تؤكد مصمّمة الأزياء الجزائرية المقيمة بمصر، صباح بن زايد بأن إطلالات الفنانة روجينا بتصاميمها المستوحاة من الموروث الجزائري، في مسلسل البرنس للنجم محمد رمضان، صنعت الحدث، ما فتح أمام علامتها  "كادينا صباح"،آفاقا أوسع و شد إليها اهتمام العديد من الأسماء الفنية و الإعلامية البارزة عربيا، مشيرة في هذا الحوار مع النصر، إلى أن العرب أصبحوا يدركون بأن لكل بلد مغاربي أزياءه ولمسته الخاصة، و أن القفطان مثلا زي مشترك ولا ينتمي لجنسية معينة، وهي صورة أسهم في توضيحها مصمّمون جزائريون باتوا ينافسون بقوة في سوق الملابس.

*   حاورتها : هدى طابي

النصر: ظهر اسمك بقوة على مواقع التواصل وبعض مجلات الفن مؤخرا بعدما اختارت الفنانة روجينا تصاميمك لإطلالاتها في مسلسلها الرمضاني، من هي صباح بن زايد و كيف بدأت رحلتك في عالم الموضة؟
ـ صباح بن زايد: أنا مصممة أزياء جزائرية مقيمة بمصر منذ حوالي عشرين سنة، حصلت على ماجستير في الحقوق و تزوجت من مصري و سافرت معه إلى هنا، حيث بدأت نشاطا في مجال التسويق، كنت أعيد بيع منتجات وألبسة مصرية الصنع في الجزائر، بعدها وفي سنة 2014، قررت أن أدخل مجال التصميم و أبتكر أزيائي الخاصة، فانطلقت بتصاميم بسيطة، ثم أدخلت اللمسة أو الستايل الجزائري تدريجيا على أغلبية الموديلات، و الحمد لله حققت النجاح والآن أمتلك علامتين  للألبسة الجاهزة بري آبورتي « كادينا فاشن صباح» للألبسة الفخمة و التقليدية و « إبداع» للتصاميم المنزلية المريحة و البسيطة.
ـ كيف استطعت الترويج للمسة الجزائرية و هل يدرك زبائنك بأن تصاميمك مستوحاة من موروثنا، حدثينا عن تحدي العباءة كيف استطعت التميز رغم هيمنة الخليج ومصر على هذا الزي؟
ـ بما أنني جزائرية فقد كنت أصر دائما على إضافة لمستنا التقليدية على ما أنتجه، وقد لاحظت بأن التسايل الجزائري أو المغاربي بصفة عامة يلقى رواجا كبيرا هنا في مصر، وفي عديد الدول التي أصدر إليها منتجاتي، لأن كل عملي يرتكز على التصدير بالمناسبة لدي عملاء في كل البدان تقريبا في الخليج و في أمريكا وحتى في الهند و أوروبا، وكل الناس يعرفون أنني جزائرية و أن تصاميمي هي امتداد لتراث بلدي، وهو أمر يستقطب الكثيرين، لا أخفيكم أن نسبة كبيرة من زبوناتي  هن من الطبقة الراقية و حبهن للأزياء الجزائرية واضح.
بخصوص تحدي العباية، هي من الموديلات الأكثر رواجا فعلا  في البداية عندما باشرت العمل كنت أعتمد الأسلوب العربي المنسدل المعروف، ثم قررت أن أتميز بتصاميمي، فتوجهت إلى  العباءة القريبة من البرنوس و المطرزة على طريقتنا التقليدية بالاعتماد على تقنيات يدوية تشبه الفتلة و المجبود، على غرار موديل « نوميديا» الذي استوحيته من اللباس التقليدي القسنطيني، والذي يعد خطوة أولى نحو توسعي مستقبلا لإدماج التصاميم الشاوية و القبائلية في أزيائي.
  لا أخفيكم صراحة أنني استطعت بفضل هذا التميز أن أحقق النجاح و أن أحظى بإعجاب و اهتمام العديد من النجمات خصوصا في الثلاث سنوات الأخيرة، فالفنانة روجينا، مثلا قالت لي مؤخرا بعدما اختارت أزيائي لغالبية إطلالتها في مسلسل البرنس، للنجم محمد رمضان، بأن تصاميمي أضافت إليها الكثير مؤكدة بأنها انبهرت بالستايل الجزائري.


ـ حدثينا عن تجربتك مع المشاهير و الفنانات من هي الأسماء التي ارتدت تصاميمك، وإلى أي حد خدمك تعاملك مع روجينا خلال هذا الموسم الرمضاني؟
ـ كثيرات ارتدين تصاميمي و أحببن الطابع الجزائري، على غرار الشيف نونا وهي سيدة مطبخ مشهورة في مصر، إضافة إلى الدكتورة ميار ببلاوي، و ندى بسيوني و الدكتورة صوفيا زادة و الفنانة المغربية شهرزاد بطمة، كلهن يعشقن الموديلات المطرزة ولذلك في كل مرة أطور فيها أكثر.
 بالنسبة لروجينا، فعلا إطلالتها كانت ناجحة جدا و ردود الأفعال عليها أضافت لي الكثير و قدمتني أكثر للناس، وقد تلقيت اتصالات كثيرة منذ أول ظهور لها بألبستي زارتني مؤخرا الفنانة الجزائرية الصاعدة مريم حليم، كما جاءتني عروض مهمة.
أحيطكم علما أيضا أن تصاميمي وصلت إلى غاية البرازيل و قد أطلت بها بطلات واحد من أشهر و أضخم المسلسلات التاريخية في البرازيل وهو مسلسل « جيزابيل».
ـ ماهي القطعة الأكثـر طلبا و رواجا بين النجمات، وهل تتوقعين بأن تلقى التصاميم الشاوية و القبائلية التي قلت بأنك ستوظفينها قبولا ؟
ـ  أكثر قطعة أو تصميم رائج هو القفطان، العرب أصبحوا يدركون بأن هذا الموروث مغاربي و ليس مغربي، وأن لكل دولة لمستها الخاصة فيه، وكثيرات يحببن القفطان الجزائري على اختلاف قصاته و أنواعه، وهي نتيجة تحققت بفضل مساهمات و إبداعات العديد من المصممين الجزائريين الذين يبرزون في هذا المجال.
أما في ما يتعلق بالتصاميم الشاوية و القبائلية، فأنا متأكدة من نجاحها لأن السيدات هنا يبحثن عن التميز و منفتحات على كل جديد و مختلف عن عاداتهن و تقاليدهن شريطة توفر اللمسة الجمالية، بدليل أن الطلب على التصاميم الجزائرية زاد عندي قبل أسبوع من العيد.
ـ نجمة فن أو إعلام ترغبين في إلباسها من تصاميمك؟
ـ مي عز الدين، أحبها جدا و يسعدني أن أراها بأحد تصاميمي، أعلمكم أيضا أنه ستكون لي تعاملات مع شخصيات معروفة عديدة بعد العيد، بعدما اتفقت معهن مبدئيا على جلسة تصوير.
أسماء جزائرية بارزة أيضا سوف أسعد بإلباسها، على غرار الإعلامية الكبيرة فاطمة بن حوحو، و الإعلامية نوال قاضي التي سبق و أن طلبت أحد تصاميمي.
 ـ لماذا لا نرى تصاميمك في المحلات الجزائرية ولم نسمع من قبل عن علامتك رغم نجاحها و انتشارها كما قلت؟
ـ لا علامتي التجارية موجودة في أسواقنا فكما سبق وأخبرتكم، اتعامل و الحمد لله، مع الكثير من التجار في كل البلدان ولدي عملاء في الجزائر أيضا، ربما هناك من السيدات من يقتنين تصاميمي على أنها منتج مصري مستورد لكنهن لا يدركن أن أنامل  جزائرية هي من أبدعتها.
 سبق لي أن جربت فتح فرع لي في الجزائر، رغم تواجدي في مصر، لكن الأمور لم تجر  وفق تطلعاتي، تدرون التجارة تتطلب متابعة دائمة و أنا بحكم التزاماتي في إدارة مصنعي و علامتي التجاريتين لم أكن قادرة على التواجد بالشكل المطلوب في كل مكان.
ـ الملاحظ أنك تعتمدين كثيرا على الأنترنت و مواقع التواصل للترويج لمنتجك، هل ترين بأن هذه الطريقة أكثـر نجاعة وأقصر طريق نحو النجاح تجاريا خصوصا بالنسبة للمرأة؟
ـ  فعلا، هذه الطريقة تختزل الكثير من الجهد و الوقت، بالنسبة لي تقريبا كل عملي يتم عبر فيسبوك، كما اقتحمت مؤخرا عالم انستغرام كذلك، و الحمد لله هذه الطريقة بديلة و ناجحة و توصل المنتج إلى أبعد الحدود في ظرف وجيز، فكما سبق و أخبرتكم لدي زبائن في الهند و الصين و السعودية، و كل أنحاء العالم.
ـ عشرون سنة في مصر، هل أثرت على علاقتك بعادات الجزائر
و أبعدتك عن مطبخها؟
 ـ لا أبدا ما زلت متمسكة بكل عادتنا و تقاليدنا، و غالبية أطباقي جزائرية فزوجي يحبها و يعرفها بحكم عيشه في بلدنا لفترة.                          هـ  / ط

الرجوع إلى الأعلى