بعد قرابة السنة على حادث تحطم طائرة الجوية الجزائرية في شمال مالي والتي أودت بحياة 116 مسافرا على متنها، بدأت خيوط الحادث ترتسم أكثر، بعدما تمكن المحققون الفرنسيون من تحديد الأسباب والأخطاء التي أدت إلى وقوع الكارثة، وأشار التقرير القضائي إلى وقوع «أخطاء مأساوية» لطاقم الطائرة، تتمثل في «عدم تشغيل جهاز إزالة الجليد على أنظمة الاستشعار الخاصة بالمحرك»، وعدم تمكن الطاقم من استعادة توازن الطائرة بسبب أخطاء في القيادة.
عرض قاضيان فرنسيان، بعض نتائج التحقيق القضائي في أسباب تحطم الطائرة المستأجرة من طرف الجوية الجزائرية في شمال مالي في جويلية 2014، وهو الحادث الذي خلف 116 قتيلا، وقدم القاضيان المكلفان بالتحقيق، النتائج التي توصلا إليها، وذلك خلال لقاء جمعهما الأسبوع الماضي مع عائلات الضحايا، ونقلت مقتطفات منه صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، وأشار التحقيق القضائي إلى وقوع «أخطاء مأساوية» اثر على الرحلة وأدت إلى تحطم الطائرة في الأخير.
واستنادا إلى أحد القضاة الفرنسيين، فإن السبب الرئيسي في وقوع الكارثة هو عدم تشغيل الجهاز المضاد للتجمد الخص بأجهزة الاستشعار على المحركات، رغم أن الأحوال الجوية التي كانت سائدة في المنطقة أثناء تلك الرحلة كانت تستدعي تشغيل النظام، وهي نفس الخلاصة التي توصل إليها خبراء مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي المكلف بالتحقيق في أسباب الكارثة، والذي أشار في التقرير الذي قدمه في أفريل الماضي، إلى أن طاقم الطائرة لم يقم بتشغيل الجهاز المضاد للتجمد، ما أدى إلى خلل في تشغيل أجهزة الاستشعار.
ويشير التقرير إلى ارتكاب قائد الطائرة أخطاء أدت إلى سقوطها، ويشير بأنه حاول إعادة التوازن إلى الطائرة لكنه «أخطأ في الاتجاه حيث قام بسحب المقبض إلى الوراء بدل دفعه إلى الأمام ما أدى إلى سقوط الطائرة بشكل سريع وارتطامها بالأرض»، وبحسب المعلومات التي أوردتها الصحيفة الفرنسية، فإن قائد الطائرة ومساعده هما «طياران موسميان» أي أنهما يعملان لفترة محددة، وأوضح التقرير بأن «القائد ومساعده كانا يعملان لفترة 6 أشهر في السنة على متن الطائرات، وكان يشغلان وظيفة أخرى بقية السنة»، وبحسب التقرير فإن هذه الممارسات «أصبحت مألوفة في الكثير من الشركات بما فيها شركات الطيران الفرنسية».
وقال التقرير، بأن عدم امتلاك طاقم الطائرة الخبرة الكافية للتحليق في إفريقيا، ويضيف «قائد الطائرة يمتلك 12 ألف ساعة طيران ومساعده 7 آلاف ساعة وهي خبرة مهمة خاصة وأن الطاقم عمل لسنوات على طائرات ماك دونالدوغلاس» لكن – كما يضيف التقرير- «لا أحد منهما قام برحلات في إفريقيا المعروفة بظروفها المناخية الصعبة خاصة في شمال مالي»، وقال بأن طاقم الطائرة أقلع وبحوزته معلومات مناخية تم تحيينها قبل ساعتين ونصف عن موعد الرحلة،
كما سردت «لوفيغارو» بعض الحقائق والأعطال الأخرى، التي لا يمكن لوحدها أن تفسر أسباب وقوع الحادث، لكن تراكمها يمكن أن يساهم في تحطم الطائرة، وأشار على سبيل المثال، إلى أن جهاز محاكاة الطيران الذي يتدرب عليه الطاقم لم يكن مناسبا لنوع الطائرة التي تحطمت، واشتكى المحققون من بعض المشاكل التي صادفت عملهم، وقالوا بان شركة الجوية الجزائرية رفضت تسليم عقد تأجير الطائرة المنكوبة من شركة «سويفت اير» الاسبانية.
أنيس نواري

الرجوع إلى الأعلى