* دوري في «طيموشة» قريب جدا من شخصيتي الحقيقية
أرجعت الممثلة عايدة عبابسة نجاح « سلسلة طيموشة»، لتضافر جميع طاقم العمل و كذا إبداع الممثلين و المخرج يحيى مزاحم الذي وفر كل الظروف في سبيل تقديم عمل في المستوى، بالإضافة إلى الجمهور الذي تفاعل مع العمل و قدم ملاحظات تم أخذها بعين الاعتبار في الحلقات المتبقية، كما تحدثت في هذا الحوار الذي خصت به النصر عن سبب غيابها عن الشاشة لثلاث سنوات و دخولها المتأخر لمجال التمثيل و مؤخرا التقديم التلفزيوني، و عدم مواصلة مشوار تخصصها في مجال طب الأسنان.

حاورتها / أسماء بوقرن
نجحت في مشاركتك الرمضانية في سلسلة «طيموشة» بدور «مدام خديجة»، التي أبدعت في تقمص شخصية المسؤولة الصارمة و الأم الحنونة التي تحرص على حماية ممتلكاتها، و نلت ثناء الجمهور، حدثينا عن التجربة؟
شخصية « مدام خديجة» في السلسلة قريبة جدا من شخصيتي الحقيقية، فأنا كنت مسؤولة على الجالية الجزائرية في سفارة الجزائر بمصر، و من سماتي المهنية أنني صارمة في العمل و منضبطة، بالنسبة للأمومة فأنا حريصة على تقديم التوجيهات لابني أكرم، و طريقة تعاملي معه تشبه لحد بعيد تعاملي مع ابني في السلسلة» أمين «، لأن تربية الأم بمفردها لابنها ليس بالأمر الهين.
 فقد حرصت كاتبة السيناريو سارة برتيمة على أن أؤدي هذا الدور، و أكدت بأنني الأقرب لهذه الشخصية، خاصة   لكوني أتقن اللغات الأجنبية، فكانت هناك عدة مشاهد أتكلم فيها باللغة الإنجليزية، و قد تم حذفها فيما بعد و عدم استعمال هذه اللغة في باقي الحلقات ، لأن الجمهور طالب باستعمال العربية فقط، و هو ما تم أخذه بعين الاعتبار من قبل المخرج، الذي كان  يهتم لرأي الجمهور ، و ما أريد أن أنوه به هو  أن السلسلة لاقت متابعة في الدول العربية و قد كلمتني صديقتي من إحدى الدول العربية و أثنت على العمل إلى جانب أختي فلة التي عبرت لي عن انبهارها بأدائي.
في رأيك هل تفاعل الجمهور مع السلسلة و إبدائه لملاحظات إلى جانب نسب المشاهدة على اليوتيوب، تعتبر مؤشرات لقياس مدى نجاح العمل؟
طبعا، فكلها مؤشرات تدل على ذلك .
حادث أبعدني عن التصوير لعدة أيام
الجمهور تساءل عن غيابك الملحوظ في عدد من الحلقات ، ما السبب؟
وقع لي حادث و سقطت في أستوديو تصوير بإحدى القنوات، و تعرضت لإصابة على مستوى الرأس، ما أجبرني على البقاء في البيت لمدة أسبوعين، و أشكر بالمناسبة المخرج الذي كان متفهما و لم يلغ   اسمي من السلسلة، إذ و بعد أن تعافيت عدت مجددا للتصوير، و اضطررت حينها لاستعمال شعر مستعار لأنني لم أكن حينها باستطاعتي أن أسرح شعري.
إبداع المخرج و الظروف الجيدة ساهما في نجاح العمل
هل كنت تتوقعين نجاح السلسلة ؟     
لم نكن نتوقع نجاح العمل بهذا الشكل، و سعدنا كثيرا لأننا قدمنا عملا في المستوى و أدخلنا البهجة على قلب الجمهور في هذا الظرف الحساس و الاستثنائي، فنجاح سلسلة طيموشة كان ثمرة عمل و اجتهاد جماعي، فحتى الطفل الصغير الذي أدى دور أخ الممثلة «طيموشة» تألق في الأداء، بالإضافة إلى مينة لشطر التي اعتبرها فنانة مبدعة ، و كذا مؤدي دور «ميشال» و الممثلة ليلى بويحياوي  و نوميديا لزول .
هل ترين بأن جو العمل و تفوق الممثلين ساهما في نجاح العمل؟
نعم عملنا في جو عائلي و في ظروف  جيدة وفرها المخرج للفريق، كان ذلك حافزا للمثلين للإبداع في الأداء ، يحيى مزاحم كان بمثابة القائد و الأخ و الأب و الصديق و الابن بالنسبة لي، اشتغلت معه لمدة شهرين، دون حدوث  خلافات و لا مناوشات، و لا أنكر دور الجمهور الذي ساهم بشكل كبير في النجاح.  
 لكن هناك من يقول إن السلسلة مقتبسة من «آغلي بيتي و هبة رجل الغراب»..
السلسلة المجسدة في 17 دولة ليست مقتبسة و إنما مستوحاة، فالكاتبة سارة برتيمة كتبت القصة منذ أربع سنوات، و حرصت على تقديمها في هذا الظرف بسبب الحجر المنزلي المفروض و ذلك في إطار جزائري بحث، و تعد التجربة الأولى من نوعها في شمال إفريقيا.
خضت مؤخرا تجربة التقديم التلفزيوني من خلال برنامج اجتماعي «دير الخير» على قناة خاصة، كيف كان ذلك؟  
كان باقتراح من رئيس القناة، حيث عرض علي الفكرة منذ سنة و نصف و رفضت في البداية بسبب «أعداء النجاح»، فأعيد اقتراح الفكرة علي مجددا، فقبلت و فرحت لأن طبيعة البرنامج اجتماعي، و أنا بطبعي أحب خدمة و مساعدة الآخرين.
الكثير ثمّن تجربتك في التقديم، التي أظهرت الجانب الانساني في شخصية عايدة عبابسة، هل سيراك الجمهور في تجارب أخرى مماثلة؟
لا أعلم ذلك، فبرنامج «دير الخير» توقف بسبب الأزمة الوبائية، يمكن المواصلة عند تخطي الأزمة.  
غيّبت عن الشاشة لثلاث سنوات بسبب أعداء النجاح
غبت عن الشاشة التلفزيونية لثلاثة سنوات، ما السبب؟
أنا لم أغب، و إنما غيبت عن التلفزيون و منعوني من العمل، فالكثير من الممولين للأعمال التلفزيونية و كذا أشخاص اتفقوا على أن عايدة عبابسة لن تظهر مجددا، و هذا يدل على أنني إنسانة ناجحة و متمكنة، فأنا لم ألحق الضرر بأي شخص فلماذا يحاربونني إذا؟ خاصة و أنني لا أعرف الكثير من الممثلين لأنني عشت 30 سنة في مصر، فعند عودتي حظيت باستقبال رائع، لكم بمجرد دخولي مجال التمثيل وجدت حربا منقطعة النظير، و خسرت أناسا كثيرين نشأوا و تربوا معي، و كنت دائما أسمع جملة « علاه تزاحمي فينا».


 هل تفكرين في اقتحام مجال التمثيل العربي؟
الأولوية لبلدي، فأنا امرأة عاشقة للجزائر، كان بإمكاني أن أصنع اسما كبيرا لي في مصر، لكن لماذا نمنح مواهبنا لغيرنا، بعد أن تُكتشف في بلدنا، فالأولوية لوطننا، لكن للأسف لم أجد سوى الحقد و الغيرة.
ما رأيك في اقتحام عارضي الأزياء و مؤثرين و غيرهم مجال التمثيل؟
أنا موافقة من مبدأ أن كل مجتهد يأخذ حقه، فالتمثيل موهبة و كاريزما، و الجمهور هو من يحكم إن كان الشخص ناجح أم لا، فهناك شباب وفقوا في فرض نفسهم في الساحة الفنية كأميرة ريا و ليلى بويحياوي و ستانلي الذي أبدع في «طيموشة»
الكثير يثني على تفوقك في التمثيل، لماذا دخلت متأخرة لهذا المجال و كيف كان ذلك؟
دخلت للتمثيل و أنا في 55 سنة من العمري، و ذلك سنة 2016 ، بعد سنتين من عودتي للجزائر، حيث بدأت دور « القزانة» في سلسلة قصبة سيتي بسلسلة «أنا و مرتي» مع كمال بوعكاز، وبعدها مسلسل الخاوة، حيث رشحت حينها من قبل السيناريست سارة برتيمة لأداء الدور الرئيسي في العمل،  لكن قوبل بالرفض لكوني غير مشهورة، فأديت دور ربيعة، بعدها شاركت في «بوقرون» بدور « الملكة الحية» ، و من بوابة النصر أتمنى الشفاء العاجل للمبدعة ريم غزالي،  و هي أيضا من الأشخاص الذين تعرضوا لهجوم، و أشير إلى أن الجمهور لا يناديني باسم عايدة، فكلما أؤدي شخصية ناجحة يناديني باسمها كمدام ربيعة أو الملكة الحية.
لم تؤخذ مؤهلاتي الثقافية بعين الاعتبار فلجأت للتمثيل
و ما أريد قوله أن مؤهلاتي الثقافية لم تؤخذ بعين الاعتبار لهذا لجأت للتمثيل، فأنا درست تخصص طب أسنان ، و لما انتقلت لمصر اشتغلت كمساعدة طبيب أسنان محمود حسني و يعد من كبار جراحي الأسنان في البلد و أول من قام بعملية زرع أسنان ، كما قدمت هناك دروسا في اللغتين الفرنسية و الانجليزية، بعدها منح لي منصب في السفارة و كنت مسؤولة عن الجالية الجزائرية في مصر.
لماذا لم تواصلي العمل في مجال تخصصك طب الأسنان؟
ميولات عائلتي فنية، و والدتي لم تكن ترغب أن أعمل في هذا المجال .
ما رأيك في الشبكة التلفزيونية الرمضانية لهذه السنة التي قدمت في ظروف استثنائية بسبب الجائحة؟
أشكر كل المنتجين الذي قدموا أعمالا فنية رغم الظروف الصعبة التي مررنا بها، فمسلسل « يما» أعجبني كثيرا و كان ناجحا، فمونية بن فغول كانت رائعة و كذا مليكة بالباي و محمد فريد مهدي الذي كان متألقا و  لعمري كعوان، و كذا محمد رغيس، كما أن القصة كانت مؤثرة جدا و بكيت في عديد المشاهد، خاصة لقاء الأم مع ابنها.
كنت بصدد المشاركة في سلسلتين لكن لم نرك فيهما، ما السبب؟
نعم كنت بصدد المشاركة في سلسلتين لكن لم يتجسد ذلك، بسبب إشاعة روجها عني البعض بالقول بأني امرأة مثيرة للمشاكل و صعبة، و حتى مخرج «طيموشة» كان متخوفا مني في البداية، لكن و بعد العمل معه عرف شخصية عايدة الحقيقية، و قد حظيت من قبله بتكريم عرفان على ما قدمته، و أشاد باحترافيتي و التزامي و بكوني إنسانة طيبة على خلاف ما روج عني.  
أين تجد عايدة مكانتها في الدراما أو الكوميديا؟
ممكن أبدع في الكوميديا لأني عندي جانب غير معروف، لكن لم تتح لي الفرصة، كنت أتمنى تقديم بعض اللقطات المضحكة لكن المخرج فضل أن أكون في دور درامي.
ما مشاريعك المستقبلية؟
أنا في الجزائر أصبحت لا أفكر في الغد.  
كلمة ختام؟
أبلغ سلامي للجمهور القسنطيني، فأنا أحب قسنطينة مدينة جدي محمد الاخضري.              أ ب

الرجوع إلى الأعلى