أوشكت عملية التضامن التي أطلقتها الفاف بالتنسيق مع الرابطات المنضوية تحت لوائها على الانتهاء، بجمع مبلغ يقارب 14 مليار سنتيم، وضخه في الحساب البنكي الخاص، الذي بادرت الاتحادية إلى فتحه أول أمس الخميس، على أن يتم تحويل القيمة المالية الاجمالية في بداية الأسبوع القادم إلى صندوق التضامن الوطني، الذي توجه عائداته إلى المتضررين من فيروس كورونا، وكذا تغطية مصاريف الوقاية من انتشار هذا الوباء.
وكشف مصدر من الفاف للنصر، بأن الخلية تم تشكيلها خلال الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، والتي يشرف عليها الأمين العام محمد ساعد، بالتنسيق مع رئيس اللجنة المالية عبد الله قداح وكذا مسؤول لجنة التنسيق مع الرابطات عمار بهلول، قامت في ظرف 48 ساعة، بالتواصل مع كل الرابطات الولائية والجهوية، للوقوف على مساهمة كل هيئة في العمل التضامني الذي أطلقته الاتحادية، فكان التجاوب ـ حسب مصدرنا ـ كبيرا وبسرعة البرق، حيث أن أغلب الرابطات الجهوية ساهمت بقيمة 400 مليون سنتيم لكل رابطة، مع نيل رابطتي عنابة ووهران الصدارة من خلال مساهمة بمبلغ 600 مليون سنتيم، في حين كانت أعلى مساهمة من الرابطات الولائية من رابطة الجلفة بقيمة 350 مليون سنتيم، والأغلبية تراوحت اسهاماتها في هذه المبادرة ما بين 100 و 200 مليون سنتيم، ولو أن رؤساء بعض الرابطات لم يتمكنوا من بلوغ هذه القيمة، بسبب تواجد رابطاتهم في عجز مالي، فكانت المساهمة «رمزية» بمبلغ 20 مليون سنتيم، في الوقت الذي ظلت فيه 4 رابطات خارج القائمة، على خلفية عدم توفر السيولة المالية، التي تسمح بتقديم اعانات في إطار حملة التضامن الوطني للوقاية من انتشار كوفيد 19.
واستنادا إلى ذات المصدر، فإن إجمالي مساهمات الرابطات الولائية والجهوية يلامس قيمة 9 ملايير سنتيم، وقد استكملت أغلب الرابطات الاجراءات الكفيلة لتحويل المبالغ المرصودة إلى الحساب البنكي التابع للفاف، والذي تم فتحه خصيصا لهذه العملية التضامنية، وذلك على مستوى وكالة البنك الخارجي بدالي إبراهيم، حيث أن الخلية الفيدرالية، أشعرت رؤساء الرابطات بالخطوات الواجب اتخاذها، وذلك باعتماد صكوك مؤشرة، يتم بموجبها تحويل المبالغ مباشرة من أرصدة الرابطات إلى الحساب الخاص للاتحادية، في الوقت الذي ساهمت فيه رابطة الهواة ونظيرتها لما بين الجهات بقيمة 500 مليون سنتيم لكل رابطة.
مدوار: « ساهمنا بمليار لكننا مستعدون للتبرع بكل الميزانية»
وفي سياق متصل، فإن الرابطة المحترفة ساهمت في هذه العملية التضامنية بمبلغ مليار سنتيم، وهي القيمة التي تم الكشف عنها خلال اجتماع دوري عقده مكتب الرابطة يوم الأربعاء الفارط، بالتواصل بين الأعضاء بواسطة تقنية «السكايب»، ولو أن رئيس الرابطة أكد في مداخلة له صبيحة أمس، عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية، بأن هذه المساهمة جاءت وفق الامكانيات التي تتوفر عليها هيئته، وصرح قائلا: « الرابطة لا تتوفر على مصادر أخرى للتمويل، لكن إذا اقتضت الضرورة فإننا سنجد أنفسنا مجبرين على التبرع بإجمالي ميزانية الرابطة، لأن الأمر يتعلق بحياة المواطنين، والوضعية العامة للبلاد، وكرة القدم في الوضع الراهن تبقى خارج الاهتمامات، لأن انتشار فيروس كورونا يجبرنا كجزائريين على متابعة الأوضاع عن كثب، على أمل أن يرفع الله عنا هذا الوباء في أسرع وقت، وبأخف حصيلة ممكنة، قبل التفكير في استئناف النشاط الكروي».
المساهمة الأولية للفاف بـ 3 ملايير وزطشي قد يرفع القيمة
أكد مصدر النصر، بأن الفاف رصدت مبلغ 3 ملايير سنتيم كحصة في هذا العمل التضامني، في خطوة مبدئية عند انطلاق العملية، لكن رئيس الاتحادية خير الدين زطشي أرجأ الكشف عن القيمة الحقيقية، التي ستساهم بها الفاف في الصندوق الوطني للتضامن، بعدما لمح عشية أول أمس إلى امكانية رفع هذا المبلغ، على اعتبار أنه كان خلال اجتماع المكتب الفيدرالي ليوم الثلاثاء الفارط، قد ضبط الحسابات الأولية بين 10 إلى 15 مليار سنتيم، كقيمة اجمالية لمساهمة الهيئات التي تشكل المنظومة الكروية الوطنية، إلا أنه يعتزم الخروج من هذه العملية بقيمة أكبر، الأمر الذي جعله يتريث إلى غاية غلق ملف مساهمات الرابطات، والتي تقارب إجمالي اعاناتها 11 مليار سنتيم، وعليه فإن زطشي قد يعمد إلى إضافة مليار سنتيم لمساهمة الفاف في هذه الحملة، ولو أنه رفض فتح الباب أمام بعض لاعبي المنتخب الوطني للمشاركة في هذه العملية، وأبقاها حكرا على الرابطات فقط، مقابل ترك المجال أمامهم مفتوحا عبر المبادرات التضامنية الفردية، استجابة لطلب العديد من ركائز المنتخب.
ص. فرطــاس / بورصاص. ر

الرجوع إلى الأعلى