كشف عضو المكتب الفيدرالي عمار بهلول، بأن الاجتماع الذي ستعقده الهيئة التنفيذية للفاف اليوم دوري، ولن يخرج بقرارات جديدة، إذ ذهب إلى حد الجزم بأن تمديد حالة الترقب بخصوص مستقبل المنافسة سيكون الإجراء الحتمي، لأن الفاف ـ كما قال ـ «تسعى للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة لضمان إنهاء الموسم، وتجنب أي إشكال يؤثر على مخلفات الصعود والسقوط المقترنة بالصيغة الجديدة لنظام البطولة».
كما تحدث بهلول في دردشته مع النصر عن قضية التسجيل الصوتي، وأكد بأن جلسة اليوم ستكون كفيلة بتحديد مهام وصلاحيات كل لجنة، وعرج أيضا على قضية البيان، الذي أصدرته الاتحادية كرد على الحملة التي تستهدفها، والتي اعتبرها بمثابة مخطط مبدئي لإرغام زطشي على مغادرة الفاف، عبر أضيق الأبواب.

حــاوره: صالح فرطــاس
- نستهل هذا الحوار بالاستفسار عن اجتماع المكتب الفيدرالي المقرر اليوم، والإشكال الذي كان قد طفا على السطح حول كيفية تنظيمه؟
لم يكن هناك إشكال يستحق المعالجة، فالأمانة العامة للفاف بالتنسيق مع الرئيس، كانت تعتزم عقد الجلسة بمقر الاتحادية، حتى يتسنى لأعضاء الهيئة التنفيذية الالتقاء بعد نحو 85 يوما من آخر جلسة جماعية عقدناها، والأمور لم تأخذ المجرى الرسمي، لأن الشيء الإيجابي هو طرح الفكرة على كل الأعضاء، لمناقشة الاقتراح المطروح، وقد كانت الوضعية الوبائية السائدة حاليا في البلاد، السبب الذي يكفي لمواصلة تنظيم الاجتماعات بتقنية التحاضر عن بعد، سيما بعد تمديد تدابير الحجر الصحي، وكل الإجراءات الوقائية تلزم المواطنين بتفادي الخروج من البيوت إلا للضرورة القصوى، مع تجنب التجمعات، دون تجاهل إشكالية السفر لمسافة طويلة وكذا قضية الإقامة، وهي أمور جعلت مسؤولي الاتحادية يقررون برمجة هذا الاجتماع بالاعتماد على تقنية «الفيزيوكونفيرونس»، وقد تعوّدنا على هذه التقنية، لأنها أصبحت الطريقة التي نستعملها لعقد الاجتماعات الخاصة بمختلف اللجان، وكم كانت كثيرة خلال شهر رمضان.
- وماذا عن أهم القرارات التي يترقب أن تتخذونها بناء على النقاط المدرجة في جدول الأعمال؟
الأكيد أن الجميع ينتظر أي قرار بخصوص مستقبل المنافسة، ولكن المعطيات الأولية، توحي بأن حالة الترقب ستبقى متواصلة إلى إشعار آخر، لأن تمديد تدابير الحجر الصحي إلى غاية 13 جوان القادم، يبقي الإجراءات الوقائية المعتمدة على مستوى الملاعب والمرافق الرياضية سارية المفعول طيلة هذه الفترة الإضافية، وهو ما يحول دون استئناف التدريبات، كما أن كل شيء يظل مرهونا بالحصول على ترخيص من السلطات العليا للبلاد، وذلك بمراعاة المعطيات الميدانية المتعلقة بتطورات الوضعية الوبائية، بناء على التقارير اليومية للجنة الوطنية المكلفة بتطورات أزمة «كوفيد 19»، لذا فإن القرار بشأن مستقبل المنافسة، يتجاوز صلاحيات المكتب الفيدرالي، والفاف بالتنسيق مع مختلف الرابطات المنضوية تحت لوائها عمدت إلى حسم المخطط المقترن بالجانب التقني تحسبا لمرحلة ما بعد كورونا، ونحن فقط ننتظر تلقي الضوء الأخضر لاستئناف النشاط، للمرور إلى مرحلة التنفيذ الميداني.
- نفهم من هذا الكلام بأن الاتحادية متمسكة بقرار إنهاء الموسم؟
كل شيء يبقى مرهونا بتطورات الأزمة الوبائية، ونحن نتضرع إلى الله عز وجل أن يرفع عنا هذا البلاء في أسرع وقت ممكن، لأن هذه الوضعية الراهنة تخرج النشاط الكروي من دائرة الاهتمامات، وفترة الراحة الإجبارية التي نعيشها فتحت المجال أمام المتتبعين للحديث عن بعض المقترحات، فهناك من يؤيد مطلب الموسم الأبيض، ومجموعة أخرى تقترح توقيف المنافسة واعتماد الترتيب الحالي في مختلف المجموعات والأقسام، بينما ذهبت فئة ثالثة إلى اقتراح تغيير نظام البطولة، وهي أمور لم يكن لها أي تأثير على عمل المكتب الفيدرالي في هذا الخصوص، لأن المخطط الذي سطرناه واضح، ويتعلق بالأساس بالجانب التقني، وقد تمت استشارة كل من المديرية الفنية الوطنية وكذا اللجنة الطبية لاتخاذ كل الخطوات الواجب القيام بها، سواء من حيث فترة التحضير أو «البروتوكول» الطبي، ونحن نسعى للذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في هذا الشأن لضمان إنهاء الموسم، خاصة وأننا نعمل على «إنقاذ» صيغة المنافسة، التي زكتها الجمعية العامة للفاف في سبتمبر 2019، لأن التعديلات التي أدخلت على الهرم الكروي لها انعكاسات كبيرة على مخلفات الصعود والسقوط في جميع الأقسام، انطلاقا من الرابطة المحترفة الأولى إلى القسم الشرفي، وبالتالي فإننا نسعى لتفادي أي إشكالية من شأنها أن تضع مصداقية الفاف على المحك، إلا إذا اقتضت الضرورة القصوى عكس ذلك، بناء على قرار من السلطات العليا للبلاد، بسبب الأزمة الوبائية، فإننا حينها سنعمل على تكييف المعطيات الحالية، بحثا عن حل سيكون بمثابة أخف الأضرار.
- وماذا عن قضية التسجيل الصوتي المسرّب ومحل الفاف من الإعراب في دراسة هذا الملف؟
الصدى الكبير الذي أخذته هذه القضية، نتج بالأساس عن فترة الفراغ التي نعيشها، لأن توقف المنافسة لفترة تقارب 3 أشهر، جعل الصحافيين يبحثون عن مادة إعلامية كفيلة بتغطية الغياب الطويل عن الساحة، بينما عمدت أطراف أخرى إلى استغلال هذا الملف، في محاولة لتمرير رسائلها المشفرة سعيا لمغالطة الرأي العام الرياضي، رغم أن هذه القضية ليست الأولى من نوعها التي تسجل في الجزائر، والدليل على ذلك ما عاشته المنظومة الكروية في نهاية الموسم الماضي، في قضية عرامة وملال نتيجة التسجيل الصوتي، وكذا تورط فريق دفاع تاجنانت في قضية مراهنات تقودها «عصابة» بفرنسا، وهذا لا يعني بأن الفاف تنقص من قيمة القضية الحالية، بل على العكس من ذلك فإن الاتحادية كانت قد سارعت إلى التنديد بمثل هذه الأساليب والسلوكات، واتخذت جملة من التدابير لدراسة القضية، لأن محاربة «الفساد» في المحيط الكروي تبقى في صدارة الأولويات، وقد طرحنا بعض الملفات على طاولة الوزارة، نتجت عن سوء تسيير في بعض الرابطات، لكن دون إثارتها إعلاميا، والنظر في قضية التسجيل الصوتي المسرب، يبقى من صلاحيات اللجنة الفيدرالية لأخلاقيات الرياضة، بالتنسيق مع قسم النزاهة الذي تقرر استحداثه وكذا لجنة الانضباط التابعة للرابطة، لأن هذه الهيئة كانت قد استمعت إلى بعض الأطراف التي لها صلة بالقضية، والملف سيطرح اليوم على طاولة الدراسة لتوضيح الرؤية أكثر حول مهام وصلاحيات كل لجنة في دراسة القضية، مادام رئيس الفاف كان قد كلّف لجنة الأخلاقيات بفتح تحقيق يتعلق بالجانب الرياضي، وهذا موازاة مع الشق الجزائي، لأن الوزارة كانت قد أودعت شكوى لدى الجهات القضائية.
- وما قراءتك في البيان الذي أصدرته الفاف كرد على الحملة التي أثيرت ضدها مؤخرا؟
إصدار بيان عبر الموقع الرسمي، جاء بعد أن تجاوزت الأمور الخطوط الحمراء، رغم أن الفاف كانت قد قامت بجملة من التدابير، وذلك بإيداع 7 شكاوى رسمية لدى العدالة، ضد من يتخذون من مواقع التواصل الاجتماعي، منابر للتهجم على شخص رئيس الاتحادية وكذا بعض أعضاء المكتب الفيدرالي، وكذلك الحال بالنسبة لفئة قليلة من الإعلاميين، والحملة بلغت الذروة في فترة الحجر الصحي، لأن التفكير في نهاية العهدة الأولمبية انطلق مبكرا، سعيا لقطع الطريق أمام زطشي وإخراجه من الباب الضيق، وأبرز دليل على ذلك إثارة قضية ألكاراز، رغم أنها مازالت مطروحة للنظر على مستوى اللجنة الدولية للطعون، وكذا محاولة إدراج زطشي كطرف مباشر في قضية التسجيل الصوتي، فضلا عن قضايا أخرى، لكن أن تصل الأمور إلى حد ربط رحيل المكتب الفيدرالي برفع تدابير الحجر الصحي، فهذا يدل على النوايا الجادة للمجموعة، التي ما فتئت تخطط لضرب استقرار الفاف، ومن ورائها الكرة الجزائرية، ولو أن الجزائر حققت في هذه الفترة مكسبا كبيرا بانتزاع 7 مناصب في اللجان الدائمة للكاف، وهو انجاز كان بمثابة «اللاحدث» بالنسبة لأصحاب المصالح الضيقة، الذين يربطون القضايا بمصالحهم الشخصية، فكان الرد ببيان رسمي ضرورة حتمية لتوضيح الرؤية أكثر للمتتبعين، لأن مواصلة التزام الصمت قد يفسرها الكثيرون برضوخ الاتحادية للضغوطات، التي تمارس عليها إعلاميا وعبر الفضاء الأزرق.    

الرجوع إلى الأعلى