تقف عقبة أمام إدخال العلامات.
رئيس مخبر علم اجتماع الاتصال للبحث و الترجمة الأستاذ الدكتور فضيل دليو، أكد للنصر ضرورة الاستفادة من تكنولوجيات الاعلام و الاتصال الحديثة في الجامعات الجزائرية، وتفعيل الإدارة بخاصيتين أساسيتين هما الدقة و السرعة، و بالتالي الوصول إلى ما يسمى بالجودة الشاملة، كما تطرق إلى العوائق التقنية المرتبطة خصوصا بتدفق الأنترنت على مستوى جامعة صالح بوبنيدر، مؤكدا بالمقابل أن هناك مشروعا لإدخال الألياف البصرية و الذي سيساعد وفق تأكيده، في التغلب على هذه المشكلة، ليبقى جانب الموارد البشرية الذي يحتاج إلى تكوين و تدريب و تحيين للمعارف، و هو أمر تم تداركه من خلال خلية التعليم الالكتروني المستحدثة بجامعة صالح بوبنيدر، فيما أكد نائب عميد كلية الإعلام الأستاذ عبد الله ذراع للنصر، أن إدارة الجامعة ماضية في مسعى الرقمنة و قد انخرطت فيه.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى