أصدرت وزارة الصحة أمس أمرا بالتوقيف التحفظي عن العمل لكل من الطبيب الرئيسي و المسؤول الإداري ومنسقين (2) وكذا مسؤول الأمن بوحدة كوفيد-19 بالمستشفى الجامعي لقسنطينة,وذلك في أعقاب نشرفيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يكشف «وجود إهمال» بهذه الوحدة،حسبما علملدى ذات الوزارة.
وأوضح نفس المصدر أنه «على إ ثر تداول  فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي حول وضعية مصلحة التكفل بمرضى كوفيد-19, قام  وزير الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات,البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد، بإيفاد لجنة من المفتشين إلى عين المكان للتحقيق في هذه القضية», مشيرا إلى أن «التحقيق الأولي كشف عن وجود اختلالات ونقائص في التسيير» وأنه تم على إثرها «التوقيف التحفظي لكل من الطبيب الرئيسي والمسؤول الاداري ومنسقين (2) وكذا مسؤول الأمن أكدت الوزارة أن التحقيق «لايزال متواصلا لتحديد المسؤوليات وطبيعة الأخطاء المسجلة»
و جاءت القرارات المذكورة على إثر انتشار مقطع الفيديو مساء أول أمس الخميس، حيث اجتمع المدير العام للمستشفى ورئيس المجلس الطبي ورؤساء الأقسام والمنسقين والمكلف بالاتصال، انتهى الاجتماع عند الساعة الثانية صباحا، وتقرر فيه التوقيف التحفظي لأربعة موظفين والأمر بفتح تحقيق معمق في القضية من أجل الاطلاع على النقائص، بحسب ما أكده للنصر المكلف بالاتصال على مستوى المستشفى، الدكتور عزيز كعبوش. وأضاف نفس المصدر أن مقطع الفيديو «يكشف جزءا من النقائص المسجلة في القطب، رغم أن المستشفى خصص له 190 عنصرا بين أطباء وممرضين وأعوان الخدمة»، في حين أكد أنه ينبغي في الوقت الحالي انتظار نتائج التحقيق.
و تتبعنا مقطع الفيديو الذي تداولته العشرات من الصفحات والآلاف من المستخدمين عبر منصة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حيث يظهر سيدة ماكثة بالقطب المخصص للمصابين بفيروس كورونا تشتكي من سوء التكفل وتتحدث عن مريضة معها ظلت ثلاثة أيام تنام على الأرض، فضلا عن شقيقتها التي تنام على كرسي متحرك،  بينما يظهر شاب يرتدي الملابس الواقية قال إنه جاء كعادته لتقديم طعام الفطور للمريض الذي يتكفل به فوجده متوفى على سريره دون أن يعلم بأمره أحد. وتقول السيدة الأولى أن «المرضى هم من يجمعون القمامة»، كما تتحدث بغضب مثلما يبدو عليها عن «انتشار الأوساخ داخل أجنحة المرضى».
و حدثنا منتمون للسلك الطبي و شبه الطبيين داخل القطب عن نقص كبير في وسائل العمل، في حين أصدرت إدارة المستشفى الجامعي ابن باديس زوال أمس بيانا نشرته على صفحتها الرسمية بمنصة «فيسبوك» جاء فيه أنه «على الرغم من أن الغرض من الفيديو كان الإساءة وتغليط الرأي العام، إلا أنه لا ينفي وجود الكثير من الخروقات ومدى التقصير الكبير في عملية التكفل بالمرضى من طرف القائمين على تسيير المصلحة ما ترتب عنه في حينها تسليط عقوبات صارمة ضد كل من تسبب في ذلك لحين استكمال التحقيق».
و أثارت القضية ردود فعل متباينة وسط الرأي العام، أغلبها تميل للاستهجان واستنكار وضعية المرضى، في حين أوضح أطباء و منتمون للطاقم شبه الطبي بمستشفيات أن مسؤولية توفير الوسائل اللوجستية لا تقع عليهم، وإنما على إدارات المستشفيات، مشيرين إلى النقائص التي يعاني منها القطاع الصحي العام منذ ما قبل ظهور كورونا. و يشهد قطب التكفل بمرضى كورونا بالمستشفى الجامعي ابن باديس حالة اكتظاظ بسبب توافد أعداد تفوق طاقة استيعابه من المصابين بالفيروس.
سامي.ح

الرجوع إلى الأعلى