اعتبر رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم للهواة علي مالك، الحديث عن اعتماد الموسم الأبيض أمر سابق لأوانه، وأكد بأن الوضع الراهن ينصب حياة البشر في صدارة الأولويات، مع البحث عن السبل الكفيلة بالمساهمة في الحد من انتشار فيروس كورونا، من خلال تحسيس كل شرائح المجتمع، بضرورة التزام الحجر المنزلي كإجراء وقائي.
علي مالك، وفي حوار مع النصر أمس، أوضح بأن تعليق المنافسة يبقى من الإجراءات الإجبارية التي أملتها الظروف، لكنه استبعد فكرة تجميد النشاط، وإلغاء البطولة في قسم الهواة، كما ألح على ضرورة مواصلة المنافسة حتى بالنسبة للأصناف الشبانية، وهذا كله ـ كما قال ـ بعد التخلص من آثار الوباء.
*نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن أحوالكم الشخصية، في ظل الوضع الصحي الراهن؟
الحقيقة أنني من الملتزمين بالحجر المنزلي، وذلك منذ أن قررت السلطات العليا للبلاد اعتماده، حيث أن الحرص على احترام هذه التعليمات يبقى في الإطار الوقائي، للحد من انتشار الفيروس، خاصة على مستوى الأماكن التي تشهد توافد المواطنين بأعداد كبيرة يوميا، ولو أن الأسرة الرياضية، دخلت في أجواء الحجر قبل باقي شرائح المجتمع، لما قررت الوزارة اعتماد إجراء كل المنافسات التي أقيمت خلال الأسبوع الثاني من شهر مارس الفارط في غياب الجمهور، مع اتخاذ جملة من التدابير الوقائية الأخرى، وهذا بعد تسجيل أولى الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس في ولاية البليدة، لكن الأوضاع تفاقمت والمؤشر أخذ منحى تصاعديا، ومع ذلك فإن الكثير من المواطنين مازالوا يضربون بتعليمات أهل الاختصاص عرض الحائط، من خلال عدم الالتزام بالحجر في المنازل، رغم الحملات التوعوية والتحسيسية التي بادرت إليها مختلف الهيئات والجمعيات، لأن الحجر يبقى الخيار الوحيد للوقاية من الوباء، لذا فإننا ملتزمون به، وشخصيا لم أخرج من البيت سوى في حالات الضرورة القصوى لاقتناء المواد الغذائية.
*لكن الكثير من التساؤلات تبقى مطروحة حول مستقبل المنافسة، مع وجود مقترح باعتماد موسم أبيض؟
ارتفاع عدد الحالات المؤكدة وكذا الوفيات من يوم لأخر، يجبرنا على وضع النشاط الكروي خارج دائرة الاهتمامات في الوقت الراهن، والتفكير في حياة البشر والوضعية الوبائية، التي تعيش على وقعها بلادنا، على غرار باقي دول العالم، تدفع بنا إلى السعي لإيجاد سبل كفيلة بالمساهمة في العمل التضامني مع المتضررين من هذا الوباء، وكذا التجاوب مع التدابير الوقائية، التي تعتمدها السلطات العليا البلاد بالتنسيق مع وزارة الصحة، ولو أن الكثير من الأطراف لم تراع الظرف الاستثنائي، فتداولت أخبارا عن إمكانية اعتماد موسم أبيض في أقسام الهواة، وحتى في الرابطة المحترفة، لكن هذا الحديث يبقى مجرد إشاعات افتعلها جهات ستستفيد من هذا الإجراء في حال اعتماده، رغم أن المعطيات الميدانية تجعله مستبعد جدا، إن لم أقل مستحيلا، لأن القرار يبقى بيد الوزارة والفاف على حد سواء، وهناك خلية تفكير تابعة للاتحادية تعمل بالتشاور مع الوصاية، وهذا وفق تطورات الأوضاع في الجزائر، وهنا بودي أن أوضح شيئا مهما...
*تفضل، ما هو؟
بطولة الهواة أدركت إلى حد الآن جولتها 25، مما يعني بأن الرزنامة المتبقية تتضمن 6 مباريات لكل فريق، ومن غير المنطقي تعليق المنافسة واعتماد موسم أبيض، خاصة وأن نظام البطولة المعتمد كان استثنائيا، بناء على قرار الجمعية العامة للفاف، لأن الصعود سيكون من نصيب 6 أندية من كل فوج، والسقوط سيكون المصير الحتمي لصاحب الصف الأخير في كل مجموعة، لكن مباشرة إلى الجهوي الأول، وهذا بعد شطب قسم ما بين الرابطات من الهرم الكروي، الذي سيعتمد في الجزائر بداية من الموسم القادم، والمعطيات بعد 24 جولة بدأت في الاتضاح على مستوى الأفواج الثلاثة، وهناك من الفرق من اطمأّن بنسبة كبيرة جدا على تأشيرة الصعود، وبالتالي فمن غير المعقول أن نحرمه من تحقيق حلمه بقرار إداري، والحديث عن موسم أبيض، كان مسؤولو بعض الأندية، قد تداولوه على نطاق واسع بحثا عن وسائل لتبرير إخفاق فرقهم، التي خرجت من دائرة التنافس على المراكز الست الأولى في الترتيب النهائي، لأن تعليق المنافسة سيتيح لهم الفرصة في الموسم الموالي، وكذلك الحال بالنسبة للأندية التي تبقى تصارع من اجل تفادي السقوط، وهي حسابات لن يكون لها أي مكان عند دراسة الوضعية، لأن التفكير في مستقبل بطولة الهواة ينطلق من نظام المنافسة المتبع، مرورا بعدد المباريات المتبقية، وصولا إلى تكييف البرمجة مع الوضع السائد، حتى لو اقتضى الأمر اللعب في شهر جوان المقبل.
*وماذا عن بطولات الشبان التي تشرفون على تنظيمها، هل سيتم توقيفها؟
هذا السؤال يجبرني على الحديث عن نقطة مهمة جدا، تتمثل في التكوين والعمل القاعدي، لأن نظام المنافسة، الذي اعتمدته المديرية الفنية الوطنية هذا الموسم في بطولة الأصناف الشبانية، يواكب سياسة العمل التي سطرتها على المديين المتوسط والطويل، وبطولة جرت منها إلى حد الآن 18 جولة، لكنني أصر على ضرورة مواصلتها بعد التخلص من آثار وباء كورونا، لأن الأمر ليس بالسهولة التي يعتقدها الكثير ممن يعمدون إلى تهميش الفئات الشبانية طيلة الموسم، بل أن هناك عاملا أساسيا يجب مراعاته، لأن تنظيم الأدوار التصفوية لمنافسة كأس الجزائر، أجبرنا على توقيف البطولة في بعض الأفواج في أوائل شهر فيفري الفارط، والأطراف التي تتحدث عن تجميد المنافسة لدى الشبان، لم تأخذ في الحسبان موعد انطلاق الموسم الجديد، والذي سيكون في شهر أكتوبر القادم، مما يعني بقاء اللاعبين بعيدين عن أجواء المنافسة الرسمية طيلة 8 أشهر، وهذا أمر غير منطقي، ويحطم العمل المنجز في النوادي، وعليه فإننا سنواصل المنافسة بعد شهر رمضان المعظم، مع مراعاة ارتباط اللاعبين بالدراسة، لأن التفكير في التكوين ينطلق من إعطاء اللاعب الشاب حقه في الممارسة في مختلف الفئات، قبل مطالبته بالنتائج عند بلوغ صنف الأكابر، وهذا الملف يبقى مطروحا على طاولة المديرية الفنية الوطنية والمكتب الفيدرالي على حد سواء، لأن مهمة رابطتنا في هذا المجال، تبقى منحصرة في الجانب التنظيمي للمباريات.
حـاوره: صالح فرطـاس

الرجوع إلى الأعلى