سجلت ولاية برج بوعريريج على مدار السنوات الفارطة، انخفاضا كبيرا في منتوج القمح والحبوب الجافة، مقارنة بالمواسم الفلاحية الناجحة التي سجلت فيها معدلات انتاج قياسية فاقت المليون قنطار، في حين تشير توقعات مديرية المصالح الفلاحية لهذا العام، إلى أن كمية المنتوج لن تتعدى عتبة 500 ألف قنطار في أحسن الأحوال.
و قد انطلقت حملة الحصاد و الدرس منذ أيام، وسط توقعات بتسجيل تحسن في مردود المستثمرات الفلاحية النموذجية، التي بلغ محصول الهكتار الواحد فيها حوالي 60 قنطارا، على غرار المستثمرة المتواجدة بمنطقة بياتة، في حين تكبد فلاحون آخرون بالمناطق الجنوبية و الشمالية للولاية، حسب اتحاد الفلاحين، خسائر كبيرة بالنظر إلى شح المحاصيل التي لم تكن بحجم التوقعات، في ظل التبعية المناخية للقطاع و حالة الجفاف التي اجتاحت المنطقة و قلة معدلات التساقط خلال فترات النمو، في وقت يعتمد القطاع الفلاحي بعاصمة البيبان، على ما تدره السماء من أمطار لإنجاح الموسم الفلاحي .
و بخصوص الإمكانيات التي تم توفيرها لإنجاح موسم الحصاد و الدرس، فقد أكدت المديرية الوصية، على تدعيم الحظيرة بثماني حاصدات جديدة لتضاف إلى437 حاصدة، فضلا عن شاحنات التجميع و الجرارات وآلات ربط حزم التبن و الكلأ، فضلا عن تجنيد الطواقم البشرية و جميع الإمكانيات المادية على مستوى تعاونية الحبوب و البقول الحافة المتواجد مقرها ببلدية عين تسيرة، لاستقبال محصول الفلاحين من الحبوب بطاقة استيعاب إجمالية تفوق مليوني قنطار، ما يسمح بتجميع و تخزين منتوج الولايات المجاورة وتوقع تجميع كمية قدرها 300 قنطار بولاية البرج لوحدها، في حين سيحتفظ المزارعون بكمية إجمالية تصل إلى حدود 200 ألف هكتار موجهة للتخزين الذاتي أو الاستهلاك العائلي عبر اقليم الولاية .
و تعتبر ولاية البرج، من بين الولايات الفلاحية التي تزخر بثروات ومؤهلات كبيرة في مجال الزراعة، غير أنها مازالت تعاني من تأخر كبير في تطوير تقنيات الزراعة الحديثة، في ظل الاعتماد على الطرق البدائية بين أغلب الفلاحين وشح الموارد المائية الموجهة للسقي والاكتفاء بما تدره السماء من ماء، ما فرض واقعا يتسم بالتبعية المناخية في قطاع الفلاحة بشكل عام و زراعة القمح و الشعير على وجه الخصوص، ما جعل القطاع يعرف هزات و تقلبات و هو ما يفسر الانخفاض المسجل في المنتوج الزراعي إلى أدنى مستوياته، رغم توفر الولاية على مساحة هامة من الأراضي الصالحة للزراعة بحوالي 188 ألف هكتار منها 7 ألاف هكتار مسقية و تستغل أغلب هذه الأراضي في زراعة الحبوب بمساحة إجمالية تصل إلى 113 ألف هكتار.
ع/بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى