اقترح وزير التربية الوطنية محمد واجعوط أمس على ممثلي الأولياء تقليص الفصل الثالث إلى ثلاثة أو أربعة أسابيع في حال تقرر استئناف الدراسة وإجراء الامتحانات المدرسية، اعتمادا على نظام تعديل التعلمات، وقال إنه لا يمكن اعتبار السنة الدراسية الحالية  بيضاء بفضل التقدم في تنفيذ البرامج، وكذا الفترة المتبقية من الفصل الثالث.
أكد وزير التربية الوطنية خلال لقاء تشاوري جمعه أمس بممثلي جمعيات أولياء التلاميذ، أن قطاع التربية الوطنية تجنب السنة البيضاء بالنظر إلى مستوى التقدم في تنفيذ البرامج التعليمية، واستمرار الدروس  إلى غاية 12 مارس الأخير، وكذا الفترة المتبقية من الفصل الثالث، والمحددة ما بين أربعة إلى خمسة أسابيع من الدراسة الفعلية كأقصى تقدير.
وأضاف الوزير أمام ممثلي جمعيات أولياء التلاميذ بأن المرتكزات المبدئية التي تقترحها الوزارة على الشركاء الاجتماعيين، يمكن على أساسها بناء تصور توافقي يتضمن حلولا بديلة في حال مواصلة تعليق الدراسة بالمؤسسات التعليمية أو استئنافها بعد رفع الحجر الصحي، وذلك بناء على إجراءات ملائمة لمزاولة النشاط التربوي التعليمي.
وأضح الوزير في ذات المناسبة بأن اللقاءات التشاورية التي تم إطلاقها مع الشركاء الاجتماعيين، غرضها التفكير ومناقشة ما يمكن توقعه لما تبقى من السنة الدراسية الجارية من دراسة وتنظيم للامتحانات في حال تمديد الحجر الصحي أو رفعه، مؤكدا  استعداده للإصغاء لكافة الاقتراحات، وثقته في الوصول بعد إتمام المشاورات مع كافة الشركاء، إلى ما يرضي التلاميذ والأولياء ويطمئن جميع أفراد الأسرة التربوية.
وقال محمد واجعوط بأن الغاية الوحيدة التي ينشدها الجميع هي مصلحة البلاد والتلاميذ وسلامتهم، وصحة الأساتذة وجميع مستخدمي القطاع، ويفهم من ذلك بأن الإجراءات المزمع اتخاذها من طرف الوزارة ستنسجم مع التدابير الوقائية المتخذة على مستويات عدة للحد من انتشار فيروس كورونا، وفي إطار الحفاظ على الصحة العمومية، بالموازاة مع إنقاذ الموسم الدراسي.
وتبدد تصريحات الوزير مخاوف الأولياء والمقبلين على اجتياز الامتحانات الرسمية من الوقوع في شبح السنة البيضاء، كما تؤكد إمكانية تدارك ما تبقى من الموسم الدراسي الجاري، وإنجاز الدروس الخاصة بالفصل الثالث عبر الاستعانة بطريقة تنظيم التعليمات، أي التلخيص والتركيز على المعلومات الأساسية في حال تم رفع الحجر الصحي، وهو ما اقترحته نقابات التربية الوطنية في موضوع سابق «للنصر»، حيث أكدت إمكانية إتمام البرنامج خلال 25 يوما أو شهر كأقصى تقدير، شريطة أن تستأنف الدراسة ما بين نهاية أفريل و 10 ماي المقبل كأقصى تقدير.
كما فندت تصريحات الوزير صحة ما روج له حول إمكانية إعلان السنة البيضاء بدعوى توقيف الدراسة منتصف شهر مارس، بعد أن أكد تمكن الأساتذة من إنجاز نسبة هامة من الدروس، لا سيما وأن الفصلين الأول والثاني يعتبران أطول مدة مقارنة بالفصل الثالث، وما تلقاه خلالهما التلاميذ يمثل حصيلة علمية تساعدهم  على الانتقال إلى الأقسام الموالية واجتياز الامتحانات الرسمية.
وكانت الوزارة نفت إدراج أي تعديل على طريقة توزيع ما تبقى من الموسم الدراسي وعلى تواريخ تنظيم الامتحانات الرسمية، بعدما تم ترويجه من معلومات غير رسمية، معلنة عن إعداد مسودة مقترحات حول السيناريوهات المحتملة لاختتام السنة الدراسية، وقالت إن أي قرار سيتم التوصل إليه سيكون في إطار التشاور مع الشركاء الاجتماعيين.
ومن المزمع أن تتواصل اللقاءات التشاورية بين الوصاية والنقابات اليوم وغدا، ليتم الخروج بصيغة نهائية لكيفية إتمام السنة الدراسية، بناء على المعطيات الطبية التي تقدمها اللجنة العلمية لرصد فيروس كورونا، وما تم تحقيقه من نتائج إيجابية في الحد من انتشار العدوى، وكانت الوزارة سارعت إلى وضع أرضية رقمية تسمح لتلاميذ الأطوار التعليمية بمتابعة دروس الفصل الثالث وللمراجعة، قصد جعلهم دائمي الارتباط بالمدرسة خلال فترة الحجر الصحي.
   لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى