تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعض النصائح عن غسل الفواكه والخضروات بالماء والصابون قبل أكلها، وذلك لتعقيمها بشكل جيد خوفا من احتمالية وجود فيروس كورونا المستجد، و إمكانية وانتقاله إلى الإنسان عن طريق اللمس، وبالرغم من أن تعقيم هذه الأطعمة بالجافيل يعتبر أمرا شائعا، إلا أنه سلوك غير صحي و خطير بحسب ما يؤكده أخصائي الأمراض الداخلية بمستشفى قسنطينة الجامعي الدكتور نسيم عباس، مشيرا إلى أن  هذه الفكرة قد تبدو سديدة في ظل أزمة انتشار الفيروس، إلا أن غسل الفواكه والخضراوات بالماء والصابون ليس أمرا جيدا حتى أثناء جائحة كورونا.
وقال المختص، بأن استخدام المواد الكيميائية لتعقيم الأطعمة أمر غير منطقي لأنه لا يمكننا ببساطة « أن نشرب صابون غسل الأطباق أو تناوله لأن ذلك يسبب الغثيان، ويمكن أن يؤدي إلى اضطراب في المعدة، فمعدتنا ليست مصممة للتعامل مع هذه المركبات»، كما أوضح الدكتور، بأن الخضر والفواكه هي أطعمة ذات أسطح مسامية و بالتالي فإن نقعها في المياه المشبعة بمواد كالجافيل سيتسبب في تسلل جزيئات كيميائية الى داخلها، ومن ثم انتقالها عن طريق الأكل إلى جسم الإنسان ما يسبب قيئا و آلاما في المعدة، مشيرا إلى أن غسل هذه الخضروات جيدا بالماء يعتبر كافيا لتنظيفها و حماية الجسم.
واستند الأخصائي في الأمراض الداخلية، بدراسة حديثة، نشرها الدكتور الأمريكي جيفري فانوينجن، المختص في الأمن الغذائي   على موقع جامعة ميتشيغن، يحذر فيها من تأثيرات التعقيم الخاطئ لأطعمة على الصحة، و يوضح من خلالها، كيف يضر الجافيل و الصابون الجهاز الهضمي و يتسبب في تهيجه ما يؤدي للإصابة بالغثيان والقيء والإسهال وآلام البطن.
من جهة ثانية، أضاف الدكتور نسيم عباس، بأن هذه المنظفات غير موجهة للاستخدام في الأطعمة، فهذا يعرض الإنسان لتناول بقايا الصابون التي يمتصها الطعام.
t لا تستخدموا الكلور المخفف فالماء وحده كاف
و حذّر الأخصائي كذلك، من السلوك الشائع في بلادنا و المتعلق بغسل الفواكه خلال فصل الصيف، عن طريق نقعها في الجافيل المخفف بالماء أو في الخل المخفف، وهي عادة تكرست مؤخرا بسبب الخوف من فيروس كورونا، إلا أنها كانت و لا تزال غير صحية حسبه، فلا يوجد كما قال، دليل علمي على أن هذه الطرق صحيحة، بالإضافة إلى أن تناول الجافيل أو الكلور أمر خطير، خصوصا وأنه لا وجود لأية دراسات تؤكد نجاعته في تطهير الأغذية من فيروس كورونا أو أية فيروسات أخرى.
وينصح الطبيب بالمقابل، بشطف الفواكه والخضروات الطازجة بالماء البارد، فهو قد يزيل من 90 إلى
 99 ٪ مما هو موجود عليها، علما أنه يتوجب على الإنسان تنظيف يديه بعد العودة من السوق أو المحل كإجراء وقائي يحمي من خلاله الأسطح التي تلامسها الأغذية، كما شدد المتحدث، على ضرورة رمي الأكياس التي تستخدم للتسوق و التي تنقل فيها البقالة إلى المنزل، لأنها قد تكون حاضنة للجراثيم، ناهيك عن أنها تنتقل من يد إلى أخرى، علما أن دراسات حديثة كانت قد بينت بأن الفيروس يمكن أن يبقى على الورق المقوى لمدة 24 ساعة والبلاستيك لمدة 72 ساعة، كما أن حفظ الطعام في الثلاجة يعتبر ضروريا حسبه، عكس تركه في أماكن يعتقد بأن تهويتها مناسبة، لأن مرحلة التعفن تبدأ بعد مرور ثلاثة أيام على أقصى تقدير، وأضاف أن عزل وتعقيم حاويات الطعام قبل وضعها في الثلاجة ليست ضرورية، فأفضل طريقة كما قال، للتعامل مع البقالة الجديدة هي التخلص من أكياسها وعبواتها ثم غسل اليدين بالصابون والماء أو استخدام مطهر اليدين
t حذارِ من استخدام ورق الألمنيوم لحفظ الطعام
و بالنسبة لعادة استخدام الألمنيوم في حفظ بعض الفواكه والأطعمة داخل الثلاجة  و تحديدا في المجمد، فقد حذر الطبيب، من أنه قد يكون مضرا للصحة و لو على المدى البعيد، لأن الألمنيوم من المواد المسببة للسرطان، وله مضاعفات جد خطيرة على العظام والدماغ بصورة خاصة، كما أنه من بين أحد المسببات الرئيسية لمرض الزهايمر، ولذلك ينصح المختص، بحفظ الأطعمة دون تغليفها، أو على الأقل تقليص مدة استخدام  الألمنيوم لحفظها، لأن استعماله لمدة طويلة يشكل خطرا على صحة الإنسان بسبب إمكانية تسرب  المواد الضارة من ورق إلى داخل الأطعمة وخصوصا الساخنة منها وكذلك الأمر بالنسبة للأواني البلاستيكية.
هدى طابي

 

الرجوع إلى الأعلى