n ما قام به دمارجي قمة الوعي والإحساس بالمسؤولية
أكد عضو اللجنة الطبية الفيدرالية الدكتور كمال تواتي، بأن التدريبات على انفراد لا تكفي لتلبية ربع متطلبات اللاعب من العمل اليومي، الذي يجب أن يقوم به، لكنه اعتبر هذا الإجراء ضرورة حتمية أملتها الظروف، بغية تمكين اللاعب
من المحافظة على لياقته، وبالمرة تقوية المناعة لمقاومة الوباء.
تواتي، وفي حوار مع النصر، ألح على ضرورة التطبيق الصارم للحجر الصحي المنزلي، لتفادي العدوى ومسايرة الإجراءات التي اتخذتها السلطات العليا للبلاد، والتي وضعت عمال قطاع الصحة، في الواجهة الأولى في الحرب ضد الفيروس، كما كشف بأن مرحلة ما بعد كورونا، ستكون أيضا صعبة بالنسبة للاعبين، وتستوجب الاستعانة بأخصائيين نفسانيين، على مستوى النوادي للتحكم في آثار هذه الكارثة الوبائية.
n بصفتكم عضو في اللجنة الطبية الفيدرالية، كيف تتعاملون مع الأزمة الوبائية التي تعيشها البلاد جراء انتشار فيروس كورونا؟
نشاط اللجنة الطبية الفيدرالية، انطلق بمجرد ظهور أولى الحالات في الجزائر، من خلال الحملة التي أطلقناها في الوسط الكروي للتحسيس بمخاطر الفيروس، فضلا عن تواجدنا في الملاعب خلال الجولة التي تقرر اللعب فيها دون جمهور، ولو أننا كنا قد سجلنا الكثير من النقائص في كل الملاعب، بخصوص التدابير الوقائية التي اشترطناها لضمان سير المقابلات، قبل أن تقرر السلطات العليا للبلاد توقيف المنافسات وغلق المرافق الرياضية، كإجراء وقائي لمنع انتشار الفيروس، ومنذ ذلك الحين تكفل كل عضو من اللجنة، بمهمة التوعية والتحسيس على مستوى إقليمه، مع بث مقاطع لأشرطة فيديو وومضات تحسيسية عبر المواقع الرسمية لبعض الرابطات، مواكبة للنشاط الذي تقوم به الفاف، لتبقى المبادرة الشخصية لرئيس اللجنة الدكتور جمال الدين دمارجي، دليل على الإحساس بروح المسؤولية في مثل هذه الأزمات، لأنه كان قد انتقل إلى مستشفى بوفاريك متطوعا، وانضم إلى الطاقم الذي يعمل في المصلحة المكلفة بمتابعة الحالات المؤكدة للاصابة بفيروس كورونا، رغم أنه أحيل على التقاعد، وكان يعمل في مؤسسة استشفائية أخرى، وهذه «الخرجة» حركت مشاعرنا، لأن الأمر يتعلق بحياة آلاف الأشخاص، في الوقت الذي يبقى فيه عمال قطاع الصحة، في الواجهة الأولى في الحرب ضد الفيروس، ولو أن الوباء حصد بعض الضحايا من الأطباء وحتى المسعفين، لكن ذلك يدل على تشبع الجزائريين بالروح الوطنية.
n لكن من الجانب الرياضي، ما هي النصائح التي وجهتموها للاعبين في هذه المرحلة؟
الرياضي بصفة عامة يعد عنصرا فعالا من المجتمع، خاصة إذا تعلق الأمر بلاعبين في الرابطة المحترفة، والذين لهم دور بارز في مثل هذه الوضعيات، سواء من حيث العمل التوعوي أو النشاطات الخيرية التضامنية، وقد عمدت شخصيا إلى التواصل مع لاعبين من إقليم رابطة عنابة الجهوية للقيام بهذه الخطوات، موازاة مع المداخلات المنتظمة عبر أمواج الإذاعات المحلية، لأن الواقع الذي نعيشه يوميا يكشف عن عدم وعي الكثير من المواطنين بالخطورة التي يشكلها هذا الفيروس، بدليل الازدحام الذي تشهده الشوارع، خاصة الأسواق والأماكن التجارية، والتوصيات التي نسعى لتقديمها، تصب في مجملها في ضرورة إلتزام الحجر المنزلي الصارم، للمساهمة في القضاء على الوباء، فضلا عن تدابير وقائية أخرى وكذا كيفية التعامل مع المصابين، لأن الاشكال المطروح حاليا يكمن في نقص الانضباط لدى المواطنين، وهذا أبرز عامل في هذه المعادلة، مادامت السلطات الجزائرية كانت قد استبقت الأحداث، وسارعت إلى اتخاذ اجراءات وقائية، بمراعاة الآثار التي خلفها الفيروس في باقي دول العالم، وتواصل معاناة البلدان الأوروبية مع كورونا نتج بالأساس عن التأخر في اعتماد الحجر.
n وكيف تنظر إلى انعكاسات الأزمة على الرياضيين، خاصة من حيث الجاهزية عند استئناف المنافسة ؟
التدرب على انفراد، يبقى مجرد حل ترقيعي لتمكين اللاعب من المحافظة على لياقته، لكنه لم يتمكن من تجسيد ربع البرنامج الذي يقوم به مع المجموعة، كما أن النشاط الرياضي مفيد جدا في هذه الوضعية، كونه يقوي المناعة، ويساعد على زيادة درجة مقاومة الجسم للفيروس، لكننا كلجنة فيدرالية نفكر بجدية في مرحلة ما بعد كورونا، لأن التخلص من الفيروس سيترك آثارا كبيرة على المجتمع بشتى شرائحه، ولاعبو كرة القدم سيكونون بحاجة إلى فترة تحضير لتدارك تراجع العطاء البدني، وتفادي الاصابات، إلا ان الجانب البسيكولوجي له دور بارز في تلك الفترة، لأن لكل لاعب ظروفه الخاصة التي عاشها طيلة فترة الحجر المنزلي، وهناك من فقد أفرادا من عائلته بسبب الفيروس، كما أن الخوف من انتقال العدوى حتى بعد التخلص من الوباء سيكون لدى اللاعبين، في التدريبات وأثناء المباريات الرسمية، وهي معطيات تجعل تواجد الأخصائيين النفسانيين في كل ناد، ضرورة حتمية لتسيير تلك المرحلة، وبالمرة التفكير بجدية في مشروع إشتراط تواجد أخصائي نفساني ضمن الطاقم العامل في كل فريق، وهذه الأمور استخلصناها من دراسة سطحية، أعددناها عند العودة إلى وضعية مماثلة عاشها العالم سنة 1918، بانتشار وباء «الأنفلونزا الإسبانية»، بإسقاط مخلفات الكارثة الوبائية على معظم القطاعات.
حــاوره: ص / فرطــاس

الرجوع إلى الأعلى