انتقل الفنان التشكيلي الجزائري محجوب بن بلة، إلى جوار ربه يوم الخميس المنصرم بمدينة ليل الفرنسية عن عمر يناهز 73 سنة، بعد صراع طويل مع المرض.
المرحوم من مواليد منطقة مغنية سنة 1946 وينحدر من عائلة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة،  تخرج من  مدرسة الفنون الجميلة بوهران   سنة 1965 ليطير مباشرة لمواصلة الدراسة بمنطقة «توركوان» الفرنسة التي عاش وعمل ومات بها نهاية الأسبوع الماضي، كما إلتحق بمدرسة الفنون الجميلة بباريس لتطوير   مهاراته، ورغم الدرجة العالمية التي بلغها فنه حيث تم سنة 2005 إضافة إسمه في متحف «الميتروبوليتان» بنيويورك، كمرجعية فنية في معهد الفن المعاصر، إلا أنه لم تتح له الفرصة لعرض أعماله في بلده الجزائر إلا سنة 2012 بدعوة من وزارة الثقافة، حيث قدم للجمهور 200 لوحة فنية احتضنتها أروقة متحف الفن الحديث بالعاصمة.
العارفون باللمسة الفنية للمرحوم محجوب بن بلة، يشيرون بأن أعماله لا تخلو  من اللمسة الجزائرية حتى في أشهر انجازاته العالمية التي برزت بشكل جلي خلال فترة الثمانينيات، وجسدتها عدة أعمال منها، لوحة جصية بمطار الرياض الدولي أنجزها سنة 1982، وجدارية «عكس الشمال» التي غطى فيها مسافة 12 كلم من طريق باريس-روباي سنة 1987، إلى جانب عمله  الذي عُرِض على مساحة أربعة آلاف متر مربع في ملعب «باسيمبو» في مدينة ساوباولو البرازيلية عام 1999، إضافة لديكور محطة مترو «كولبير» في مدينة غرونوبل الفرنسية، الذي أنجزه عام 2000، كما أن من أشهر أعماله لوحات «مربّع سحري» و «طوم طوم»، و بورتريه للفنان «فان غوغ» و كوريغرافيا المرسى. ويتميز الفنان بن بلة بأسلوبه المبتكر الذي وصفه العارفون بالفن التشكيلي أنه «رسم بالكلمات، أو كلمات صامتة في أعمال فنية»، وهو الأسلوب الذي جعله مرجعا  عالميا، كما أن له القدرة على الرسم على القماش، الورق وحتى الخشب.
 بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى