بدأت رقعة التضامن لمحاربة تفشي فيروس كورونا في الجزائر، تتسع شيئا فشيئا، بإعلان رجال أعمال، وشخصيات سياسية، ومواطنين وشباب، استعدادهم المساهمة في محاربة هذا الوباء بمختلف الأشكال،
وكل حسب استطاعته و إمكانياته.
 مع زيادة حدة انتشار وباء كورونا في بلادنا تزداد عمليات التضامن وتقديم المساعدات بمختلف أنواعها وأشكالها من أجل التصدي لهذا الوباء، وهزمه، وتجاوز المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي، وقد سارع رجال أعمال و شباب مبدع، وشخصيات سياسية ونواب في البرلمان وغيرهم إلى تجسيد هذا التضامن.
 فقبل أيام قليلة فقط استقبل وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد، الرئيس المدير العام لمجمع سيفيتال، اسعد ربراب، الذي أبدى استعداده تقديم مساعدات لازمة لمكافحة هذا الوباء، وخاصة منها جلب أجهزة من الخارج.
 وقبل يومين فقط أعلن رجل الأعمال جيلالي مهري هو الآخر تبرعه بنصف مليون دولار كمساعدات للمساهمة في محاربة هذا الوباء، وأضاف في بيان له أنه إلى جانب المساهمة المالية في هذا الظرف الذي يعرف فيه الوباء انتشارا سريعا في الجزائر، فقد دخل في مفاوضات لاستيراد مصنع لإنتاج الكمامات والأدوات الوقائية.
 ودائما في باب التضامن الوطني ضد هذه المحنة أعلنت أمس حركة البناء الوطني، تبرع نوابها في المجلس الشعبي الوطني براتب شهر واحد من أجل مكافحة وباء كورونا، وهو جزء من الأعمال التضامنية التي تقوم بها الحركة اتجاه الشعب والوطن.
  وكان رئيس المجلس الشعبي الوطني، سلميان شنين، قد أعلن قبل أيام قليلة عن مساهمة مالية من الغرفة السفلى للبرلمان في هذا الظرف عبر اقتطاع جزء من رواتب النواب والإطارات وتوجيهها نحو التضامن الوطني للتصدي للوباء.
 كما أعلن حزب التحالف الوطني الجمهوري بدوره مساهمته في الحملة التضامنية الوطنية ضد وباء كورونا، وأفاد الحزب في بيان له أمس أنه سيتبرع بنصف الراتب الشهري لنوابه في البرلمان ومنتخبيه في المجالس المحلية، وذلك إما بصب قيمة التبرعات في الحساب البنكي المخصص لهذه الحملة التضامنية، أو عبر اقتناء تجهيزات طبية للمستشفيات على غرار مواد التطهير و التعقيم وغيرها، ومساعدة الأسر المعوزة.
وأعلن عضو بمجلس الأمة قبل يومين تنازله عن راتبه لشهر لفائدة الخزينة العمومية في إطار محاربة فيروس كورونا المستجد الذي يضرب البلاد.
وقد تعددت مظاهر التضامن ضد وباء كورونا كوفيد 19، فمنذ بداية تزايد حالات الإصابة به في بلادنا في الأيام الأخيرة كثرت مبادرات التضامن من أجل محاصرته والتصدي له بمختلف الأشكال، وقد تبرع رجال أعمال وأطباء وجمعيات بجلب معدات للتنفس الاصطناعي، وقدم آخرون مساعدات في شكل كمامات ومواد تعقم سواء لمهنيي الصحة خاصة في الولايات التي تعرف انتشارا لهذا الوباء على غرار البليدة، أو لصالح المواطنين، بينما فضل البعض الآخر تقديم مساعدات مادية ومواد غذائية لبعض العائلات الهشة خاصة في الولايات التي طبق فيها الحجر الصحي الكلي أو الجزئي، وحتى في باقي أرجاء البلاد بعد قرار السلطات العمومية غلق  المطاعم والمقاهي وتوقيف حركة وسائل النقل وغيرها.
ولم يفوت شباب الجزائر المبدع الفرصة للمساهمة بما جادت به قرائحهم في هذا الظرف العصيب سواء في التضامن العيني المباشر أو عبر تطبيقات جديدة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، و بهذا الخصوص أعلن العديد منهم ابتكار تطبيقات جديدة تسمح بتحليل بيانات فروس كورونا ومنع انتشاره، وقد استقبل وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي قبل أكثر من أسبوع الشاب، محمد لطفي مكناش، صاحب مؤسسة ناشئة ممولة من طرف الوكالة الوطنية لتشغيل الشباب الذي عرض على الوزير حلولا وتطبيقات معلوماتية مبتكرة ومتطورة من طرف مؤسسته تساهم في جهود الدولة للتحكم في تفشي وباء كورونا، وهناك شباب آخرون قدموا تطبيقات مماثلة في الأيام الأخيرة.
 و إذا كان هناك من يعتبر مثل هذه المبادرات والتضامنية لا تزال في بدايتها ومحتشمة بالنظر أولا لخطورة الوباء، وثانيا بالنظر لقلة المبادرين خاصة من رجال الأعمال مقارنة بما قدمه نظرائهم في بلدان آخري إلا أن المهم في هذا الأمر هو أن إطلاق مثل هذه المبادرات التضامنية مؤشر ايجابي، يأمل الجميع أن تتوسع في الأيام المقبلة.
        إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى