مشاهد فتح المحلات أثرت على معنوياتنا

كرمت مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية البليدة، أمس، عاملات النظافة و ممرضات بمستشفى بوفاريك، اللواتي تعدن من النساء المرابطات المكافحات خلال هذه الفترة التي تمر بها البلاد، خاصة و أن مستشفى بوفاريك المتخصص في الأمراض المعدية، استقبل الحالات الأولى لفيروس كورونا التي  ظهرت بولاية البليدة و مازال الطاقم الطبي و شبه الطبي و الأعوان و عاملات النظافة، يبذلون جهدا كبيرا لرعاية المصابين و التكفل بهم و الأمل كله في أن يرفع الله عنا هذا الوباء.

روبورتاج: نورالدين عراب

و يذكر مدير الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية البليدة، كمال بلعسل، في هذا السياق، بأنهم اختاروا هذه المرة تكريم فئة الظل في المستشفيات و هن عاملات النظافة، إلى جانب عدد من العمال و الأعوان و قال بأن عاملات النظافة يقمن بجهد كبير داخل المستشفى، مضيفا بأن عمل الأطباء يبقى ناقصا، إذا لم تكن هناك نظافة مستمرة و دائمة داخل المستشفيات، مشيرا إلى أن الجميع يتحدث عن الجيش الأبيض من الأطباء المجندين في المستشفيات خلال هذه الفترة، في حين يجب أن لا ننسى فئة أخرى لا تقل أهمية و تقوم بعمل جبار داخل المستشفيات و هن عاملات النظافة .
و استحسنت عاملات النظافة و ممرضات و أعوان بمستشفى بوفاريك هذه الالتفاتة الطبية نحوهن من طرف مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف، التي كانت قد سبقتها التفاتة أخرى منذ أيام، تتعلق بمنح عاملات نظافة مبالغ مالية تساعدهن في قضاء حاجياتهن خلال شهر رمضان.
كما استحسن مدير مستشفى بوفاريك، رضا دغبوش، هذه المبادرة من طرف مديرية الشؤون الدينية و قال بأن هذه الالتفاتة جاءت في وقتها لتشجيع هذه الفئة من العمال اللواتي يقمن بجهد جبار، في ظل هذا الظرف الصحي الذي يميز البلاد و خاصة مستشفى بوفاريك الذي استقبل أكبر عدد من الحالات منذ ظهور الحالات الأولى للفيروس في الجزائر.
الفيروس الذي أصبح جزءا من يومياتنا
النصر تحدثت مع البعض من عاملات النظافة و ممرضات بمستشفى بوفاريك، اللواتي ظهرن بعزيمة قوية و إرادة كبيرة للتغلب على هذا الوباء و أكدن على أنهن يملكن نفسا طويلا للتغلب على الوباء و أنهن تأقلمن مع هذا الفيروس الذي أصبح جزءا من يومياتهن، دون أن يخفين بأن التعب بات يقترب منهن، فيما تأسفن كثيرا لإعادة فتح محلات بيع الملابس و الزلابية و الأواني المنزلية و الكهرومنزلية، التي كانت سببا في ارتفاع حالات الإصابة من جديد و أثرت سلبا على معنوياتهن، بعد أن شعروا بتحسن كبير و تحدثوا عن تسجيل عدد من الإصابات بالفيروس في صفوف الأطباء و شبه الطبي و الأعوان و انتشار الفيروس في الأوساط الطبية بشكل أكبر، سيجعل الحالات الجديدة الوافدة على المستشفيات، لن تجد من يتكفل بها و الحل بذلك، هو في الحجر الصحي و الالتزام بشروط  السلامة الصحية.
و تذكر الممرضة ( س م) في هذا الإطار، أن كل الطاقم الطبي بمستشفى بوفاريك، مجند و في جهاد لمقاومة هذا الوباء و تقول بأن سلاحهم الوحيد هو العمل في الميدان بكل جهد و إخلاص و دعاء الله العزيز القدير في هذا الشهر العظيم، لأن يرفع الوباء و تضيف المتحدثة، بأن الأطقم الطبية بمستشفى بوفاريك، تعيش في جو عائلي و تكافل و تضامن كبير بينهم، مشيرة إلى أن ممرضات في مصلحة الاستعجالات، يقمن  بمساعدات عاملات النظافة، من أجل الوقاية من الفيروس و تفادي تسربه لطواقم المستشفى، قائلة بأن النظافة شيء مهم جدا خلال هذه الفترة بالمستشفيات، بحيث يقمن بذلك باستمرار ضمن إجراءات الوقاية من الفيروس.
و في السياق ذاته، تقول عاملة النظافة (م ب)، بأنها تتنقل إلى المستشفى بشكل يومي، للقيام بواجبها في إطار مكافحة هذا الوباء و تقول بأنها تقوم بأعمالها المنزلية بشكل عادي، ثم تنتقل إلى المستشفى مع التقيد بإجراءات الوقاية المختلفة لتفادي نقل الفيروس لأفراد عائلتها، مؤكدة على أن الشيء الوحيد الذي جعلها تصبر خلال كل هذه الفترة الطويلة، هو تضرعها لله لرفع الوباء و تقول بأنها قبل أن تخلد للنوم، تخلو بنفسها في زاوية من غرفتها في هذا الشهر الكريم، لتدعو الله العزيز القدير، أن يرفع عنا هذا الوباء.
ساعدونا على قضاء العيد مع أبنائنا
دعت ممرضات و عاملات نظافة و عمال بالمستشفى، المواطنين، لمساعدتهم على قضاء العيد مع أبنائهم، كما يريدون هم قضاء العيد في ظروف عادية مع عائلاتهم و يذكر عدد منهم، أنهم لم يتنقلوا إلى منازلهم منذ أكثر من شهر و العديد منهم لم يلتق أهله منذ فترة طويلة و الحل الوحيد للقضاء على الوباء، هو التزام المواطنين بالحجر و احترام إجراءات السلامة الصحية، مبدين أسفهم لفتح محلات بيع الملابس و الأحذية و الزلابية و الأدوات المنزلية و الكهرومزلية، مؤكدين على أن كل هذه النشاطات تعد من الكماليات و المواطنون ليسوا في حاجة إليها في هذا الظرف الصحي الذي تمر به البلاد، مستغربين خروج عائلات بأكملها مع أبنائها و التزاحم في محلات بيع الملابس، دون أي احترام لإجراءات الوقاية الصحية و دون التفكير في الطواقم الطبية المرابطة في المستشفيات لمكافحة الوباء و لم ينتقلوا إلى منازلهم منذ أكثر من شهر و قد يقضون عيد الفطر بعيدا عن الأهل إذا استمر التهاون من طرف المواطنين، داعين سكان البليدة، إلى ضرورة الالتزام بالحجر الصحي و احترام شروط السلامة الصحية و أكدوا على أن عيد الفطر لا طعم له إذا بقيت حالات الإصابة بالفيروس في ارتفاع و المهم حاليا ليس في شراء كسوة العيد للأبناء، أو اقتناء زلابية بوفاريك، بل المهم هو في كيفية التخلص من هذا الوباء، الذي لن يكون حسبهم إلا باحترام المواطنين لإجراءات الحجر الصحي و شروط الوقاية و وجهت ممرضات و عمال بمستشفى  بوفاريك، نداء لرئيس الجمهورية، بضرورة الاستمرار في غلق المحلات باستثناء المواد الغذائية و الخضر و الفواكه، إلى غاية التخلص النهائي من  الوباء.
و وجه هؤلاء رسالة شديدة اللهجة للمواطنين، يدعونهم فيها إلى ضرورة البقاء في منازلهم و الاكتفاء بخروج شخص واحد من العائلة، كما انتقدوا لجوء بعض المواطنين لمصلحة الاستعجالات بمستشفى بوفاريك للعلاج من أمراض بسيطة و منها التهاب اللوزتين و نصحوهم بضرورة التوجه إلى المراكز الصحية و العيادات متعددة الخدمات، التي لا تستقبل مصابين بالكورونا.
عودة الهدوء إلى مستشفى بوفاريك بعد أيام عصيبة
 عاد الهدوء إلى مستشفى  بوفاريك الذي يحمل قصصا كثيرة مع مكافحة الأمراض المتنقلة، حيث و بعد الأيام الصعبة التي عاشها مع حالات الكوليرا التي ظهرت في البليدة منذ ما يقارب السنتين، كانت له أيضا قصص أخرى مع مكافحة وباء كورونا، حيث أن الحالات الأولى التي ظهرت في الجزائر و التي كانت في البليدة، حولت إلى مستشفى  بوفاريك الذي يتوفر على مصلحة مختصة في الأمراض المعدية، كما أن أول حالة وفاة بالوباء كانت بهذا المستشفى و عرف هذا الأخير تسليط  ضوء كبير من طرف وسائل الإعلام و المواطنين، بعد أن كان الجهة الاستشفائية الوحيدة التي تستقبل حالات المصابين بالفيروس، قبل أن تشهد ارتفاعا و تم فتح مصالح أخرى بالبليدة و ولايات الوطن الأخرى، كما أن مستشفى بوفاريك أغلق كل المصالح الطبية التي يتوفر عليها و حولت لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، باستثناء مصلحة الاستعجالات.
و مقارنة بالأيام الأولى التي كان يعرف فيها المستشفى حالات طوارئ و هلع و قلق، عاد الهدوء خلال هذه الأيام، كما تراجعت حالات الإصابة بشكل لافت حسب أحد الأطباء، قبل أن تعود للارتفاع بشكل نسبي مع حلول شهر رمضان، بعد فتح محلات الألبسة و الحلويات و الزلابية، في حين أن الوضع على العموم في استقرار و هناك مؤشرات إيجابية للتخلص منه خلال الأسابيع القادمة، حسب نفس المتحدث.
ن ع

الرجوع إلى الأعلى