صنف الملاكم محمد فليسي نفسه في خانة خيرة الملاكمين الجزائريين، وهو الذي حاز على عدة ألقاب عالمية وقارية وإقليمية، وقال المتأهل لأولمبياد طوكيو في حوار مع النصر، إن هدفه يبقى حصد ميدالية أولمبية تكون خير ختام لمشواره الثري.
- ظفرت بالميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا الأخيرة، بماذا تشعر ؟
الحمد لله تُوّجت مؤخرا بالبطولة الإفريقية، وثأرت ممن ظلموني بدورة المغرب 2019، ولكن ما يهمني أكثر هو أن هذه البطولة كانت مؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021، حيث اقتطعت تأشيرة العبور لهذا المحفل الرياضي الكبير لثالث مرة في مشواري، في انتظار أن أظفر بالميدالية التي لطالما حلمت بها، كوني تحصلت على كل شيء، وتنقصني ميدالية أولمبية فقط، لأصنف ضمن خانة أفضل الملاكمين في تاريخ الجزائر.
- تبدو مُصرا على الظفر بميدالية أولمبية ؟
التأهل والمشاركة في الأولمبياد حلم كل رياضي جزائري، غير أن الأمر مختلف بالنسبة لي، كوني أبحث عن اعتلاء منصة التتويج، بعد مشاركتي في بطولتين متتاليتين، وأعني أولمبياد لندن 2012 والألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو 2016، وهي المحطة التي أضعت فيها فرصة الظفر بميدالية، عقب إقصائي المفاجئ في الدور ربع النهائي على يد ملاكم فنزويلي شاب، بسبب الضغوطات التي مورست ضدي آنذاك، ولا أود الحديث عنها مجددا، لقد كانت ضربة موجعة النسبة لي، كون الجميع رشحني للظفر بميدالية برونزية على الأقل، ولكنني تعلمت من أخطائي، واكتسبت خبرة أكبر، ستكون مفيدة لي في أولمبياد طوكيو.
- هل أنت راض عن مشوارك لحد الآن ؟
بطبيعة الحال، راض للغاية بما قدمته، رغم أنه لا تزال تنقصني ميدالية أولمبية، ورغم ذلك سأظل من خيرة الملاكمين الجزائريين، نظير إنجازاتي الكثيرة، فقد توّجت بطلا للعالم وإفريقيا والعرب، كما حزت على ميداليات في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وعدة منافسات دولية، كما أعد الملاكم الجزائري الوحيد المتوج بلقبين عالميين، مع اختياري في مناسبتين كأفضل رياضي جزائري، في انتظار ختم مشواري الرياضي بميدالية أولمبية، تكون مسك الختام لمسيرة حافل.
- ما رأيك في تأجيل أولمبياد طوكيو ؟
كنت أنتظر هذا الموعد العالمي بفارغ الصبر، وحضرت له على مدار أربع سنوات كاملة، أي منذ إخفاق ريو، ولكن للضرورة أحكام كما يقال، وتفشي وباء كورونا في كافة العالم أرغم قادة الدول والمنظمات والهيئات الرياضية على تعليق وتأجيل كافة النشاطات، بما فيها أولمبياد طوكيو التي ستلعب صيف 2021، أرى بأن هذا القرار كان صائبا للحفاظ على سلامة الجميع، كما أن الفرصة سانحة أكثر للرياضيين للاستعداد الجيد لهذه المنافسة، وعن نفسي لن أدخر أي جهد، خاصة وأن أهدافي واضحة وتتمثل في ضرورة انتزاع ميدالية.
- القفاز الجزائري تأهل بقوة للأولمبياد، كيف ترى حظوظ ملاكمينا ؟
الجزائر ستكون مُمثلة بسبعة ملاكمين في الألعاب الأولمبية بالعاصمة اليابانية طوكيو، خمسة رجال وأعني بهم فليسي محمد وبن شبلة عبد الحفيظ وحمري محمد وبوالوذينات شعيب ونموشي يونس، وسيدتين، ويتعلق الأمر برميساء بوعلام وخليف إيمان، وكلهم أبطال سبق أن شرفوا الراية الوطنية في مختلف المحافل الدولية، غير أن الرهان كبير على هذه المجموعة التي أنا واثق بأنها لن تبخل بأي شيء، في سبيل إعادة القفاز الجزائري إلى مكانته الطبيعة ضمن الكبار.
- بماذا تعلق على الوضع في الجزائر بعد تفشي الوباء، وما خلفه من تداعيات في كافة المجالات ؟
فيروس كورونا فعل فعلته بكافة بلدان العالم دون استثناء، والجزائر تعد من الدول الأقل تضررا من هذا الوباء الخطير، بفعل القرارات الجريئة المتخذة من السلطات الجزائرية، التي لم تقصر، وقامت بكل ما هو مطلوب منها في سبيل مكافحة هذه الجائحة، التي اتفق الجميع على صعوبة التخلص منها، ومنفذها الوحيد الالتزام بالحجر الصحي المنزلي، وعن نفسي طبقت التعليمات بحذافيرها ولم أغادر البيت سوى للضرورة القصوى، وكنت من الرياضيين الذي قاموا بحملات توعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تنبيه الشعب الجزائري بخطورة هذا الفيروس وعواقب الاستهتار به وآمل أن يتقيد الجميع بتدابير السلطات ومنظمة الصحة العالمية، من أجل التخلص من الفيروس قريبا لأن الملل بدأ يسيطر علينا.
- ماذا تقول للشعب الجزائري خلال هذه الفترة ؟
لا راد لقضاء الله، ولكن هذا لا يمنعنا من الدعاء والتضرع للمولى عزوجل يوميا، من أجل أن يرفع عنا هذا الوباء، خاصة خلال أيام الشهر الفضيل، الذي لن يفقد نكهته وحلاوته، رغم إجراءات الحجر الصحي الذي اقتضه الضرورة، وما علينا سوى الالتزام والتقيد بالتعليمات المقدمة من الهيئات الوصية، إذا ما أردنا تفادي خسارة أحبائنا كما حدث مع البعض العائلات التي أودى الفيروس بحياة أفراد عائلاتهم، وبالتالي ليس لنا خلال هذه الأيام المباركة، سوى الترحم على موتانا وموتى المسلمين والدعاء لمرضانا بالشفاء ومغادرة المستشفيات في أقرب وقت ممكن، ولم لا يقضون عيد الفطر المبارك إن شاء الله رفقة أهاليهم وذويهم.
- كيف تقضي يومياتك في شهر رمضان ؟
أقضيها كبقية الجزائريين بملازمة المنزل، وتصفح موقع التواصل الاجتماع، مع الالتزام بالتدرب باستمرار للحفاظ على لياقتي البدنية، كما أرفض التفريط في صلاة التراويح رغم قرار غلق المساجد، حيث أؤديها بالبيت رفقة أفراد عائلتي، واعتبرها فرصة سانحة للتقرب أكثر من المولى عزوجل، على أمل أن يرفع عنا الوباء ونعود لحياتنا الطبيعة التي اكتشفنا روعتها بعد ذهاب النعمة كما يقال.
- بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
شكرا لجريدتكم المحترمة على منحي الفرصة لمخاطبة عشاقي، وأعدكم وأعد كافة محبي الملاكمة الجزائرية، ببذل قصارى المجهودات خلال أولمبياد طوكيو 2021، من أجل النجاح في إهداء الجزائر ميدالية وتشريف القفاز الجزائري الذي غاب عن التتويجات العالمية مؤخرا، كما آمل أن يزول الوباء قريبا للعودة لممارسة الرياضة، والشروع في التحضير الجدي للمواعد والتحديات القادمة، خاصة وأنها جد مهمة بالنسبة لي وأنا الباحث عن الخروج من الباب الواسع.
حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى