تفرض مصالح الأمن والدرك  بولاية وهران إجراءات أمنية مشددة لمنع تسلل مواطنين للشواطئ وذلك بعد خرق شباب لقرار منع السباحة معرضين حياتهم للخطر، فيما لم يتوان من احتلوا الشواطئ و  أماكن الركن  في فرض اتاوات على مواطنين، كما تعرف الشواطئ ومحاورها حركة لا تتوقف رغم الإجراءات الردعية وتحرير العديد من المخالفات مع حجز طاولات وشمسيات.
ملفات المخالفين للقرار أمام العدالة
وللوقوف على مدى تطبيق الإجراءات والعمل الميداني المنجز، رافقت النصر دورية للشرطة عبر بعض شواطئ المدينة الساحلية عين الترك، علما أن 14 شاطئا بالولاية يندرج ضمن اختصاص الأمن الوطني، وقال محافظ الشرطة عريوة سليم رئيس خلية الإعلام والاتصال بالأمن الولائي،  إن شعار الخرجة مساء السبت المنصرم  هو " تباعدكم في المرحلة الراهنة، حماية لكم وسلامة لأبنائكم"، وهذا ما يعكس حرص مصالح الأمن على متابعة منع دخول المواطنين للشواطئ  لتجنب نقل أية عدوى لوباء كورونا، ولحماية الأطفال والشباب من حالات الغرق التي سجلت في بعض الولايات، مبرزا أنه في هذا الإطار تم خلال 24 ساعة، تحرير محضر ضد مواطن خالف القرار وتم حجز أكثر من 85 كرسي و17 طاولة، بينما أشارت بعض المعطيات لأمن دائرة عين الترك، أنه منذ دخول قرار منع دخول الشواطئ تم تحرير عدة محاضر ضد المخالفين وتحويل ملفاتهم للعدالة.
ووفق محافظ الشرطة عريوة سليم، فإن عمل الشرطة ليس فقط ردعيا ولكن تحسيسيا أيضا لهؤلاء المواطنين بأهمية الالتزام بالتدابير الوقائية المتعارف عليها و احترام قرارات السلطات التي تصب في صالح حماية المواطن في ظل هذه الجائحة.
شاطئ الكثبان.. الاستمتاع بالبحر من الواجهة العلوية
محطتنا الأولى رفقة دورية الشرطة كانت بشاطئ الكثبان أين كانت بعض العائلات تنتشر هنا وهناك فوق الرمال، وبمجرد مشاهدتهم لرجال الشرطة يقتربون منهم من أجل تحسيسهم بأن دخول الشواطئ ممنوع حماية لهم ولأطفالهم من الوباء خاصة وأن الافتتاح الرسمي لم يتم بعد، حتى  بدأ الجميع في جمع أغراضهم والمغادرة بهدوء، وعند اقتراب النصر منهم، اعترفوا أنهم لم يحترموا قرار المنع ولكن كل واحد قدم تبريراته، حيث أوضح أحدهم الذي كان رفقة زوجته وابنه، أنه ينحدر من مدينة معسكر وجاء عند أقاربه بوهران، فأراد اغتنام الفرصة للاستمتاع بنسمات البحر قبل عودته، بينما اعتبر الثاني الذي كان رفقة أبنائه الثلاثة، أن القرار صائب ولكن اضطر لعدم احترامه  بعد إلحاح أبنائه، الذين قال إنهم اختنقوا من الروتين اليومي في البيت وعدم الخروج تجنبا لأية عدوى.
وعلى طول الواجهة التي تطل على شاطئ الكثبان، وجدنا عشرات العائلات، تصطف جنبا إلى جنب للاستمتاع بمنظر "البحر من الأعلى" وهي الخاصية التي نجدها في هذا الشاطئ وشاطئ الأندلسيات، حيث يمكن للمواطن أن يستمتع بنسمات البحر والمناظر المحيطة به دون النزول للشاطئ.
شاطئ «الإقامة الجميلة» يفقد كل صلة له بالجمال
ولم تكن وقفتنا جميلة بشاطئ "الإقامة الجميلة" وسط مدينة عين الترك، حيث بمجرد أن يقترب المصطاف من الشاطئ إلا ويصطدم بسيول المياه المتدفقة نحو البحر وأكوام القاذورات التي تجمعت حولها لتصنع ديكورا لم يتغير منذ عدة سنوات، ورغم أن بعض سكان المدينة الذين تحدثت إليهم النصر حول المشكل، نفوا أن يكون مصدر تلك المياه هو قنوات الصرف الصحي، وأصروا على أنها مياها عذبة تنبع من عين قديمة جدا تعود لقرون، إلا أنها في كل الأحوال تجرف معها الأوساخ والقاذورات نحو مياه البحر وتشكل سيلا لتجمع الحشرات والميكروبات في مكان من المفروض أنه فضاء لراحة و ترفيه الأطفال قبل الكبار.
ولم يكن هذا هو المشكل الوحيد بـ "الإقامة الجميلة"، بل أيضا البنايات التي تبدو فوضوية ولم تترك للشاطئ سوى أقل من مترين من الرمال، وبعض الأماكن لا يجد فيها المصطاف مكانا للوقوف لأن قاطني تلك البنايات الذين يؤجرونها صيفا حسب بعض من صادفناهم، يضعون حاجياتهم فوق ما تبقى من الشاطئ.  
يحدث هذا في الوقت الذي، باشرت فيه مختلف المصالح أشغال التهيئة والتنظيف لبعض الشواطئ، والتي وفق البيان الذي نشر عبر الصفحة الرسمية  لولاية وهران، تهدف للقضاء على التدفق المتواصل لمياه الصرف الصحي عبر شواطئ عين الترك والأندلسيات، وهي الكارثة البيئية التي تثير استياء المصطافين كل موسم وسبق للنصر أن تناولتها في مواضيع متعددة، ولكن يبدو أن المشكل يتطلب عمليات كبرى على مستوى البلديات الساحلية لتسوية قنوات الصرف الصحي وضخ هذه المياه نحو وجهات أخرى غير الشواطئ، كما تقوم ذات المصالح بعمليات أخرى، منها رفع الأتربة التي خلفتها التقلبات الجوية الأخيرة والتي تراكمت على حواف الطريق الوطني رقم 2 ومن شأنها عرقلة حركة المرور عند توافد المصطافين، و القضاء على نقاط السوداء الموجودة عبر كل المنافذ المؤدية للكورنيش.

ازدحام  مروري وحراس حظائر يتحدون الجائحة
 علامات موسم الاصطياف تبدأ من المسمكة في الجهة السفلية لحي سيدي الهواري، ورغم أن مطاعم السمك لم تستعد نشاطها بشكل طبيعي، إلا أن الازدحام المروري الذي يعتبر أبرز سمات طريق "لاكورنيش" خاصة صيفا، استمر لعدة كيلومترات لغاية بعض الشواطئ الموجودة بمدينة عين الترك، وكأن الجميع كان يسابق الزمن سواء للاستمتاع بالبحر قبل موعد الحجر الصحي، أو للعودة لبيوتهم أو لـ "البانغالوهات" التي أجروها حتى قبل الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف، الذي من علاماته أيضا، انتشار الشباب قرب الشواطئ "كحراس حظائر"، وفعلا وجدنا البعض منهم الذين يزاولون هذا النشاط بطرق غير مباشرة تجنبا للوقوع في قبضة عناصر الشرطة الذين لا تنقطع دورياتهم، كما وجدنا شبابا آخرين يحرسون مداخل الشواطئ، وحسب أحدهم فإنه يعمل ضمن طاقم أعوان البلدية لمنع دخول المواطنين للشاطئ، وعبر عن حسرته لتأخر افتتاح موسم الاصطياف الذي يوفر له دخلا أفضل عندما يزاول في الوقت نفسه نشاط حارس بالشاطئ وحارس حظيرة.
القوارب الشراعية وهواة الصيد لم ينقطعوا عن البحر
ومن بين النقاط "الجميلة" التي صادفناها في شاطئ "الإقامة الجميلة"، ممارسو  رياضة الألواح الشراعية الذين يوجد مقرهم بذات المكان، قال أحدهم إنهم لم ينقطعوا عن تدريباتهم رغم الظروف الوبائية، مؤكدا أنهم يلتزمون بتدابير الوقاية خاصة التباعد وغسل اليدين و استعمال المطهر، وهي تقريبا ذات التدابير التي برر بها بعض الشباب الذين التقتهم النصر وهم يستعدون لممارسة هواية الصيد، حيث أفاد أحدهم أن الفضاء البحري واسع وشاسع ويسهل عملية التباعد الاجتماعي، أما الوقاية الذاتية فهي قضية شخصية لا يمكن مراقبة كل فرد إذا استعمل مطهر اليدين أو لا، وعليه حسب محدثنا، فهم يجتنبون تبادل وسائل الصيد أو التلامس، فقط كل واحد ينزوي في مكان ويمارس هوايته.
ولكن "الهواية" الأخطر هي تلك التي يمارسها الأطفال والمتمثلة في القفز من فوق الصخور البحرية المتعارف عليها بـ "التشبيكة"، ورغم مطاردة مصالح الأمن لهم، إلا أنهم يعودون خاصة وأنهم يقطنون بالأحياء القريبة من البحر، غير مبالين بالخطورة في حالة السقوط أو حتى الغرق، كون الشواطئ ليست محروسة من طرف أعوان الحماية المدنية أو أعوان الغطس لغاية الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف.        
        بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى