أكد الإسلام على كرامة الإنسان عموما وكرامة المؤمن خصوصا؛ فجعلها من الحقوق الطبيعية التي يولد بها وينبغي أن تحفظ وتصان، وحرم كل ما من شأنه المساس بها ؛ مساسا حسيا أو مساسا أدبيا معنويا، حتى يعيش بها صاحبها عزيزا، فمن ذلك حرم الله تعالى سلوكيات ذميمة من مخلفات الجاهلية كانت تمس بهذه الكرامة؛ ومنها خصوصا السخرية بالناس؛ فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنّ)َ [الحجرات: 11]
فهذه الآية اشتملت على نهي محرم في العلاقة البينية للمسلمين لأنه نوع من الفسق الذي لا يليق بهم، والذي يقوض أسس علاقة الأخوة التي تربطهم، وكل انتقاص من أي مؤمن هو انتقاص من المؤمنين كلهم لأنهم نفس واحدة.
فالسخرية بالناس والاستهزاء بهم واحتقارهم باللسان أو الإشارة أو الكتابة أو الصورة؛ لعلة ما؛ من فقر أو ذنب أو عاهة في البدن أو الذهن أو النفس أو الحركة، أو نقص في الجاه أو النسب أو العلم أو المال، أو بسبب حرفة أو مسكن أو ملبس أو مطعم، أو بسبب الانتماء لقوم أو منطقة، أو بسبب لون أو لسان أو لغة أو جنس، أو بسبب طول أو قصر أو نحافة أو سمنة، أو بسبب مظهر أو مرض، أو بسبب عنوسة أو لزواج فاشل، أو طلاق أو خلع أو عقم، أو غيرها مما يتنافس عليه الناس في الدنيا ويرتبط ارتباطا كبيرا بمشاعرهم ومكانتهم في المجتمع؛ لأن هذه العوارض المستهزأ من المؤمن بسببها جلها عوارض غير مكتسبة ولا دخل لصاحبها فيها، علاوة على كونها مظهرا من مظاهر التفاوت الاجتماعي في الدنيا، لا غير، وليس بالضرورة مظهرا للتفاوت في الآخرة ومرتبة أصحابها عند الله تعالى، فالقرآن ينبه إلى احتمال أن يكون المستهزأ منه أفضل عند الله تعالى من المستهزئ، فلعل له نفسا مؤمنة وقلبا محبا لله تعالى، وفي الحديث: (رُبَّ أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه)؛ رواه مسلم، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سواكًا من الأراك، فكانت الريح تكْفؤُه، وكان في ساقه دقَّة، فضحك القومُ من دِقَّة سَاقي، فقال النبي: ((ما يضحككم؟)) قالوا: من دقة ساقيه، قال النبي: ((والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أُحد).
فالمسلم يترفع عن السخرية بالناس مهما كانوا، وليرتقي من السخرية إلى المنافسة في الخير، وإن رأى أن الله تعالى فضله على بعضهم بكمال في البدن أو الجاه أو الوظيفة أو غيرها فليحمد الله تعالى على ذلك دون أن يشعر الآخرين من هم دونه أنه محل سخرية واستهزاء بنقصهم ذاك، حتى تدوم له النعمة التي هو فيها ويبارك له الله تعالى فيها، فالحياة علمتنا أن الكثير ممن كانوا محل سخرية من زملائهم ونظرائهم في محطة ما من محطات الحياة أصبحوا في محطات آخرى مضرب المثل في العلم والمال والكمال و مجلب الأنظار وهم في وضع يحسدون عليه كثيرا.
ع/خ

لا تحقر ما عندك


غالبا ما تجد الإنسان يحقر ما عنده، ويهتم بما عند الآخرين، يتغاضى عما عنده، ويتطلع إلى ما بيد غيره ألم يعلم أن ما عنده قد حُرم منه الكثير من الناس، عليك أن لا تحقر ما عندك، بل قابله بالرضا والشكر، ما عندك لو أحسنت استغلالَه واستثمارَه لنالَك منه خيرٌ كثير . لا تُعلق نجاحَك على شيء مفقود، ولا تربط مستقبلَك بأمر غير موجود، وإلا عشت طول حياتك بالتسويف والأماني دون أن تُحقق مرادَك بل ابدأ بما هو متاح بيدك، فنجاحُك متوقف على ما هو موجود عندك، ونجاح غيرِك لم يكن بما كان يفتقده، وإنما بما كان يملكه تأمّل في نفسك فستجد أن الله تعالى حباك بنعم كثيرة ومواهب متعددة لو أحسنت اكتشافها، ثم شكرها وتوظيفها، واستثمارها

الأزهر والفاتيكان يرحبان بالدعوة: يوم عالمي للصلاة في 14 ماي


دعت «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية» «المؤمنين من كافة الطوائف الدينية، أن يكون يوم الخميس الموافق 14 مايو الجاري يوما عالميا للصلاة من أجل الإنسانية»، مناشِدة القيادات الدينية كافة وجموع الناس حول العالم بالاستجابة لهذا النداء الإنساني.
ونقلا عن وسائط إعلامية فقد أعلن شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ترحيبهما بالدعوة؛ وقال شيخ الأزهر في تغريدة على «فيسبوك»: «أُرحب بالنداء الإنساني النبيل الذي أطلقته اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بدعوة الناس حول العالم للصلاة والدعاء وفعل الخير من أجل أن يرفع الله جائحة كورونا عن أسرتنا البشرية». وأضاف: «أدعو الجميع إلى المشاركة في هذا النداء، والتضرع بصدق إلى الله تعالى ليرفع هذا البلاء عن البشر، وأن يُوفق الأطباء والعلماء في جهودهم للوصول إلى دواء ينهي هذه الجائحة».
من جانبه، قال البابا فرنسيس: «بما أن الصلاة هي قيمة عالمية، فقبلت بدعوة اللجنة العليا للأخوة الإنسانية بأن يتحد المؤمنون من جميع الديانات روحيا، يوم 14 مايو، ليكون يوما للصلاة والصوم والأعمال الخيرية، وذلك للدعاء إلى الله أن يساعد البشرية في التغلب على جائحة فيروس كورونا». وتابع البابا فرنسيس: «فلتتذكروا أنه في 14 مايو، سوف يتحد جميع المؤمنين، من أبناء مختلف الديانات، للصلاة والصوم والقيام بأعمال خيرية».

نساء مسلمات أسسن مدارس وجامعات: نانا أسماء: تعليم النساء في غرب إفريقيا
نانا أسماء حفيدة عثمان بن فودي، المجدد الديني الشهير. ولدت عام 1792م، عالمة وفقهية وشاعرة ومربية، كان لها أثر بالغ في نشر التعليم بين النساء بوسائل متعددة في نيجيريا وغرب إفريقيا. ونقلا عن وسائط إعلامية فقد بدأت بإنشاء حلقات لتعليم النساء القراءة والكتابة وتدريبهم على أعمال متفرقة تساعدهن على إعالة أنفسهن. كما ألفت قصائد لتساعد في تعليم قواعد الفقه والتجويد، ويقال إن من علمتهن هنّ بدورهن، أصبحن سفراء لمهمتها، وبدأن حلقات تعليم جديدة. وسميت مدارس ومنظمات نسائية إسلامية كثيرة باسمها تكريماً لها.

القرارات العشرون لمجمع الفقه الإسلامي حول كورونا
(11) حث الدول والأفراد على مساعدة كل من انقطعت به سبل العيش نتيجة هذه الجائحة قال تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ [الحديد،7]، وقال سبحانه: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [البقرة، 245]، وقال جل من قائل: مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة،261]، وقال رسول الله: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)[مسلم]، وقال: (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ) [البخاري ومسلم]، أما تعجيل دفع الزكاة عن عام أو أكثر فيجوز وبخاصة في مثل هذه الظروف التي يحث فيها على التبرع، وكذلك يجب أن يحرص المجتمع على القرض الحسن، والمساعدة قدر الإمكان، ويجب مدّ يد العون والمساعدة إلى المحتاجين من الأقارب والجيران والأصدقاء والفقراء، كما يجب دعم صناديق الزكاة والتكافل الاجتماعي التي أعلن عنها في أكثر من بلد، قال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة، 32]، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفر مع النبي إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يميناً وشمالاً، فقال رسول الله: (مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ)، قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل» [مسلم]، أما بخصوص زكاة الفطر فهي فرض (قال ابن عمر: «فرض رسول الله زكاة الفطر، وقال: أغنوهم في هذا اليوم) [البيهقي والدارقطني]، والمراد في أول أيام عيد الفطر، وأما في هذه الجائحة فيجوز إخراجها مع دخول شهر رمضان.

فتاوى

- ما رأيكم فيمن يمنع أبناءه الصغار من الصيام في رمضان؟
الصغير غير مكلف بالصوم حتى يكبر، فقد جاء في الحديث عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: ((رفع القلم عن ثلاث: عن الصغير حتى يكبر، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق)) [أحمد، أبو داود، النسائي، وابن ماجه، والحاكم، بإسناد صحيح]. غير أن المنهج النبوي في التربية يقتضي التبكير بتعليم الصغار شعائر الإسلام، فقد جاء في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: ((افتحوا على صبيانكم أول كلمة بلا إله إلا الله)) [الحاكم] وجاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص: ((مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)). [أحمد، وأبو داود، والحاكم]. فينبغي أن يأخذ الآباء أبناءهم على الصيام مبكرين، كلما رأوا من أولادهم الاستعداد لذلك، بدون أن يرهقوهم، بل يصومون اليوم واليومين هذه السنة، والمزيد في السنة القادمة، حتى يشتد عودهم ويصوموا رمضان جلّه أو كلّه، فإذا بلغوا الحلم وجدوا في هذه العبادة حلاوة، فلم يتوانوا عن أدائها. قال الشاعر: وينفع الأدب الأحداث في صغر** وليس ينفع عند الشيبة الأدب        إن الغصون إذا قومتها اعتدلت** ولـن تلين إذا قومتها الخشب
- الكثيرات يعتقدن أن المساحيق تبطل صيامهن لذا يلجأن إلى التزين في السحور ويصمن، وهنّ بالزينة، ثم يخرجن لقضاء حاجياتهن.
لا تبطل مطلق المساحيق الصيام كما سبق بيانه، بل فقط إذا بلغ الحلقَ منها شيءٌ. قال الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير: (وعلم منه أن الكحل نهارا لا يفطر مطلقا بل إن تحقق وصوله للحلق أو شك فيه أفطر فإن تحقق عدم وصوله فلا يفطر). وكون النساء تتزينن بالليل ثم يصبحن متجملات بالمساحيق حتى لا يبطل صيامهن، فهو من تمام فقههن. فإن الفقهاء على أن من اكتحل ليلا وهبط الكحل في حلقه نهارا، أنه ليس عليه قضاء، وعلة ذلك كما قال الدسوقي في حاشيته: (أن هبوط الكحل ليس فيه وصول شيء من الخارج إلى الجوف). وعلى هاته السيدات أن تراعين كذلك في هذه المساحيق ألا تكون مما يعزل الماء عن الوصول إلى بشرتهن، كأحمر الأظافر، فإن هذه النوع من الزينة يحول دون الوضوء الصحيح، ويمنع من الصلاة الصحيحة. أما خروجهن إلى قضاء حوائجهن ففيه تفصيل آخر، لا يدخل في باب الصوم فقط، بل في باب آداب المرأة المسلمة.                     وزارة الشؤون الدينية

الرجوع إلى الأعلى